مفاعل ضعيف... لماذا لا تقلع الطائرات بمحرك نووي؟

للطيران النووي مستقبل! هكذا كانت التوقعات في النصف الثاني من القرن العشرين. لكن تحولت جميع الأفكار تقريبًا إلى "لاشيء" وظلت في الكتب والكوميديا وأحيانًا في الألعاب. لماذا حدث هذا وهل يعني ذلك أن "عملية تطوير هذه الطائرات توقف نهائيا"؟ حاول موقع "وار هيد" الإجابة على هذه الأسئلة.

تسمى الفترة من  نهاية الأربعينيات حتى بداية الخمسينيات من القرن العشرين باسم العصر النووي. كان يبدو أن الطاقة النووية على وشك أن تحل محل كل التقنيات القديمة وتقود البشرية إلى مستقبل أكثر إشراقاً. وكانت الطائرات النووية تبدو واعدة للغاية. للوهلة الأولى، فكرة وضع مثل هذا المحرك على طائرة لها فقط إيجابيات، لن يكون هناك حاجة إلى حمل الوقود، علاوة على ذلك، مدى الرحلات الجوية غير محدود تقريبًا. يمكن لقاذفة غير محدودة المدى مهاجمة أي عدو من أي اتجاه، أينما كان يختبئ. يمكن للمقاتلة التي تعمل بمحرك نووي القيام بدوريات لا لساعات، لكن لعدة أيام.

 Картинки по запросу central air force museum

الميزة الرئيسية لمحطة الطاقة النووية هي التبسيط الخطير في بناء الطائرات الكبيرة، والكبيرة جدا، وحتى الضخمة. كلما كان حجم الطائرة أكبر، كلما زادت القوة التي تحتاجها للإقلاع. هذا يعني أنها تحتاج إلى محركات أكثر وأقوى. إنها "تأكل" دائما الكثير من الوقود، والكثير من الأماكن في الطائرة يتم استخدامها ليس من أجل حمل البضائع أو الأسلحة أو الركاب أو الدبابات، ولكن من حمل خزانات الوقود. تحل المحركات النووية هذه المشكلة. يتم وضع مفاعل بقوة أكبر قليلاً ويظل هناك الكثير من المساحة الفارغة. يمكن وضع الأسلحة والبضائع والركاب فيها.

"اختيار شر من شرين"

يبدو أن كل شيء جيد، ومن الناحية النظرية كل شيء بسيط وواضح. المفاعل يسخن الهواء، ويقوم بالدفع، ولكن في الممارسة العملية، بدأت الأسئلة في الظهور. هناك مخططان لاستخدام المحرك النووي - محطة طاقة مفتوحة ومغلقة. في الأولى، يدخل الهواء مباشرة إلى المفاعل - وهذه هي الأكثر فعالية من حيث القوة. هذا المحرك صغير بما فيه الكفاية ويترك وراءه كل نظائره "التقليدية" من حيث الكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، يسمح هذا بإنشاء محطات طاقة نووية ذات تدفق مباشر تكون فعالة عند السرعات العالية. ولكن هناك مشكلة واحدة "صغيرة". إن عادم محرك الدائرة المفتوحة ليس مجرد "صوت" - إنه يترك تلوث إشعاعي بحيث يكون من الصواب اعتبار هذا المحرك نفسه سلاحًا إشعاعيًا.

عرض الصورة على تويتر

عرض الصورة على تويتر

هذا غير مقبول تمامًا حتى في زمن الحرب، لا أحد يريد تحويل قواعده الجوية وأراضيه إلى مناطق ملوثة، وإذا وضعت محركات "تقليدية" إضافية للإقلاع والهبوط والطيران فوق الأراضي الصديقة، فإن هذا سيؤثر على كل المكاسب الناتجة عن استخدام محطة طاقة نووية. بالطبع، كانت هناك أفكار حول إنشاء قواعد خاصة على الجزر غير المأهولة بالسكان، والمصممة خصيصًا لتكون في ظروف التلوث الإشعاعي المستمر. هناك مستودعات تحت الأرض للعاملين، ويعملون على السطح بمساعدة آلات خاصة، وبطبيعة الحال، تغيير مستمر في الموظفين. ربما، كان يمكن تحقيق ذلك، لكن سيحتاج إلى الكثير والكثير من المال.

تبقى محطة توليد الطاقة من النوع المغلق - حيث يتم تسخين الهواء ليس مباشرة، ولكن بمساعدة مبادل حراري. العادم، لا يصدر صوتا عاليا، لكن كفاءة هذه الدائرة أسوأ بكثير من النوع المفتوح. بالإضافة إلى ذلك، فإن نظام نقل الحرارة من المفاعل إلى الهواء نفسه يزن كثيرًا. علاوة على ذلك، فإنه تظهر مشكلة حماية الطاقم من الإشعاع. لم يتم اختبار طائرات الدائرة المفتوحة لأن تدريع المفاعل سيحتاج إلى بضع عشرات الأطنان من الوزن. بالنسبة للدائرة المغلقة، فإن فيها يستهلك كل الاحتياطيات، وتصبح الطائرة ذات المحرك النووي أقل شأنا من نظيرتها من حيث الحمولة المفيدة.

أفسحوا الطريق للعمالقة

لا يزال هناك ميزة أخرى يمكن أن تنقذ الطائرات النووية - التركيز على الأحجام الضخمة. بالنسبة للطائرة العادية، تصبح زيادة حجمها أمرًا صعبًا للغاية، والأهم من ذلك أنه غير مربح. مزيد من الأبعاد والوزن، لذلك تحتاج إلى المزيد من المحركات التي تستهلك المزيد من الوقود. تزيد كمية الوقود المطلوبة بشكل أسرع من زيادة حجم الطائرة نفسها. نتيجة لذلك، يبدو أنه تم زيادة حجم الطائرة، وزاد حجم الحمولة بنسبة 50 في المائة فقط. ومثل هذه الطائرة يمكن أن تكلف ثلاث مرات أكثر من طائرة أصغر. هذا يعني أنه إذا لم تكن هناك حاجة لحمل عبء ثقيل، فإن طائرتين نقل صغيرتين مربحتين أكثر.

المحرك النووي يكسر هذه الخطة. يجب أن يكون المفاعل أكثر قوة، وبالتالي أكبر، والزيادة في حجم ووزن محطة الطاقة النووية لا يمكن مقارنتها مع الزيادة في احتياطيات الوقود للمحركات التقليدية. باستخدام محرك نووي، تصبح الزيادة في الحجم مربحة، حتى لو تم استخدام دائرة مغلقة. تنمو الطائرة مرتين، وتنمو الشحنة ثلاث مرات أو أكثر. وهذا سيسد تكلفة الحماية، والإنفاق على وزن المبادلات الحرارية. ولكن هذا سيحدث على طائرات كبيرة حقا. حتى على طائرات بحجم  "روسلان" و"ميريو" و"غلاكسي" لن يتمكن القلب النووي من العمل بكامل قدراته. يحتاج الأمر لطائرة ضخمة جدا وحتى عملاقة.

 Картинки по запросу ‫عكس سربازان سوري‬‎

طائرة روسلان

يبدو أنه هنا - المخرج: البدء في بناء مثل هذه الطائرات العملاقة. وفقًا للحسابات، سيقلل استخدام مثل هذه الطائرات تكلفة نقل البضائع. ويمكن استخدامها لسحب الطائرات العادية وهكذا لا تحرق الطائرات العادية وقودها.

ومرة أخرى يوجد "لكن". البنية التحتية الحالية ليست جاهزة تمامًا لتشغيل الطائرات العملاقة أو الطائرات بمحطات الطاقة النووية. وتكلفة إعداد البنية التحتية كبيرة جدا ولذلك فهي غير مربحة. ولن يكون هناك مطار عسكرية كثيرة يمكنها استقبال طائرة نقل عملاقة  وبناء مثل هذه المطارات مكلف للغاية، وأسهل نشر القوات عن طريق البحر.

ويستخلص الموقع إلى أن الطائرات بمحطة نووية غير لازمة في الوضع الحالي، ولكن لا أحد يعرف ماذا سيحدث في المستقبل. ربما تظهر تكنلوجيا تفتح الطريق للطيران النووي. أو ربما سيحدث شي أخر. وربما ستبقى الطائرة بمحطة نووية مجرد فكرة لا معنى لها.

 
 

 

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
جميع الأخبار