طالما داعبت صورة الأسد مخيلة المفكرين والكتّاب عبر الأزمنة والعصور، واستلهموا منها أساطير مختلفة حول العالم، من أسطورة "الأسد النيمي" الذي قتله هرقل بجسارته المعهودة، إلى الإله "ماحس"، وهو إله الحرب عند قدماء المصريين، الذي له رأس أسد وجسم إنسان.
لكن البشر لم يكتفوا بإسناد دور البطولة للأسد في الروايات والأساطير البشرية، بل نسجوا حوله أيضا بعض الخرافات على مرّ السنين. وسنعرض فيما يلي جزءا من هذه الأساطير والخرافات ونكشف زيفها والأدلة على بطلانها.
الأسود لا يحكمها ملك
لا يوجد ملك ولا ملكة لزمرة الأسود، على عكس ما يوحي به فيلم ديزني الشهير "الأسد الملك"، وما دار فيه من صراع بين الأسد "موفاسا" والأسد "سيمبا" لفرض السيطرة على سائر الأسود الأخرى (أو غيرها من الحيوانات الأفريقية).
لكن الأسود تعيش في المقابل في جماعة تسودها المساواة، ولا مكان فيها للرتب والألقاب.
ملك لغابة بلا أشجار
درجنا على الاعتقاد أن لبدة الأسد أو الشعر الكثيف الذي ينمو حول عنقه، هي أحد معايير الجاذبية الجنسية للذكور.
فكلما زادت كثافة الشعر على كتفي الذكر، زادت جاذبيته مقارنة بأقرانه. غير أن ثمة أدلة جديدة ظهرت مؤخرا أثبتت وجود استثناءات لهذه القاعدة.
إذ لوحظ في منطقة تسافو في كينيا أن بعض الأسود التي لم ينبت لديها شعر حول الرقبة استطاعت أن تجتذب إناثا وأن تدافع ببسالة عن إحدى المناطق وتمنع الذكور الغرباء من دخولها.
ويضاف إلى ذلك أن اللبدة ليست مرادفا للذكورة، إذ لوحظ أيضا أن بعض اللبؤات كان لديهن شعر كثيف حول العنق، ولا سيما في دلتا أوكافانغو ببتسوانا. وهذه اللبؤات تزاول عادات وسلوكيات تقترن في المعتاد بالذكور كما أن أكثرها عقيمة.
تقاسم المهام
فمن المعروف أن الصيد يعد إحدى المهام الأساسية التي تتكفل بها الإناث، بينما يتولى الذكور حراسة الأراضي والدفاع عنها. ولكن اتضح أن ذكور الأسود أيضا قادرة على الصيد بنفسها.
وأثبتت أبحاث حديثة أن نسب نجاح الذكور والإناث في اقتناص الفرائس كانت متساوية إلى حد كبير.
يشاع أن اللبؤة في زمرة الأسود تتحمل وحدها مسؤولية الصيد، ولكن شواهد جديدة تدل على أن هذه المعلومة ليست صحيحة تماما.اشتهر الأسد بلقب "ملك الغابة"، ولكن هذا اللقب لا يمت للحقيقة بصلة، لأن الأسود لا تعيش في الغابات، وكما سبق وأشرنا، لا يحكمها ملوك.