موسكو-سانا- نشر الموقع الالكتروني الحكومي الأمريكي لفرص التجارة الفدرالية “فيديرال بزنس اوبورتشنتيز” وثائق تؤكد استمرار الادارة الأمريكية بإرسال كميات كبيرة من الأسلحة للتنظيمات الارهابية في سورية. وتضمنت الوثائق التي نشرها الموقع المسؤول عن الاعلان عن الصفقات التي تقوم بها السلطات الحكومية الأمريكية أنواع وأعداد الأسلحة والذخيرة التي زودت بها الولايات المتحدة التنظيمات الارهابية في سورية من خلال عرضين صدرا في الأشهر الأخيرة حول بحث السلطات الأمريكية عن شركات شحن لنقل مواد متفجرة من أوروبا الشرقية إلى ميناء العقبة الأردني نيابة عن قيادة النقل البحري العسكري بالبحرية الأمريكية.
وأشارت الوثيقة الأولى التي نشرت في الثالث من تشرين الثاني من العام الماضي إلى أن الولايات المتحدة تلتمس من أحد المقاولين شحن 81 حاوية من البضائع شملت مواد متفجرة من ميناء كونستانتا في رومانيا إلى العقبة. وفي وقت لاحق تم تحديث قائمة التعبئة التفصيلية التي أظهرت أن البضائع بلغ مجموع وزنها 994 طنا ما يقل قليلا عن نصف الشحنة التي كان من المقرر أن تفرغ في رصيف أغالار العسكري بالقرب من بلدة تاسوكو التركية فيما سيرسل النصف الثاني إلى العقبة.
ووفق الوثيقة شملت البضائع الواردة بنادق من طراز اي كي 47 ورشاشات بي كي ام والرشاشات الثقيلة دوشكا بالإضافة إلى قاذفات صواريخ ار بي جي 7 وأنظمة كي 111 ام فاكتوري 9 المضادة للدبابات. وكان موقع غلوبال ريسيرتش الكندى كشف أمس ان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي اى ايه” لا تزال ترسل آلاف الأطنان من الأسلحة الإضافية إلى تنظيم القاعدة الارهابي وتنظيمات ارهابية اخرى في سورية آخرها شحنتان تضمان ثلاثة الاف طن من الأسلحة.
وقال الموقع إن “مجموعة /اى.اتش.اس.جاينز/ الاستشارية البريطانية المتخصصة في شؤون الدفاع وجدت طلبين على موقع” فيديرال بيزنس اوبورتشنتيز” التابع للحكومة الأمريكية خلال الشهور الاخيرة تبحث فيهما عن شركات شحن لنقل مواد متفجرة من أوروبا الشرقية إلى ميناء العقبة الأردنى نيابة عن قيادة النقل البحري العسكري التابعة للاسطول الأمريكي”. وتابع ان هذه السفينة كانت محملة بقرابة الف طن من الأسلحة والذخيرة من بلغاريا ورومانيا وكرواتيا وغادرت انطلاقا من رومانيا في الخامس من كانون الاول الماضي الى أغالار في تركيا ومن هناك إلى ميناء العقبة في الأردن فيما غادرت السفينة الثانية وهي محملة بأكثر من ألفي طن من الأسلحة والذخيرة في أواخر اذار الماضي وسلكت المسار نفسه حتى وصلت إلى العقبة في 4 نيسان الجاري.
وأعربت مجموعة ” اى.اتش.اس.جاينز ” “عن ثقتها بأن من تدعمهم الولايات المتحدة تحت مسمى /المعارضة/ في سورية حصلوا على كميات وفيرة من الأسلحة خلال تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية وأن هؤلاء يقدمون نصف شحنات الأسلحة التي تأتيهم من تركيا والأردن إلى تنظيم القاعدة في سورية والإرهابيين المرتبطين بها ولا سيما ” جبهة النصرة“. ويشير موقع غلوبال ريسيرتش إلى إن الولايات المتحدة تزود من تسميهم “المعارضة السورية” بملايين البنادق والاسلحة الرشاشة وقذائف الهاون فضلا عن الاف الاسلحة الخفيفة والثقيلة الجديدة ومئات الصواريخ المضادة للدبابات والتي يذهب نصفها مباشرة إلى تنظيم “القاعدة” الإرهابي.
وأكد الموقع أن “التجربة التاريخية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن العواقب الوخيمة المصاحبة لتزويد الارهابيين المتطرفين بالاسلحة لم تقتصر على سورية وحدها بل امتدت في صورة هجمات تستهدف الغرب ومصالحه”. وأشار الموقع في ختام تقريره إلى أن سقوط عشرات القتلى في تفجيرات شهدتها باريس وبروكسل مؤخرا وقبلها في لندن ونيويورك ومن المحتمل برلين قريبا ليس كافيا على ما يبدو لردع الساسة الغربيين المتورطين بشكل كبير في الحرب الإجرامية التي تدور رحاها في سورية والتي يبقى الشعب السوري هو الضحية فيها.
وكان جون كيرياكو المحقق الرفيع في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي والضابط السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية كشف في تشرين الأول من العام الماضي أن الكونغرس الأمريكي يسلح تنظيم “داعش” الإرهابي من خلال تقديم الأسلحة إلى من تدعوهم واشنطن “المعارضة المعتدلة” في سورية. وأطلقت إدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما العام الماضي برنامجا ضخما خصصت له دعاية كبيرة وأموالا طائلة تصل إلى 500 مليون دولار لتدريب وتسليح حفنة من الارهابيين الذين يحلو لها تسميتهم “المعارضة المعتدلة” في الاردن وتركيا غير أن برنامجها هذا تعرض لانتكاسة كبيرة مع مقتل بعض من أرسلتهم في الدفعة الأولى إلى سورية على يد تنظيم “جبهة النصرة” وفضيحة عودة اخرين الى أحضان هذا التنظيم الإرهابي ونقلهم الأسلحة الأمريكية التي بحوزتهم إليه.
