خاطبت المؤسسة الأورأسوية الدولية للصحافة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطوني غوتيريس بطلب إعادة النظر مرة أخرى في التوصيات الصادرة عن البرلمان الأوروبي في 5 يوليو 2017) والتي موجهة إلى مجلس الأمن بشأن دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة (2017)/ 2041 (INI.
تم اعتماد التقرير وإحالته إلى اللجنة بتاريخ 9 يونيو 2017 . وأقرت التوصيات إثر طرحها قيد النقاش وإضافة التعديلات والتصويت النهائي بتاريخ 5 يوليو 2017.
تنتهك التعديلات المقترحة والمعتمدة موقف أذربيجان انتهاكاً واضحاً. تتجاهل الصيغة النهائية للتوصية حقائق نزاع قره باغ الجبلية بين أرمينيا وأذربيجان وتضلل القارئ.
وتحتاج التوصية المعتمدة إلى مراجعة جادة ودقيقة، حيث أنها لا تتفق مع قواعد القانون الدولي ولا تعكس موقف الأمم المتحدة الرسمي من الصراع الذي يستمر أكثر من ربع قرن.
وتعتقد المؤسسة الأورأسيوية الدولية الصحافة (IEPF) أنه على المنظمات غير الحكومية، فضلا عن الجهات المختلفة أن تنضم إلى هذا التقرير وأن تدعو إلى تقييم عادل للتوصيات المقترحة من البرلمان الأوروبي، والتي ستتم مناقشتها خلال الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ بعملها في 12 سبتمبر 2017. ستجري المناقشات الأساسية من 19 إلى 23 سبتمبر المقبل.
تلحق النصوص مع التعديلات:
9 يونيو 2017
السلام والأمن
(آ) يجب مواصلة الدعوات إلى الاحترام الكامل للحدود المعترفة دولياً للدول الشرقية وفي القوقاز الجنوبية بما فيها جورجيا ومولدافيا وأوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها، على ضوء انتهاكات القانون الدولي في هذه المجالات؛ مع دعم الجهود الدبلوماسية وتكثيفها للتوصل إلى تسوية سلمية ومستدامة للصراعات المستمرة التي طال أمدها، بما في ذلك الصراع في منطقة قاره باغ الجبلية واحترام حقوق الإنسان في هذه المناطق؛ ونحن نحث المجتمع الدولي بإلحاح على التنفيذ الكامل لسياسة عدم الاعتراف بالضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم، ومواصلة زيادة الضغوط على روسيا وتنشيطها، بصفتها العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي لحل الصراع في أوكرانيا وفقا لاتفاق مينسك، فضلا عن احتلال المناطق الجورجية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وإيجاد التوازن الجيوسياسي الذي يرفض كل المحاولات الرومية إلى إقامة مناطق النفوذ الحصرية.
5 يونيو 2017:
(آ) يجب مواصلة الدعوات إلى الاحترام الكامل للحدود المعترفة دولياً للدول الشرقية وفي القوقاز الجنوبية وبالذات جورجيا ومولدافيا وأوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها، على ضوء انتهاكات القانون الدولي في هذه المجالات؛ مع دعم الجهود الدبلوماسية وتكثيفها للتوصل إلى تسوية سلمية ومستدامة للصراعات المستمرة التي طال أمدها، بما في ذلك الصراع في منطقة قاره باغ الجبلية واحترام حقوق الإنسان ووحدة الأراضي وعدم اللجوء إلى تطبيق القوة وضمان الحقوق المتساوية للشعوب على تقرير مصيرها في هذه المناطق؛ ونحن نحث المجتمع الدولي بإلحاح على التنفيذ الكامل لسياسة عدم الاعتراف بالضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم، ومواصلة زيادة الضغوط على روسيا وتنشيطها، بصفتها العضو الدائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة لحل الصراع في أوكرانيا وفقا لاتفاق مينسك، وكذلك احتلال المناطق الجورجية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. إيجاد التوازن الجيوسياسي، الذي يرفض كل المحاولات الرومية إلى إقامة مناطق النفوذ الحصرية.
تقدم يوميات أوراسيا النص الكامل للخطاب:
" السيد أنطونيو غوتيريس المحترم، نحن نخاطبكم نيابة عن المؤسسة الأورأسيوية الدولية للصحافة (IEPF) بطلب إعادة النظرللتوصيات الصادرة عن البرلمان الأوروبي في 5 يوليو 2017 والمقدمة إلى المجلس بشأن الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة (2017) / 2041 (INI)) وإيلاء الاهتمام الخاص لنص التوصيات. وتبين الدراسة المعمقة للنص أن هذه التوصية تعبر عن موقف غير عادل بشأن أذربيجان ولا تعكس الواقع الموضوعي لنزاع قره باغ الجبلية بين أرمينيا وأذربيجان.
تشيرالتوصية الصادر عن البرلمان الأوروبي في 5 يوليو 2017 إلى أنه على الاتحاد الأوروبي أن يلعب دورا فعالا في خلق الأمم المتحدة، التي تتمكن من المساهمة الفعالة في اتخاذ القرارات على المستوى العالمي في إقرار السلام والأمن وحماية حقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية والنظام الدولي القائم على سيادة الحقوق.
ويحتوي قرار البرلمان الأوروبي أيضاً على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة أراضى دول الشرق وجنوب القوقاز، وهي بالذات الدول مثل جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا. كما يدعو المجتمع الدولي إلى التنفيذ الكامل لسياسة عدم الاعتراف بالضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم. أما بالنسبة للنزاع في قره باغ الجبلية، يدعو القرار إلى احترام حقوق الإنسان وسلامة الأراضي، وعدم استخدام القوة والحقوق المساوية للشعوب في تقرير المصير في هذه الأماكن.
ومع ذلك، لم تشمل التوصية المعتمدة على أي معلومات عن احتلال الأراضي الأذربيجانية، أن 20٪ من مساحة البلاد، بما في ذلك منطقة قره باغ الجبلية و7 مناطق مجاورة تم احتلالها من قبل القوات المسلحة الأرمنية منذ أكثر من 25 عاما. تعتبر أراضي قره باغ الجبلية وسبع مناطق المحيطة لها جزءاً لا يتجزأ عن أذربيجان. وتؤكد قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 822، 853، 874، 884 لسنة 1993 هذه الحقيقة وتتطلب بانسحاب قوات الاحتلال الفوري والكامل وغير المشروط من الأراضي الأذربيجانية. وكذلك قرارالجمعية العامة للأمم المتحدة - 48/114 المؤرخ ب20 دسمبر/ كانون الأول عام 1993، بعنوان "المساعدة الدولية الطارئة للاجئين والمشردين في أذربيجان"، القرار 60/285 من 7 سبتمبر 2006 والقرارA / RES / 62/243 من 14 مارس 2008 المعنونان ب"الأوضاع في الأراضي المحتلة في أذربيجان".
ومنذ بداية الصراع، عانى الآلاف من المواطنين الأبرياء في أذربيجان من سياسة الاحتلال التي تتبعها أرمينيا والوحشية التي رافقتها. فقط في عام 1989، بمساعدة الجيش السوفياتي، تم ترحيل 270،000 أذربيجاني من أرمينيا. وفي ذلك الوقت، كانت عشرات الآلاف فقط من الأرمن يعيشون في قره باغ الجبلية. من ناحية مساحتها يعتبر إقليم قره باغ الجبلية أصغر من إجمالي مساحة المناطق السبع المحتلة. وبينما يحاول الأرمن الدفاع عن حق عدة آلاف من الأرمن المقيمين في قره باغ الجبلية، في أذربيجان في تقرير المصير على مدى السنوات الثلاثين الماضية، في نفس الوقت يعاني 1،2 مليون لاجئ ومشرد من المشقات الناجمة عن الاحتلال الأرميني والعمليات العسكرية. في أذربيجان، كل واحد من كل 8 أشخاص هو لاجئ أو نازح. وهذه حالة كارثية.
وفي 16 يونيو / حزيران 2015، أصدرت الغرفة الكبرى للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارها المتعلق بقضية "تشيراغوف وآخرون ضد أرمينيا". وبينت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن فره باغ الجبلية، وإقليم لاشين والأراضي المجاورة الأخرى تقع تحت الاحتلال في الوقت الحاضر. وأكدت المحكمة استنتاجها من القرار الصادر في 14 ديسمبر / كانون الأول 2011، والذي جاء فيه أن "جمعورية قره باغ " الجبلية لا تعترف بها من قبل الدول أو المنظمات الدولية كدولة بموجب القانون الدولي. وهكذا، أكدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان موقف المجتمع الدولي، الذي رفض شرعية هذا الكائن بأغلبية ساحقة وكما رفض الاعتراف بشرعية الحالة الناجمة عن استخدام القوة ضد سلامة أراضي أذربيجان، مصحوباً بممارسة التطهير العرقي، والانتهاكات الصارخة الأخرى للقواعد الأساسية للقانون الدولي.
وطوال تاريخ الصراع، دمرت القوات المسلحة الأرمينية جميع القرى والمناطق الريقية بقسوة إلى جانب تدمير العدد الكبير من الآثار ومواقع التراث الثقافي في الأراضي المحتلة، مغ قتل المدنيين بقسوة خاصة. وقد دمرت القوات المسلحة الأرمينية نحو 900 منطقة سكنية و000 150 منزل و 000 6 مؤسسة صناعية وزراعية و 000 000 1 هكتار من المساحات الزراعية. ولم تتم معالجة الأراضي المهجورة خلال عدة عقود وأنها لا تزال مهجورة. هذه هي كوارث بيئية رهيبة في القرن ال21.
وطوال ثلاثة عقود تقريبا، تشمل جميع طلبات الشعب الأذربيجاني الدعوات إلى تحقيق العدالة وإلى تسوية هذا الصراع في أسرع وقت. يريد الناس العودة إلى ديارهم الواقعة الآن تحت الاحتلال. ويعيش المدنيون يوميا في القرى القريبة من خط المواجهة مع الخوف من التعرض للقتل نتيجة لاستفزازات عسكرية متواصلة من الجانب الأرمني. ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد مدنيون في مناطق الخطوط الأمامية من الجانب الأرمني، في حين أن الناس العاديين في مناطق الخطوط الأمامية في أذربيجان لا يزالون يعيشون ويعملون. وكثيرا ما يتحولون إلى أهداف للقوات الأرمينية. هل هذا يعني أن الصراع مجمد؟
ولكي يحصل إقرارالسلام على فرصة جادة، نحتاج إلى أن نتحدث بصراحة عن حقائق الصراع وأن نعرف من هو معتد رئيسي.
ومنذ بداية الصراع، في اواخر الثمانينات من القرن الماضي لم يول المجتمع الدولي اهتماما كافيا لحل النزاع في قره باغ الجبلية. ربما هذا هو السبب لوجود الكثير من الصراعات المماثلة الواقعة في الساحة السوفيتية السابقة مثل مولدوفا وجورجيا ومؤخرا في أوكرانيا. لا يمكن تغيير الوضع بممارسة السياسة الازدواجية والمنحازة وقبل كل شيء، لن يؤدي هذا النهج إلا إلى تعميق الجروح التي تؤجج الصراع. ونحن لسنا بمتأكدين من أن الجميع الذين صوتوا لاعتماد التوصية على دراية بالوضع الحقيقي في المنطقة، ونعتقد أن هذا أدى إلى اعتماد التوصية بهذه التعديلات.
ويبدو واضحا أن مصالح القوى العظمى، وليست قواعد القانون الدولي، تسود على هذه القضية. وإلا فلن يكون هناك أبدا موقف من هذا القبيل إزاء الصراع الذي أودى بحياة الكثيرين. اسم المعتدي والمحتل الرئيسي يجب أن يعلن بصوت عال دون التستر عليه بعبارة "أطراف الصراع".
وفيما يتعلق باعتماد التوصية المتحاملة للبرلمان الأوروبي المقدمة إلى المجلس، فإننا بصفة المؤسسة الأورأسيوية الدولية للصحافة التي هي منظمة دولية غير حكومية في أذربيجان ذات مركز استشاري عام لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، نبعث لكم رسالة الاحتجاج لنلفت أنظاركم إلى أن هذه الوثيقة لا تعكس الواقع الراهن وتتجاهل بوضوح الأدلة المعترفة بها من قبل الأمم المتحدة فيما يخص لنزاع فره باغ الجبلية. وأن غالبية الذين يعملون في هذه المنظمة هم لاجئون أو نازحون يعانون من النزاع منذ أكثر من 25 عاما، والذين يعانون من ألم في قلوبهم، نرى الظلم الممثل بهذه التوصية ونأمل دعمكم في هذه المسألة .
السيد أنطونيو غوتيريس المحترم،
نرجوكم كل الرجاء أن تلقوا نظرة جادة إلى هذه التوصية. ونحن نؤيد سياستكم الرامية إلى الحل السلمي للصراعات وإقامة الشراكة مع العالم بأجمعه. ونحن نثق ونعتقد أنكم على علم جيد بأسباب ونتائج صراع قره باغ الجبلية بين أرمينيا وأذربيجان. لذلك، نرجوكم كل الرجاء أن تولوا اهتماما خاصا للتوصية المعتمدة ومنع وقوع الظلم. وينبغي للأمم المتحدة أن تعتمد الممارسة العادلة لتقييم جميع الوقائع من أجل جعل هذه التوصية عادلة لجميع الأطراف.
ونعبر عن شكرنا وامتناننا.
مع فائق الاحترام،
المؤسسة الأورأسيوية الدولية