أجرى الأستاذ إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب ورئيس كرسي تاريخ الشرق الأوسط المعاصر (Yona and Dina Ettinger Chair ) مقابلة حصرية مع يوميات أورأسيا تناول فيها موضوع الضربة الصاروخية الأمريكية على سوريا.
يوميات أوراسيا: شنت الولايات المتحدة هجوما صاروخيا على قاعدة جوية في سوريا ردا على الادعاءات حول ضرب بلدة يسيطر عليها المتمردون من قبل القوات السورية باسلحة كيميائية. في رأيك، هل يحق الولايات المتحدة في معاقبة نظام الأسد؟
إيال زيسر: من الصعب الرد على هذا السؤال رداً دقيقاً. فمن ناحية، ينبغي أن يكون هناك الخط الأحمر الذي لا يمكن اجتياوه. ويمكننا أن نناقش لماذا يكون هذا خطا أحمر ولا ينبغي السماح بالمآسي والفظائع الأخرى في جميع أنحاء العالم. ولكن هذه الفكرة جيدة أن يحدد المجتمع الدولي مثل هذه الخطوط الحمراء. ومن الأمثل في الوقت الحاضر التصرف بخصوص المعاقبة وفقا للقانون الدولي (بلموجب قرار مجلس الأمن). ولكننا نعرف أن هناك حالة من الجمود في المجلس، بسبب التوتر الأمريكي الروسي. إذا كانت حكومة الولايات المتحدة على يقين من استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية، أعتقد أنهم فعلوا الشيء الصحيح، ولكن عليهم أن يطلبوا موافقة دولية على مثل هذه الأعمال في المستقبل.
يوميات أورأسيا: ما رأيك هل ستحاول إدارة ترامب زيادة المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط؟
إيال زيسر: لا، أعتقد أنهما لن يصطدما. ومع ذلك، هناك صور صادمة للأطفال توفوا نتيجة الهجوم الكيميائي، وأنها حثت الولايات المتحدة الأمريكية على الضربة. لكني أعتقد أن إدارة ترامب ستحاول التعامل مع روسيا. ليس من مصلحة أي شخص أنهما يدخلان المواجهة، وقد يتفق ترامب وبوتين في لحظة أخيرة.
يوميات أورأسيا: أيدت السعودية وتركيا وإسرائيل الهجوم الصاروخي للولايات المتحدة على سوريا. هل تعتقد أن السياسة السورية لإدارة ترامب تحث هذه الدول الإقليمية الثلاث إلى التدخل العسكري في سوريا؟
إيال زيسر: لن ترسل هذه الدول قواتها إلى سوريا. لن تسمح الولايات المتحدة لأي جهة بأن يقرر لها كيف ينبغي أن تتحقق سياستها السورية وأن لن تسمح إدارة ترامب لهذه الدول بالتدخل في سوريا عسكريا. وعلاوة على ذلك، فإن إدارة ترامب تعرف جيدا أنه من المعقد الدخول في حرب في سوريا في التحالف كل من إسرائيل والسعودية وتركيا، لأنها ستنفذ هذه الدول أي عملياتها العسكرية بمفردها. كما تؤكد الدول الأوروبية إلى الدعم الدبلوماسي والمشاركة الرمزية في أي تحرك أمريكي في المستقبل.
يوميات أوراسيا: في الوقت الحاضر، من المستحيل أن تتوصل روسيا والولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى إلى الاتقاف حول تشكيل التحالف لمحاربة الإرهاب الدولي. برأيك، هل تشجع زيادة التوتر بين الغرب وروسبا جماعات إرهابية على مواصلة الجرائم الجسيمة ضد الإنسانية؟
إيال زيسر: الجميع ضد الإرهاب، لكن روسيا ترى أن جميع المتمردين ضد النظام السوري هم إرهابيون في حين تعتبر الولايات المتحدة بعضهم ليسوا بإرهابيين. ويعتبر البيت الأبيض النظام السوري مصدرا للمشاكل في الشرق الأوسط ومصدرا للإرهاب، أما بالنسبة لروسيا، فإن حفظ بشار الأسد في السلطة هو جزء من الحل للأزمة السورية.
يوميات أوراسيا: ما هو طريق مستدام للسلام والازدهار في الشرق الأوسط؟
إيال زيسر: المشاكل داخلية، وهناك نقص في المؤشرات الإيجابية، مثل النمو الاقتصادي، والقضاء على الفساد، والانفتاح السياسي والتغلب على التطرف الديني. وطالما لم تجد المجتمعات العربية سبيلا للتغلب على مشاكلها الداخلية، يساورني القلق في أنه لا يمكن القيام بالكثير من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة.