وبعد يومين فقط من قيام السعودية ومصر والامارات والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لدعمها المزعوم "للمنظمات الارهابية"، صدق البرلمان التركى على صفقات عسكرية تسمح بنشر القوات التركية فى القاعدة العسكرية التركية فى قطر. وقال الخبير الأذربيجاني في الشئون العربية روفيز حافظ وغلو في حديثه الحصري ليوميات أوراسيا إن هذه الخطوة هي "عرض القوة للدول المجاورة".
يوميات أوراسيا: ما هي رسالة تركيا وراء هذا القرار؟
روفبز حافظ أوغلو: لا شيئا جديدا. وأنشأت تركيا قاعدة عسكرية في قطر، وهي أول منشأة من نوعها في الشرق الأوسط، كجزء من الاتفاق الذي تم توقيعه في عام 2014. وأود أن أشير إلى أنه بعد هذه الخطوة التركية، أصدرت باكستان أيضا بيانا مماثلا وتنوي نشر 20000 جندي في قطر. وبهذا القرار، لا تبرز تركيا تضامناً مع قطر فقط فحسب، بل تعرض أيضا القوة للدول المجاورة.
يوميات أوراسيا: ما هو السبب الحقيقي للمملكة لقطع العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والدول الأخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر؟
روفبز حافظ أوغلو : أولاً وقبل كل شيء أود أن أشير إلى أن الهدف الرئيسي للعقوبات التي تفرضها السعودية على قطر هو أن قطر تتبع سياسة أكثر نشاطاً واستقلالية في المنطقة وتقدم دعماً مالياً ولوجستياً جاداً لمنظمة "الإخوان المسلمين" التي لم تتمتع بسمعة جيدة في الدول العربية. على الرغم من أن منظمة "الإخوان المسلمين" التي تم تشكيلها في مصر تعتبر منظمة دولية. وأنها تعمل في بعض البلدانسراً ، في البلدان الأخرى بطريقة طبيعية. وقد أصبحت هذه المنظمة تهديداً سياسياً خطيراً للسلطات في مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة. ومن الجدير بالذكر أن هذه المنظمة لديها الكثير من المؤيدين في البلدان المذكورة آنفاً.
يوميات أوراسيا: نظراً إلى التطورات الأخيرة يمكننا القول إن قطر حليف مهم لتركيا في المنطقة؟
روفبز حافظ أوغلو: لمعرفة مدى أهمية قطر بالنسبة لتركيا، علينا أن نراجع التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين والنظر في علاقات تركيا مع الدول العربية الأخرى في المنطقة. والواقع أن قطر حالياً أقرب حليف لتركيا من ضمن البلدان العربية. بالطبع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتركيا هي أيضاً طبيعية. لكن تفوق علاقات أنقرة مع الدوحة على علاقات أنقرة بالرياض. من الجانب الآخر العلاقات الاقتصادية بين أنقرة والدوحة ننواصل بمستواها الحالي.
وقطر لديها الاستثمارات في مختلف أنحاء العالم ب 335 مليار دولار. في تركيا تمتلك قطر حوالي 20 مليار من الأصول الاستثمارية. ومنذ عام 2015، استحوذت قطر على عدة بنوك في تركيا (أونب فينانزبانك، أبانك) وشركات مثل ديجيتيورك، بمك وبوينر. تبلغ استثمارات الشركات التركية في قطر 14 مليار دولار فقط. وبعبارة أخرى، لا يجوز لتركيا أن تخسر قطر اقتصادياً وسياسياً.
يوميات أوراسيا: هل سيؤثر نشر القوات التركية في قطر على علاقات تركيا مع السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والدول العربية الأخرى؟
روفبز حافظ أوغلو: كما تعلمون باستثناء المملكة العربية السعودية، فإن علاقة تركيا لا بمصر ولا مع دولة الإمارات العربية المتحدة ليست على المستوى المطلوب. أما بالنسبة لمصر بعد إطاحة عبد الفتاح السيسي بالرئيس المنتخب محمد مرسي ازدادت الغلاقات بين القاهرة وأنقرة توتراً. لم تعترف تركيا بالسيسي رئيساً قانونياً. بلغت العلاقات بين تركيا ومصر حالياً إلى أدنى المستوى. فيما يتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة، للوهلة الأولى تبدو علاقات تركيا مع هذا البلد كطبيعية. ومع ذلك، فإنه لم يكن هكذاعلى الإطلاق. حيث أن أبو ظبي اتهمت عدة مرات أنقرة بدعم الإرهاب. وفى المقابل اتهمت انقرة الامارات بتمويل محاولة الانقلاب الفاشلة فى تركيا. ولكن هذا لا يعني أن أزمة قطر يمكن حلها بطريقة عسكرية. وتفهم جميع الأطراف تماماً استحالة ذلك.
يوميات أوراسيا: إن الدول الاربع التي قطعت العلاقات بينت انها ستغلق روابط النقل الجوي والبحري مع قطر. وأنها تهدد إغلاق الحدود البرية الوحيدة مع المملكة العربية السعودية والاتي منها اصل المواد الغذائية إلى الدولة التب تعتمد على الاستيراد. ما رأيك هل تضطر قطر للتوصل إلى حل وسط في تسوية الأزمة الحالية؟
روفبز حافظ أوغلو: لم تطرح التسوية قيد النقاش حتى الآن. على الأقل لأن الدوحة أعلنت رسمياً أنها لا تزال تؤمن بحل هذه الأزمة من خلال الحوار. ومن جانب آخر، فإن قطر ليست وحدها على الساحة. ولا تزال ايران والجزائر وتركيا وباكستان تدعم قطر. ويمكن القول إن عزل الدول العربية لدولة قطر يمكن أن ينعكس أيضا على الأزمة السورية. وقد نعرف تداعياتها في الأيام القريبة. أعتقد أنه إذا أثرت أزمة قطر على أحداث سوريا، فإن توازن القوى في سوريا قد يتغير تماما.