حذرت إيران من التعاون مع الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي؛ الموالية لإيران، في وقت تجري فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن محادثات لتشكيل تحالف بحري يردع تهديدات الملاحة البحرية في مياه البحر الأحمر وباب المندب.
ودافع علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني للشؤون السياسية، عن هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر، ووصفها بالشجاعة؛ وفق ما أوردت وكالة إيسنا الحكومية. وقال شمخاني إن تحركات الحوثيين لتقييد حركة السفن من وإلى إسرائيل تضغط على الشريان الحيوي للكيان الصهيوني. وأضاف: انضمام أي بلد للائتلاف الأمريكي لمواجهة هذه الأعمال، مشاركة مباشرة في جرائم الكيان الصهيوني.
وهذا أول تعليق يصدر من مسؤول في مكتب خامنئي حيال هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر. وكان نائب الشؤون الاقتصادية القيادي السابق في الحرس الثوري، محسن رضايي، قد وصف اتهام بلاده بدعم الحوثيين بالكذبة الكبيرة.
في طوكيو، قال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي نائب وزير الخارجية، علي باقري كني، في مؤتمر صحفي إن قوى المقاومة ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة. ونقلت مواقع إيرانية قوله إنه بعد حرب غزة سنرى خريطة استراتيجية وسياسية وأمنية جديدة في المنطقة، وأضاف: لا يمكن إنكار المقاومة بصفتها لاعباً فعالاً في الخريطة. وسئل باقري كني عن هجمات الحوثيين على السفن، فأعاد الهجمات إلى الحرب في غزة، وقال إنها لقطع الدعم عن إسرائيل. وتابع: انهم لاعبون مستقلون في المشهد الدولي، يتصرفون وفقاً لتشخيصهم، وليس من الصواب ربط أفعالهم بالآخرين.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن على إيران الكف عن دعم هجمات المتمردين الحوثيين على سفن تجارية مؤخراً في البحر الأحمر. وقال أوستن، في تل أبيب بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن دعم إيران هجمات الحوثيين على السفن التجارية يجب أن يتوقف.
والأسبوع الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، للصحافيين إن واشنطن تجري محادثات مع دول أخرى بشأن تشكيل قوة عمل بحرية. لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر، لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل.
وشكلت الولايات المتحدة في نوفمبر 2019 تحالفاً بحرياً بعدما احتجز الحرس الثوري ناقلات نفط أجنبية، وتعرض سفن لهجمات حملت بصمات إيرانية، على أثر ارتفاع التوترات في أعقاب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، ومنع إيران من صادرات النفط. وأطلق على التحالف البحري حينذاك سانتينال بإشراف قوات القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط ومقرها البحرين. وامتدت عمليات من الخليج العربي إلى بحر عمان وحتى باب المندب.
كما اجتمعت دول أوروبية بقيادة فرنسية في مهمة المبادرة الأوروبية للرقابة البحرية في مضيق هرمز بالتنسيق مع القوات الأمريكية بهدف تأمين أمن الملاحة وردع التهديدات الإيرانية.