استقلال لبنان وفقدان سيادة سورية

تحليلات 17:32 23.11.2018

وليد شقير

باستثناء مرحلة الحرب الأهلية في القرن الماضي، بدا أن احتفال لبنان باليوبيل الماسي لاستقلاله من أكثر المرات التي اقترنت بالحزن والترحم على الماضي القريب، واللامبالاة والشكوك بالمصير.
 
 
انعكست السلبيات في مواقف كبار المسؤولين والقادة على رغم الوعود التي شاء بعضهم أن يشحن النفوس من خلالها ببعض الأمل.
 
فأن يقول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إن "اللبناني يكاد ييأس من تناتش المصالح وملّ الوعود وواجبنا طمأنته"، يؤشر إلى أن الرئيس الذي جاء بتسوية سياسية رأى فيها فريقه، سواء عن حق أم عن مبالغة، تجديداً للعقد الذي أنتج الميثاق الوطني عام 1943 بين الرئيسن الراحلين بشارة الخوري ورياض الصلح، يعترف ضمنا بأن ما اتفق عليه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لم يحقق غرضه، مهما كان الترويج لأهمية استمرار التوافق بينهما. فالرجلان لم يتمكنا من الاتفاق على حكومة جديدة منذ 23 أيار(مايو) الماضي، وسط تنازع على السلطة بين المكونات السياسية والطائفية في البلد الصغير.
 
وما دعوة عون إلى "إبقاء الاستقلال والسيادة خارج نطاق الصراع على السلطة"، ثم قوله "أن يكون الوطن مستقلاً يعني أن يكون سيد قراره وأن يكون سيداً على أرضه"، إلا توصيف للحالة التي رافقت الخلاف على معالجة الكثير من المشاكل التي عاناها لبنان منذ سنتين، والتي لازمت أزمة الفراغ الحكومي المرشحة لأن تطول، وقبلها الفراغ الرئاسي سنتين و5 أشهر، والذي انتهى بانتخابه.
 
وسواء تقصد الرئيس اللبناني أن يسقط معادلة تلازم الاستقلال مع سيادته على قراره، على الأزمة الحكومية الراهنة أم لا، فإن واقع الحال لا يخطئ في هذا الإسقاط. بل أن الفرقاء الذي يفضلون توصيف الأزمة على أنها محلية المنشأ يضمرون العكس، في سياق اعتقاد بأن إخفاء السبب الحقيقي، الخارجي، يساعد في إخراج بعض من حبس نفسه في موقفه أن يسترد مفتاح القفص الذي دخله، ليلج المخرج في حال حسن الظن، أو أنه يمعن في إيجاد الغطاء الداخلي لغرض خارجي من وراء تعقيد ولادة الحكومة.
 
لطالما جرى تكييف قواعد إدارة السياسات الداخلية في لبنان مع التدخلات الخارجية، باختراع أعراف متسلسلة أغرقت اللعبة السياسية بالمتناقضات الغريبة عن أصلها حتى لا يكون لبنان سيد قراره. ولربما هذا ما دفع واحداً من أركان هذه اللعبة التاريخيين وليد جنبلاط إلى القول: "لبنان فيروز وزكي ناصيف انتهى. هناك لبنان آخر". ومن أبرز ما جرى اختراعه للتحكم بالتوازنات الداخلية هو التلاعب بمفهوم "الميثاقية" من أجل إحباط التسويات النابعة من هذه التوازنات، لتكريس اختلالها نتيجة مآرب خارجية. باتت الميثاقية مرتبطة بإرادة فريق سياسي ضمن طائفة من الطوائف وليس بدور الطائفة نفسها. بعض من ارتكب هذا الاختراع، وغيره من الابتكارات الهجينة اللادستورية، يقع في فخها الآن. فهي تسول للساعين إلى وضع اليد على القرار السيادي اللبناني أن يتسلحوا بقواعد مفتعلة كي يحققوا مرادهم.
 
هناك وسائل أخرى قوضت الاستقلال اللبناني خلال العقود الماضية، هي اتفاقات شرّعت قوى عسكرية خارج شرعية الدولة وفوقها، قادت إلى المآسي والحروب والإفقار والتخلف والاهتراء الذي عشش الفساد في أحضانه على المستويات كافة. من "اتفاق القاهرة" مع منظمة التحرير الفلسطينية، إلى "معاهدة التعاون والأخوة والتنسيق" مع سورية التي بررت نقض اتفاق الطائف حول الانسحاب السوري، وصولا إلى معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 . وهي المعادلة التي قادت إلى حرب 2006 مع كل مفاعيلها على الداخل اللبناني، وسوغت اجتياح "حزب الله" كونه العمود الفقري للمقاومة بيروت والجبل عام 2008، وكرست احتساب فائض القوة، الإقليمي المنشأ، في تكوين السلطة السياسية والنفوذ في مؤسسات أمنية وقضائية...
 
وإذا صح القول إن تاريخ لبنان منذ عهد المتصرفية في القرن التاسع عشر، يقوم على دور الخارج في تركيب السلطة، فإن القدر من الاستقلالية للاعبين المحليين، مهما كانت نسبته، بقي يحظى بشيء من "التسامح" الذي دفع خبثاء إلى التندر على الانتداب الفرنسي حين اعتبروا أن الاحتفالات تعم فرنسا في عيد استقلال لبنان، لأنها تخلصت منه عام 1943.
 
عام 2000، حين احتج أحد حلفاء سورية الكبار أمام الرئيس الراحل حافظ الأسد، على إبقاء حجة مزارع شبعا لاستمرار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي "لأن اللبنانيين تعبوا من الحروب يا سيادة الرئيس" قال له الأخير: "تاريخكم حروب. فلتتحملوا كرمى لمصالح سورية".
 
حتى تلك المساومة على سيادة القرار مع الإرادة السورية، لم تعد متاحة. فالأخيرة فقدت سيادتها لمصلحة نفوذ إيران... وتحولت ساحة.
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

كاف يقرر اعتبار اتحاد الجزائر خاسرا 3-صفر بعد أزمة قميص نهضة بركان
18:00 26.04.2024
محام : أرمينيا تمارس استراتيجية التطهير العرقي
17:23 26.04.2024
أمريكا تستعد لسحب قواتها من تشاد والنيجر
17:00 26.04.2024
محام بمحكمة العدل : أرمينيا شردت ملايين الأذربيجانيين
16:31 26.04.2024
فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
جميع الأخبار