يبدو التناقض الكبير في الإعلانات التجارية بين مزايا عروض الفيلات والمدن الجديدة الفارهة واالشاليهات البحرية، إلى التبرع لبناء مستشفيات الحروق أو أمراض القلب وسرطان الأطفال.
ورغم الانتقادات الواسعة لموجات الإعلان الطويلة في رمضان، فإن البعض يراها عاكسة للمجتمع المصري وتناقضاته الاجتماعية والطبقية.
ووفقًا لخبراء الإنتاج الإعلامي، يمكن تصنيف غالبية إعلانات التليفزيون في رمضان إلى ثلاث فئات: إعلانات المنتجات الغذائية والتي تستهدف الشريحة الأعرض من متوسطي الدخل، وإعلانات الشقق الفاخرة والمدن الجديدة التي تستهدف الأثرياء، وإعلانات التبرع التي تستهدف من لديهم فائض من الدخل.
تتبع صناعة الإعلانات في العالم العربي نظاما شبيها بالنظام البريطاني NRS، في التعامل مع الفئات المستهدفة من المشاهدين، وهو عبارة عن نظام طبقي تجاري يقسم المجتمع إلى شرائح تبدأ من الفقراء وغير العاملين وهو ما يطلق عليه تصنيف E، مرورا بالطبقة العاملة D، ومتوسطي الدخل B، وإلى الطبقة المتوسطة العليا A، والأثرياء A+.
وفي هذا الموسم من الإعلانات، كان تفاوت الرسالة بين إعلانات المجتمعات المغلقة وإعلانات التبرعات ملحوظاً، هذا التفاوت الصارخ في الرسالة الإعلانية، كان محل انتقاد مدونين ومعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال السنوات الماضية، بدأ صناع أفلام من أحياء شعبية مصرية مختلفة في انتاج إعلانات طريفة تضاهي إعلانات المجتمعات المغلقة والمدن الجديدة لأحيائهم الشعبية مثل حي فيصل وحي شبرا مصر.
بين نبرة ساخرة وأخرى تحتفي بالمستوى الاجتماعي المتوسط تعرض هذه المقاطع الحياة في الأحياء الشعبية بين زحام المواصلات والزخم الاجتماعي والثقافي. فيقول أحد هذه الإعلانات "الناس هنا تشبه بعضها بحق"، في إشارة لجملة وردت في واحد من إعلانات المدن الجديدة. ويقول آخر "الناس هنا لا ترتدي الماركات المسجلة لأنهم هم أنفسهم ماركات المسجلة".