تفتقر محافظة" الرقة" السورية، المعقل الأساسي لتنظيم "داعش" الارهابي للأطباء والكوادر الطبية من كل الإختصاصات، بسبب سياسة التضييق التي مارسها التنظيم عليهم، كغيرهم من أهالي المحافظة.
ومنذ سيطرة تنظيم "داعش" الارهابي على كامل محافظة الرقة 2014م، عمد على فرض قوانين صارمة وبدأ ينفذها بقوة. وساهمت بشكل مباشر إلى دفع الكثير من الأطباء لترك المدينة، والهجرة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وعدد منهم توجه إلى أوربا. ويخضع الأطباء في الرقة لدورات شرعية، بغية السماح لهم بمزاولة المهنة، إضافة لعدد من القوانين التي تمنع على الأطباء الذكور معالجة اﻹناث، أو معالجة المرضى الذكور من قبل إناث، مهما بلغت الحالة الطبية من الحرج.
وقالت مصادر خاصة من داخل الرقة لوكالة انباء فارس أن المحافظة باتت خالية من الكثير من الإختصاصات، وأهمها الجراحة العصبية والأوعية والصدرية، ويشرف على شعبة الحروق في إحدى المشافي ممرض من إختصاص تعويضات سنية.
نقيب أطباء الرقة الدكتور جمال عيسى قال لوكالة انباء فارس أن الإرهاب الذي مارسه التنظيم بحق الأطباء، دفعت نحو 800 طبيب بالخروج من الرقة، فيما العدد الإجمالي للأطباء المسجلين في النقابة 880 طبيب وطبيبة موزعين على المدينة وريفها. ويضيف الدكتور عيسى: هناك عدد كبير من الأطباء غير المرخص لهم بمزاولة المهنة، افتتحو عيادات بعد أن سمح لهم التنظيم بذلك، بشرط معالجة جرحى مقاتليه، والتوجه إلى الجبهات إن دعت الضرورة لذلك. وكان في محافظة الرقة، تسع مشاف خاصة ومشفيان حكوميان وأكثر من 60 مستوصفاً ومركزاً صحياً، كانت منتشرة على امتداد المحافظة التي تضم 64 قرية، وكان من أهمها العيادات التخصصية ومركز منظمة الهلال الأحمر والتي كانت تقدم العلاج المجاني للمواطنين، إلى أن هيمنة (داعش ) على مفاصل الحياة، جعل معظمها خارج الخدمة، نظرا لنقص الكوادر والأجهزة.
مصدر محلي قال لوكالة انباء فارس أن الأطباء من الإختصاصات النسائية تم تحويلهم من قبل (أمير الطبية) إلى إختصاصات مختلفة، بينما لم يبق في المحافظة سوى 4 طبيبات مازلن يزاولن المهنة، وسجل عدد كبير من الوفيات بين النساء أثناء الولادة . وبحسب مصدر طبي (من مديرية صحة الرقة)، انتشرت العديد من الأوبئة والأمراض المستشرية، بسبب قلة الأدوية واللقاحات، إضافة لتلوث مصادر مياه الشرب، والإشعاعات الناجمة عن تكرير النفط بالطرق البدائية.
وأضاف المصدر (الذي رفض ذكر اسمه) أن غالبية الأدوية المتداولة مصدرها تركي، وغير مصرح بها، وتأتي عبر منافذ غير شرعية. وقال المصدر: لا يمكن للحكومة السورية ارسال مخصصات المحافظة من المعدات الطبية والأدوية، لأن تنظيم ( داعش ) سوف يستفيد منها ويحرم المدنيين. وذكر أحد ( الرَّقِيين ) وهو مريض يتلقى العلاج في مشافي العاصمة دمشق أنه مصاب بانسداد أحد الشرايين، وأجرى عملية فتح صدر في مشفى المجتهد، بينما تم تشخيص حالته في الرقة على أنها (حصى بالكلية) لأن من قام بتشخيص حالته شخص درس الطب في جامعة حلب لمدة سنة واحدة، وبعد سوء حالته، سلك طريق التهريب عبر مثلث التنف الصحراوي، ومن ثم الى الجنوب السوري وصولا إلى دمشق عن طريق السويداء، وكلفته المناورة (كما يسميها) مبلغ 2000 دولار أمريكي، يذهب أكثر من نصفه لأمراء نافذين في التنظيم.