بعد باريس وبلجراد، حظي الرئيس الصيني شي جين بينج، باستقبال حار في المجر، المحطة الأخيرة في جولته الأوروبية، مع علاقات اقتصادية مزدهرة وتقارب في وجهات النظر بشأن الهجوم الروسي في أوكرانيا.
بدأ شي جين بينج نهاره بحضور عرض عسكري في باحة القصر الرئاسي إلى جانب الرئيس المجري تاماس سوليوك. خلال هذه الزيارة التي وصفتها بودابست بالتاريخية، ازدانت العاصمة بأعلام الصين، فيما اتخذت إجراءات أمنية مشددة، وتم إخفاء الأعلام التبتية القليلة جداً التي رفعت، بعيداً عن أنظار الرئيس الصيني. وبحسب تقرير صادر عن السلطات الصينية، فقد أكد شي جين بينج أنّ العلاقات الصينية المجرية في ذروتها خلال تاريخ يمتدّ على 75 عاماً.
وسط خلافاته مع بروكسل، اتجه الزعيم القومي إلى الشرق في السنوات الماضية. وحين نأت بروكسل بنفسها عن بكين، قام بدلاً من ذلك بتعزيز العلاقات معها رافضاً المواجهة العقائدية بين الكتل.
وقال الرئيس الصيني إن هذه الزيارة التي تستمر 3 أيام تقريباً تشكل فرصة لنقل شراكتنا الاستراتيجية إلى آفاق جديدة، من المبادلات الثقافية إلى التعاون الاقتصادي، في وقت أصبحت فيه القوة العظمى الآسيوية أكبر مستثمر في المجر العام الماضي.
بالنسبة لفيكتور أوربان، يعدّ هذا نجاحاً دبلوماسياً. وقال مدير مكتبه، جيرجيلي جولياس، إنّ اختيار شي جين بينج زيارة باريس وبودابست داخل الاتحاد الأوروبي يظهر أهمية المجر على الساحة الدولية.
وأعلنت المجر عن توقيع 16 اتفاقاً في مجالات البنية التحتية للسكك الحديد والطرق والطاقة النووية حتى السيارات.
في كل أنحاء البلاد، تنمو مصانع البطاريات والسيارات الكهربائية بسرعة كبيرة، مع استثمارات بعشرات المليارات من اليوروات. ويثير هذا الوضع قلق المعارضة التي تندد بالغموض الذي يحيط بالعقود والأثر البيئي للمصانع والفساد، إذ إن قطاع الإنشاءات يثري بحسب قولهم دائرة أوربان.
بعد استقباله الاثنين في قصر الإليزيه بباريس، أجرى الرئيس الصيني محادثات صريحة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الخلافات التجارية بين الصين وأوروبا أو العلاقات بين بكين وموسكو، التي ينظر إليها الغرب بارتياب، على خلفية الحرب في أوكرانيا. لكن لا تتخلل المحطة المجرية موضوعات خلافية، وأبقيت وسائل الإعلام بعيدة عنها.