اجتماع أستانا.. ونوايا واشنطن الخفية في سوريا

تحليلات 16:23 27.11.2018
بالرغم من اعلان وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف، ان اجتماع استانا حول سوريا سيعقد يومي 28 و29 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تشهد الساحة السورية تصعيدا خطيرا من قبل الجماعات المسلحة، التي شنت خلال الأيام القليلة الماضية هجوما كيمياويا على حلب.
العالم- تقارير
 
قالت الخارجية الكازاخية ان "كل المشاركين الذين تم الإعلان عنهم أكدوا مشاركتهم، وبينهم ممثلو المعارضة السورية". وأشارت إلى أن "الدول الضامنة لعملية أستانا وهي إيران وروسيا وتركيا، ووفدي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، وكذلك الأردن بصفة مراقب، أكدوا حتى اليوم مشاركته في المؤتمر"، الذي من المقرر أن تنعقد الجولة الجديدة منه يومي 28 و29 نوفمبر الجاري.
 
وفي ظل الجهود التي تبذل لاستنئاف مؤتمر استانا للتسوية السوية، شهدت الساحة السورية تصعيدا خطيرا من قبل الجماعات المسلحة المنتشرة في ادلب حيث شنت هجوما كيمياويا على أحياء سكنية في مدينة حلب، اسفر عن إصابة 107 مدنيين، بينهم نساء وأطفال، يعانون من الاختناق وغيرها من الأعراض، التي تدل على التسمم. وقصف المسلحون من منطقة خفض التصعيد في إدلب حيي الخالدية والزهراء وشارع النيل في حلب، باستخدام قذائف تحتوي على الكلور.
 
الخارجية الروسية قالت إن "قصف مدينة حلب السلمية، التي نفذها إرهابيون ومتشددون من المناطق الخاضعة لسيطرتهم وهو محاولة لتقويض عملية تطبيع الحياة في سوريا، التي تخضع لإدانة غير مشروطة من المجتمع العالمي بأسره".
 
وبالرغم من أن القوات الجوية الروسية كانت بالمرصاد للجماعات المسلحة، وألحقت بها اضرارا جسيمة خلال عمليات جوية ودمرت الكثير من مواقعها بعيد الإعتداء الكيمياوي الأخير على حلب، إلا أن عدم رضوخ بعض الجماعات الإرهابية للتخلي عن السلاح والقبول بإيجاد مناطق منزوعة السلاح، وفق اتفاق سوتشي والإقبال على التصعيد العسكري، بل واستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد من يعارض استمرار حضور الجماعات المسلحة في سوريا، يكون بمثابة دق المسمار الأخير في نعش إتفاق سوتشي الذي وقعه الرئيسان الروسي والتركي بعيد القمة الثلاثية للدول الضامنة لمحادثات أستانا، في العاصمة الايرانية طهران في أيلول/سبتمبر الماضي.
 
ويرى المراقبون أن تأكيد دمشق لدور دول أجنبية في الوقوف الى جانب الجماعات الارهابية في هجومها الكيمياوي على محافظة حلب السورية لم يأت من فراغ. فقد نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن مصادر واسعة الاطلاع أن خبراء فرنسيين عملوا لصالح تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، وقاموا بتعديل صواريخ من نوع خاص، بهدف تزويد رؤوسها بالمواد الكيمياوية السامة، لتتمكن الجبهة وباقي الجماعات الإرهابية بما فيها عناصر تنظيم "الخوذ البيضاء" بنقلها صباح الأربعاء 21 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى مستودع لتنظيم النصرة الإرهابي في مدينة إدلب، حيث تم إطلاقها على أحياء حلب.
 
ولم تتوقف تحضيرات الجماعات الإرهابية عند هذا الحد، بل أن مصادر مطلعة في إدلب اكدت ان هذه الجماعات مازالت تنشر صواريخ مزودة برؤوس تحمل مواد كيمياوية سامة في عدة جبهات في الداخل السوري.
 
على صعيد آخر ترى صحيفة الأخبار اللبنانية أن تركيا يبدو أنها لم تسجّل أي اعتراض على الهجمات الكيمياوية للجماعات الإرهابية على محافظة حلب، ولا على الرد الميداني الروسي الذي استهدف مواقع إطلاق القذائف «الكيميائية»، بل انها اكتفت بمواصلة إتصالات نشطة مع الجانب الروسي، كانت حصيلتها، إعتبار ماجرى على الساحة السورية «إستفزازا» يعرقل مسار «اتفاق سوتشی»، ما يؤكد أنها تريد إستباق إنفاذ مخرجات تفاهماتها مع الجانب الأميركي لتحقيق أهدافها في "شرق الفرات". خاصة وإنها تؤكد ضرورة أن إنسحاب عناصر «الوحدات» الكردية هو «أفضل الطرق» لتجنب عملية عسكرية تركية.
 
ولم تكتف الجماعات الارهابية بالتصعيد الكيمياوي، بل ان بعضها مثل ما تسمى بـ"هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا)" وما تسمى بـ"حركة احرار الشام" تنويان قطع طريق حلب - دمشق الدولي، (والّذي يمر من مدينة معرة النعمان بريف إدلب) كي لايتم استئناف حركة المرور التجارية والمدنية وفق اتفاق سوتشي.
 
وبعيدا عن كل هذه التطورات، يرى بعض المراقبين أن المساعي الأمريكية المتواصلة بشأن سوريا تكشف عن نوايا واشنطن لاستئناف التخطيط ودعم مباشر أو غير مباشر لأجندة إقليمية كانت ولا تزال تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار في سوريا، عبر دعم الجماعات المسلحة، او عبر دعم مشروع ترسيخ كيان الإحتلال الإسرائيلي في المنطقة وفرض التطبيع على دولها مع هذا الكيان. الأمر الذي يظهر للعيان هذه الأيام أكثر من أي وقت آخر، كي تبقى سوريا ساحة للمواجهات الدامية والتصفيات بين القوى الكبرى وعميلاتها الإقليميات.
 
وبالرغم من أن جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا زعم مؤخرا بأن بلاده لا تهدف إلى إسقاط الحكومة السورية، وقال إن واشنطن "لا تسعى لأي شكل من أشكال تغيير النظام"، بل تستهدف "تغيير سلوك هذا النظام"، مشيرا إلى "قائمة طويلة" لما تعتبره الولايات المتحدة "غير مقبول" في أداء الحكومة السورية وما "يجب أن يتغير لدى التوصل إلى السلام الحقيقي والتسوية الحقيقية للخلافات مع المجتمع الدولي"، بحسب المسؤول الامريكي، تبقى النوايا الخفية لأمريكا في سوريا -كما يرى المراقبون- أنها العائق الأكبر لإعادة الأمن والسلام الى سوريا خاصة وانها تريد إستمرار تواجدها العسكري بدعم الحواضن الكردية التابعة لها، ما تراه تركيا أمرا يهدد أمنها القومي، ولصالح السعودية التي باتت أقوى حليف إقليمي للمشروع الصهيو-امريكي في المنطقة.
 
أضف الى ذلك ان التحالف غير الشرعي الذي تقوده امريكا في حربها على سوريا مازال يحصد الكثير من ارواح المدنيين السوريين ويأتي على البنى التحتية للبلاد، ما يجعلها أكثر حاجة لمساعدات خارجية اذا ما أرادت النهوض والبدء بإعمار البلاد، بعد الإنتهاء من التخلص من الجماعات الارهابية.
 
وكانت الإستراتيجية الأمريكية منذ بدء الازمة في سوريا ترمي للتدخل المباشر في سوريا، لتنسف حالة الاستقرار المستتبة فيها، حتى تصبح سوريا هي الأخرى بلدا موزعا على مناطق متجزئة تحكمها جماعات مسلحة، لتكون أرضية مناسبة للتدخل الأمريكي، يتم عبره إستئصال الدور الجيوسياسي لسوريا، وتقويض النفوذ الإيراني وتعطيل دور محور المقاومة في المنطقة، لكنها باءت بالفشل بفعل الانتصارات التي حققتها دمشق بمساعدة الحلفاء وتحريرها للاراضي السورية من دنس الارهابيين.
 
*عبدالهادي الضيغمي 
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

كاف يقرر اعتبار اتحاد الجزائر خاسرا 3-صفر بعد أزمة قميص نهضة بركان
18:00 26.04.2024
محام : أرمينيا تمارس استراتيجية التطهير العرقي
17:23 26.04.2024
أمريكا تستعد لسحب قواتها من تشاد والنيجر
17:00 26.04.2024
محام بمحكمة العدل : أرمينيا شردت ملايين الأذربيجانيين
16:31 26.04.2024
فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
جميع الأخبار