في تركيا 80 مليون نسمة. هناك فرق بين "نعم" و"لا" يقل عن 1 مليون. ويدل هذا الاستفتاء على استقطاب المجتمع التركي لأن النتائج متساوية فعلاً وتفوق المؤيدين لنظام الحكم الرئاسي جزئي. وعارض أهالي المدن الكبرى النظام الرئاسي وأنقذت الأقاليم أردوغان كالمعتاد.
جاءت هذه الأفكار في رد الفعل الفوري الذي أبداه المحلل السياسي إلخان شاهين أغلو فور إعلان نتائج الاستفتاء. وأشار إلى أن هذه النتائج كانت بمثابة المفاجأة لحزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوعان.
كان أردوغان يتمنى في إحراز التفوق الأكبر وتوقع الحزب الحاكم في النتيجة التي تتراوح بين 55- 60 بالمائة. لأ الموارد الإدارية كانت تعمل لصالح "نعم" وأيده حزب الحركة الوطنية وإضافة إلى هذا تجمع في الميادين مئات ألاف من الناس. وكان تقابلهم جبهة "لا" المجتمعة فقط حول زعيم الحزب الجمهوري الشعب كمال قليتش دار أغلو الذي كان يكافح بوحده في الميادين ضد جبهة "نعم" الكبيرة دون تمكن من جمع عدد كبير من الناس في الميادين وكان يفضل إلقاء الكلمات في الصالات. وبالرعم من كل هذا يستحق كمال قليتش دار أغلو لتهنئة ومباركة وأنه تمكن من القفذ أعلى من رأسه. بالبساطة، لم تكن أدلة الطرف المقابل ضعيف. كانت الشعارات الأساسية للحزب الحاكم عبارة أن "الحكومات الائتلافية جرت البلاد إلى حافة الهوة وتأخرنا عن التقدم وتقيد عمل البنوك". وكان يريدون أن يقولوا إن النظام البرلماني يعرقل تنمية البلاد ويحول دون إصدار القوانين المرنة دون التعبيرعنها جهراً. لم تكن أدلة كمال قليش دار أغلو ضعيفة أيضاً: " تحصر الصلاحيات كلها في يد شخص واحد. إذ ارتكب هذا الشخص الواحد خطأ وسسيتحمل أعباءه الشعب والدولة".
كما أكد إيلخان شاهين أغلو أنه بالرعم من ذلك فاز أردوغان بفرق جزئي.
"ينحصر الحكم، كما قال كمال فليش دار أغلو، في يد شخص واحد. وهذا صحيح أنه هناك الاستقطاب ولكن، بعد مرور شهر لن يناقش أحد هذه النتائج. ويتذكر الجميع أن الفائز هو أردوغان وتوسعت صلاحيات الرئيس. لا يتمكن أحد اليوم أن يتوقع نجاح النظام الرئاسي أو فشله. وستظهر السنوات القادمة أن هذا النظام الرئاسي سيؤدي إلى تقدم تركيا أو تأخرها".
أكد المحلل السياسي أننا نتمنى الخير والنجاح فقط للبلد الشقيق: "هذا لم يكن باستفتائنا. وأنا سخصياً أفضل النظام البرلماني. ولكن علينا احترام خيار الأغلبية. وتبفى تركيا فيما بعد أيضاً حليفاً استراتيجياً لأذربيجان وهذا هو ما يهمنا أساساً".