عادت أوروبا مجددًا لاستكشاف كوكب المريخ في مهمة بالتعاون مع روسيا، هدفها البحث عن دلائل حول حياة ماضية أو حاضرة على سطح الكوكب الأحمر، وذلك بعد 13 عامًا على إطلاق أول مهمة أوروبية غير مأهولة إلى المريخ.
وبعد رحلة استمرت 7 أشهر من الأرض، في إطار البرنامج الأوروبي الروسي "إكسومارس"، سينفصل المسبار "شياباريلي" عن مركبة الفضاء "تريس جاز أوربيتر"، وتبدأ عملية الهبوط إلى سطح المريخ اليوم الأحد.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان لها اليوم الأحد، إن عملية انفصال المسبار عن المركبة ستبدأ اليوم الأحد في الساعة (14:42) (ت.غ)، وتستمر العملية 3 أيام.
وأضافت أن الهدف الرئيسي لبرنامج "إكسومارس" هو استكشاف ما إذا كانت هناك حياة قد وجدت على المريخ.
وتحمل مركبة الفضاء الحالية مسبارًا للغلاف الجوي لدراسة الغازات التي توجد بقدر ضئيل مثل الميثان في كل أنحاء الكوكب.
ويعتقد العلماء أن الميثان وهو مادة كيميائية توجد على الأرض ربما يكون قد نشأ عن كائنات مجهرية دقيقة، وهي إما أن تكون قد انقرضت منذ ملايين السنين وتركت الغاز في صورة متجمدة تحت القشرة السطحية للكوكب وإما أن تكون بعض من نفس هذه الكائنات مازالت حية.
ووفقًا للبيان، تتضمن المرحلة الثانية من مهمة المركبة "إكسومارس" التي تأجلت إلى عام 2020 بدلًا من عام 2018، إرسال كبسولة أوروبية إلى سطح المريخ، وستكون الأولى من نوعها ذات القدرة على الحركة على سطح الكوكب والحفر على سطحه لجمع عينات وتحليلها.
وتقود وكالة الفضاء الأوروبية مهمة "إكسومارس"، على أن تمدها وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) بمعدات الإطلاق واثنتين من بين 4 معدات علمية على كبسولة رصد الغازات.
ومن المتوقع أن تصل تكلفة مهمة "إكسومارس" بما في ذلك المرحلة الثانية لعام 2020 نحو 1.4 مليار دولار، على أن تسهم روسيا بالقدر الأكبر من التكلفة.
ويمثل المسبار "شيابارلي" ثاني محاولة أوروبية لإنزال مركبة على المريخ غير مأهولة، بعد مهمة فاشلة من المركبة البريطانية "بيجل 2" في عام 2003.
وكانت مهمة "مارس إكسبريس" وهي بعثة استكشاف فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، انطلقت في 2 يونيو/حزيران 2003 ووصلت لمدار المريخ في 25 ديسمبر/كانون أول 2003.
وكانت تحمل على متنها مركبة الهبوط "بيجل 2"، ولكنها فقدت مركبة الهبوط أثناء دخولها المجال الجوي للكوكب، وأغلب الظن أنها تحطمت، ولكن مركبة المدار استمرت في إرسال الصور والبيانات عن سطح المريخ والبحث عن دلائل للماء ودراسة جغرافية السطح والغلاف الجوي للمريخ.
يذكر أن وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) تعتزم إطلاق مركبة فضائية إلى المريخ عام 2018 وهي عبارة عن قمر صناعي يسمى "إنسايت" وصمم لدراسة المناطق العميقة من المريخ.
وتهدف خطة "ناسا" على المدى الطويل إلى إنزال رواد فضاء إلى سطح المريخ في منتصف ثلاثينات القرن الحالي.
ويهدف مشروع "مارس ون" الذى ترعاه ناسا، إلى إرسال مجموعة من الأشخاص في رحلة ذهاب بلا عودة إلى سطح المريخ للعيش عليه، مع العمل في نفس الوقت على تصويرها وتسويقها كعرض تلفزيوني، وبالفعل تطوع 200 ألف شخص تقريبًا من 140 دولة حتى الآن للقيام بالرحلة.