اليوم الجمعة، سكان شمال غرب سورية من الوصول إلى الحدود التركية للقيام بتظاهرات تُطالب الحكومة التركية بفتح الحدود لعبور الهاربين من مدينة إدلب وريفها. وأغلقت الجبهة جميع الطرقات المؤدية إلى معبر (باب الهوى) الحدودي مع تركيا في ريف إدلب الشمالي بالكتل الإسمنتية، وهددت بالسلاح كل من يحاول تجاوز حواجزها.
ودعا سوريون مهجرون يقيمون بمئات الألوف في العراء أو في بيوت مؤقتة في شمال غرب سورية إلى تظاهرات شعبية في مدن وبلدات إدلب، لوقف العمليات العسكرية وتحميل الضامن التركي، مسؤولية حماية أكثر من أربعة ملايين نسمة في عموم محافظة إدلب.
وهذا هو ثاني يوم جمعة يقرر فيه السوريون في مناطق الشمال الوصول إلى الحدود التركية مطالبين الجانب التركي بفتح الحدود لإتاحة الفرصة أمامهم للهروب من الحرب، وسعياً لتحريك الرأي العام الدولي.
ووفق شهود عيان ومراقبين، فإن هيئة تحرير الشام انتشرت صباح اليوم (الجمعة) على طرقات (أطمة – باب الهوى)، (بابسقا – باب الهوى)، (سرمدا – باب الهوى)، وأغلقتها بالكتل الإسمنتية، للحيلولة دون تدفق المتظاهرين ووصولهم إلى المعبر واقتحامه كما حصل يوم الجمعة الماضي، حيث قام المتظاهرون باقتحام المعبر.
إلى ذلك، أعلن مصدر تركي رسمي أنه تم اليوم إغلاق المعبر بشكل كامل وبشكل استثنائي، حتى أمام الحالات الإسعافية، تحسباً لتدفق متظاهرين إليه، على أن يسـتأنف المعبر عمله بعد انتهاء خطر التظاهرات في الجانب السوري.
وكان قد اجتاز مئات المتظاهرين الجدار العازل الرئيسي لمعبر أطمة الحدودي العسكري شمال إدلب ودخلوا الأراضي التركية الأسبوع الماضي، ضمن تظاهرات حملت تسمية (ضماناتكم تقتلنا)، تلاها مواجهات مع حرس الحدود التركي الذي استخدم الغاز المسيل للدموع وأطلق النار في الهواء بهدف منع المتظاهرين من دخول الأراضي التركية.
وأُصيبت المعارضة السورية وملايين السوريين المقيمين في منطقة (خفض التصعيد) في إدلب بخيبة أمل من الضامن التركي بعد سيطرة قوات النظام السوري على مناطق استراتيجية في ريف المدينة، طالبوا تركيا والمجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياتهم تجاه المدنيين الذين يتعرضون للعنف والانتهاكات الإنسانية.
وفي هذا السياق، قالت المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية، إن أعداد المهاجرين الذين تم ضبطهم خلال 8 شهور خلال محاولتهم العبور إلى أوروبا بلغ نحو 235 ألف مهاجر غير نظامي، وقالت إن هناك زيادة في عدد المهاجرين الراغبين بالعبور إلى أوروبا عبر تركيا بطرق غير قانونية بسبب الصراعات والحروب والأزمات الاقتصادية في بلدانهم، وأشارت إلى أن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين تم ضبطهم في تركيا ازداد خلال أول 8 شهور من 2019، ليصل إلى 235 ألف من 158 ألف.
وقالت إنه تراجع عدد المهاجرين الذين وصلوا براً إلى بلدان الاتحاد الأوروبي منذ مطلع العام الجاري إلى 4 آلاف بعد أن كان 10 آلاف في نفس الفترة من 2018 بفضل التدابير الأمنية، وأن عدد المهاجرين الذين عبروا إلى أوروبا من البحر ازداد في الفترة المذكورة من 18 ألف إلى 24 ألف.
ودخلت محافظة إدلب وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد أعلنته روسيا في 31 آب/أغسطس الماضي، دون تحديد مدة زمنية له، وسط “خروقات مستمرة”، حسب المعارضة، من قبل النظام السوري.