أحمد مصطفى: الولايات المتحدة الأمريكية خاسرة في نزاع مع العالم حصرى

تحليلات 09:00 12.08.2018

يتخذ الصهاينة المتطرفون القرار في الولايات المتحدة ويقودون ترامب الرئيس الحالي لإرضاء صهره كوشنر وابنته إيفانكا الأمر الذى سيقود أمريكا إلى كارثة حقيقية. حقا نحن في أكبر حرب إعلامية في التاريخ، لأنه كما قلنا عدة مرات سابقة ان اقتصاد الولايات المتحدة على حافة الهاوية، ولم يحدث أي إصلاح داخلي، وذلك طالما أن الحزبين الرئيسيين واللوبيات تسيطر عليها عائلات نافذة مثل روكفيلر، وروشيلدز، ومورغان وغيرها ... ولمصالح وأرباح شخصية فقط بغض النظر عن 500 مليون مواطن يمثلون الشعب الأمريكي.

ونبرر لماذا نحن في حرب إعلامية عالمية حادة، حيث نتذكر المقابلة الرائعة التى اجرتها فوكس نيوز وهي أكبر قناة إعلامية في العالم مع القيصر بوتين والتى تزامنت مع قمة هلسنكي مع ترامب في يوليو الماضى، حيث وضع بوتين الأمريكي المقدم التلفزيون في عدة مواقف حرجة خلال 35 دقيقة، أو أن بوتين تقريبا هو الذي سيطر على المقابلة وجعلها على طريقته الخاصة. ليس ذلك فحسب، فقد وجه بوتين العديد من الرسائل العميقة لجمهور الولايات المتحدة الأمريكية من متابعي مثل هذه القناة الكبيرة، ويكأن بوتين اعطى الجمهور الأمريكي انطباعًا بأن المسؤولين الأمريكيين أنفسهم، بداية من الرئيس حتى مقدم البرنامج التلفزيوني، اعتادوا الكذب عليهم، وان نجاح كاس العالم مونديال 2018 هدم كل الصور النمطية المغلوطة عن روسيا.

وهكذا، إنتقدت المؤسسات الأمريكية ترامب لعقد مثل هذه المقابلة والاجتماع المغلق مع بوتين الذي جعلهم يخسرون، بالإضافة إلى تأجيل الدعوة التي وجهت إلى بوتين من ترامب لزيارة الولايات المتحدة في سبتمبر، خوفا من قيام بوتين، هذا الشخصية الكاريزمية، بمخاطبة الشعب الأمريكي عبر وسائل الإعلام الأمريكية، وإرساله عدة رسائل قد تجعلهم غير راضين عن نظامهم الأمريكي. أكد بوتين في هذه المقابلة عدة مرات أنه لا يوجد دليل ملموس على مزاعم الولايات المتحدة بشأن التدخل في الانتخابات الرئاسية، وجميع المحاولات التي أجروها أو لفقوها لإثبات ذلك كانت عبثية. نفس القضية التي كررها بشأن الادعاء الكاذب بتسمم سكريبال وابنته في سالزبوري، وعندما سأله المقدم، أليس من الغريب أن كل هذه الحوادث تتعلق بروسيا؟

 أجاب بوتين، إنه يحدث في كل مكان، وبالطبع روسيا قوة كبيرة وعضو في مجلس الأمن ولديها بعض الأعداء ، وروسيا بلد يحترم قوة القانون، ولكن فقط أرني دليلاً واحداً ضد روسيا في مثل هذه الحوادث، لكن إنني أذكرك بأن لديك رئيس اغتيل في بداية الستينيات وحتى الآن لم يقدم أي مجرم إلى العدالة في الولايات المتحدة الأمريكية، هل هذا شيء جيد؟ أيضا بشأن سوء المعاملة مع الأمريكيين من أصل أفريقي باستخدام الوحشية من قبل الشرطة التي أدت إلى العديد من عمليات القتل، هل هذا يمثل الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية؟ وعلى الرغم من كل ذلك ، فقد فوجئنا أمس بأن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على روسيا بشأن حادث سكريبال الملفق الذي قام به النظام البريطاني، كما لو كانوا ينفخون في النار مرة أخرى. تكمن المشكلة هنا في تضاؤل وجود الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل في الشرق الأوسط، خاصة بعد الخسارة الكبيرة في ساحة المعركة السورية، رغم كل المبالغ التي أنفقت، حوالي 1 تريليون دولار، من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لدعمهم وجلب المرتزقة من 100 جنسية لتنفيذ مثل هذه الخطة الشيطانية فيما يتعلق بانهيار النظام السوري لصالح إسرائيل، وإبرام صفقة القرن لبيع فلسطين إلى إسرائيل، وإبقاء الأنظمة العربية الاستبدادية آمن طالما أنهم يقبلون ويطبعون مع إسرائيل.

كما أوضح العديد من الخبراء والأكاديميين الأمريكيين والبريطانيين أن أوباما ربما كان جيدًا وكريمًا بما فيه الكفاية مع كل من إيران وتركيا خلال عصره حيث يعتبر كل منهما دولًا محورية قريبة من الولايات المتحدة الأمريكية من الأعداء الدائمين "الصين وروسيا"، ولكن للأسف الأمريكيين بعيدون بما فيه الكفاية لفهم تكامل حضارات هذه البلدان الأربعة.

 وجهة نظرنا فيما يتعلق بالتفاهم الجيد بين الدول الأربع: الصين وروسيا هما الداعمان الرئيسيان حاليا لإيران وتركيا خاصة في أزمة انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية 5 + 1 النووية مع إيران، صفقات التجارة والتسلح الروسية مع تركيا، لأنه بالنسبة إلى السياسة الخارجية للصين وروسيا، تعد إيران وتركيا حليفين هامين وموثوقين لتنفيذ التحالفات الجديدة، وخاصة مبادرة طريق الحرير التي تضم حالياً 65 دولة ، ومجموعة العشرين التي تضم الصين وروسيا وتركيا، بالإضافة إلى بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون.

 إنها حرب مزدوجة ، حرب إعلامية من جانب، والتي يتفوق الغرب برئاسة الولايات المتحدة فيها لأنهم ينفقون الكثير على وسائل الإعلام، بالإضافة إلى سيطرتهم على الرقمنة، من ناحية أخرى، الحرب الاقتصادية التي نعني بها الشرق، أعني آسيا بما في ذلك الصين، والشرق يتفوق طالما أن الصين هي أكبر خزينة في العالم للعملات الأجنبية والتمويل. وهكذا، فإن معركتنا في الوقت الحالي ليست هي المال، طالما أن الصين هي الممول العالمي الأول وليس أي بلد آخر، ولديها تحالفات اقتصادية كبيرة مع الاتحاد الأوروبي، وأفريقيا، والعالم العربي، وأمريكا اللاتينية، ومعركتنا هي كيفية توحيد جهودنا ومعرفة من هو حليفنا المستقبلي، وكذلك كيفية امتلاك منصة إعلامية موحدة لنا جميعًا، نحن الذين نتعرض للضرر من الولايات المتحدة، لأننا كما نرى ونراقب أن الولايات المتحدة الأمريكية شريكًا غير مسؤول وتنصلت من نحو عشرة اتفاقيات دولية بمجرد وصول ترامب للرئاسة.

 الأمر الأكثر إثارة للسخرية هو أنه حتى مع كندا، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية المملكة العربية السعودية للانتقام منها فى موضوع الحرب التجارية، بشأن الدراما الفاشلة الأخيرة بشأن وضع حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، وطلب كندا من السعودية إطلاق سراح بعض الناشطين المحتجزين في السجن بسبب جرائم غير منطقية أو لبعض التغريدات، الأمر الذي جعل المملكة العربية السعودية تعبر عن غضبها من كندا، وتطرد سفيرها، لأن الولايات المتحدة الأمريكية أعطتها الضوء الأخضر للقيام بذلك، ولكن عندما تكشف بعض المنظمات غير الحكومية الأمريكية والبريطانية عن بعض فضائح حقوق الإنسان داخل المملكة العربية السعودية، لا يمكن لأحد في المملكة العربية السعودية أن يعترض على مثل هذه التقارير، منتهى ازدواجية المعايير.

 كان التوقيت جيدًا للغاية بالنسبة للمملكة العربية السعودية لتغطية المجازر التي ينفذها التحالف العسكري السعودي الإماراتي على أهداف مدنية في اليمن، وخاصة أحدث حادثتين، الأول في الأسبوع الماضي الذي بإصابة بوابة المستشفى، والثانى أول أمس بضرب حافلة مدرسية للطلبة الصغار في صعدة، وللأسف لا توجد جلسة عاجلة تعقد في مجلس الأمن للمصالح الأمريكية البريطانية السعودية الإمارتية، فما هذا بحق الجحيم !!!

 فيما يتعلق بالفرصة التي قد تحصل عليها بلادنا من ربح وفقاً لهذه الحرب التجارية، طالما أننا دول مثل "مصر والجزائر وتونس وأذربيجان وكازاخستان ولبنان وباكستان وأوزبكستان وآسيان وغيرها" ليست عرضة لخطر العقوبات التجارية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، يمكننا تقديم "خدمات الغير/طرف خارجي" إلى الدول المعرضة للعقوبات الأمريكية "الصين وروسيا وكندا وإيران وتركيا والاتحاد الأوروبي" عبر نقل خطوط الإنتاج والمصانع إلى بلادنا على الأقل إنتاج الملابس، وبالتالي يمكننا الحصول على المعرفة، والتدريب وتحصيل عدد أكبر من القوى البشرية، ومكافحة البطالة، والحصول نسبة من أرباح هذه المشاريع.

وربما أيضا تم إحباط "حركة إحتلوا" من قبل نظام الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانوا يدركون أن جميع الأزمات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم بسبب المقرضين الماليين في وول ستريت، والذين كانوا السبب في الركود العالمي في الفترة من 2007-2009، وكذلك الذين لجأوا، عبر المخابرات الأمريكية، إلى كبار تجار المخدرات سعياً للحصول على السيولة منهم لإنقاذ نظام وول استريت المالي، وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى، التي تعتبر أكبر فضيحة غسيل الأموال في التاريخ المعاصر، ومع ذلك، ربما يتم تشكيل مجموعة أكبر من "حركة إحتلوا"، وهذه المرة لن يوقفها أحد في الولايات المتحدة، لأن الأداء الاقتصادي ليس أفضل سواء من بوش، ولا أوباما، والمنحنى الاقتصادي الأمريكي فى حالة هبوط.

 أخيراً، لقد حان الوقت بالنسبة للصين والدول الأخرى المعرضة للعقوبات الأمريكية للتحول إلى اليوان بدلاً من الدولار الأمريكي، فضلاً عن نظام المقايضة، أتذكر عندما كانت الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي تمارسان ضغوطاً على حكومة الأرجنتين اليسرى ببداية في عام 2000 وجعلتها في وضع عجز وفقا لندرة دولار أمريكي، حيث كان هناك رئيس أرجنتيني يساري يدعى "كريستينا كيرشنر" كانت ضد الولايات المتحدة التفوق والوحشية، كما تمنت الأرجنتين أن تكون دولة مستقلة مطلقة، في مثل هذا الوقت نصحها الرئيس الفنزويلي، شافيز، بأن ينفذ معه نظام المقايضة، حيث أن الأرجنتين مليئة بالماشية وفنزويلا مليئة بالنفط، وبالتالي يمكن لفنزويلا استيراد اللحوم من الأرجنتين مقابل النفط دون الحاجة إلى الدولار الأمريكي. نتذكر أن الزعيم المصري عبد الناصر قام بنفس الشيء قبل 60 سنة، عندما أنشأ مع نظرائه من الهند ويوغوسلافيا وإندونيسيا "حركة عدم الانحياز" للتحايل على العقوبات الأمريكية.

 أحمد مصطفى

رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة عضو كودسريا ومجموعة رؤية استراتيجية روسيا والعالم الإسلامى إعلاميون ضد التطرف

 

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

كاف يقرر اعتبار اتحاد الجزائر خاسرا 3-صفر بعد أزمة قميص نهضة بركان
18:00 26.04.2024
محام : أرمينيا تمارس استراتيجية التطهير العرقي
17:23 26.04.2024
أمريكا تستعد لسحب قواتها من تشاد والنيجر
17:00 26.04.2024
محام بمحكمة العدل : أرمينيا شردت ملايين الأذربيجانيين
16:31 26.04.2024
فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
جميع الأخبار