وفى يوم الجمعة، ستجرى الانتخابات الرئاسية مثيرة الاهتمام فى ايران. كل من القوى الإصلاحية والمحافظة لديها فرص للنجاح. ويقوم كل من المعسكرين بكل ما في وسعهما لتحقيق الفوز في الجولة الأولى.
ومن الجدير بالذكر أنه لم يسمح للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد المشاركة في الانتخابات.
وستجري المنافسة لبرئيسية بين الرئيس الايرانى حسن روحانى ومرشح المتشددين ابراهيم رئيسي.
ينكت البعض في إيران أنه هناك الصراع بين "أبيض" و "أسود"، لأن روحاني يرتدي عمامة بيضاء، ورئيسي - سوداء.
في عام 2009، انتهت الانتخابات الرئاسية بالاحتجاجات الجماهيرية، وأسفرت عن الضحايا ومئات من المعتقلين.
أجابت الدكتورة لانا راوندي-فداعي، الباحثة البارزة في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، على أسئلة يوميات أوراسيا حول الضجة المتزايدة حول الانتخابات، وأعربت عن احتمالاتها لفوز أحد المرشحين.
يوميات أورأسيا: ما هو سبب الضجة في الصحافة حول الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران؟
لانا راوندي-فداعي: هناك منافسة خطيرة في إيران. الانتخابات في هذا البلد غير عادية. لم يكن هناك مثل هذا الصراع السياسي العنيف والمنافسة الشديدة على الرئيس المرشح لفترة ثانية، كما لروهاني. سيعتمد الاستقرار أو التوتر في المنطقة على من سيتولى زمام الحكم في إيران.
يعود سبب الضجة أيضاً إلى الثقافة السياسية في البلاد، وستتواجه في الانتخابات القادمة مصالح مختلف فئات المجتمع الإيراني.
يوميات أورأسيا: كالمعتادة، فاز جميع الرؤساء في إيران بالولاية الثانية لرئاستهم. ما هي فرص الرئيس الحالي روحاني؟
لانا راوندي-فداعي:انخفضت مؤشرات شعبية الرئيس روحاني بشكل كبير، حيث بدأت بالفعل منذ عام ونصف حملة "فترة واحدة لرئاسة روحاني". وقد فعلوا كل شيء لمنعه من إعادة انتخابه. بل ازداد الوضع سوءاً عندما تغيرت إدارة الرئيس الأميركي وتولي ترامب السلطة. وتبين للمتشددين في كل تصريحاته التي نسب فيها إيران إلى دولة إرهابية، أنه هناك حاجة إلى مرشح أقوى من شأنه أن يكون قادراً على مقاومة ترامب.
يتلقى رئيسي الدعم من وسائل الإعلام التي تتوحد في المقام الأول من خلال استئجارها لمدة معينة.
يحصل روحاني على دعم من القوى المعتدلة ويدعم معظم الإصلاحيين الحزب الرئيسي "اعتدال وتوسع" الذي يعتمد عليه روحاني. ولكن فقد الإصلاحيون دعماً قوياً مع وفاة رفسنجاني. وفي الوقت نفسه، ظل دعم الرئيس الأسبق خاتمي دون تغيير، وتجدر الإشارة إلى أنه حظر نشر أي صورة أو خطبة لخاتمي في الوسائل الإعلامية الإيرانية الرسمية. وعلى الرغم من ذلك، دعا خاتمي أنصاره عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى المشاركة في التصويت لدعم روحاني.
ويتبع الزعيم الديني حملة ما قبل الانتخابات عن كثب ويرد سريعاً على تصريحات روحاني.
يوميات أورأسيا: ما رأيك، أي من المرشحين لديه أفضل فرصة للفوز؟
لانا راوندي-فداعي: على الرغم من أن أياً من المحللين لم يتمكن من التنبؤ بفوز خاتمي في انتخابات عام 1997، أو بفوز أحمدي نجاد في انتحابات عام 2005، لأن الانتخابات في إيران لا يمكن التنبؤ بها، ولكني أخاطر وأقول، في رأيي سيفوز روحاني.
يوميات أوراسيا: ستدور المنافسة الأساسية بين الإصلاحيين والمحافظين. كيف سيؤثر فوز أي من طرفين على العملية السياسية الداخلية والعلاقات الدولية؟
لانا رافاندي-فداعي: قد جرت إلى الآن ثلاث جولات من المناقشات بين المرشحين للرئاسة ولم يتطرق للموضوع الدولي تقريباً. وفي المقام الأول، نوقشت المشاكل الاقتصادية، وتحسين الظروف المعيشية، والبطالة، وما إلى ذلك.
غير أن جميع المرشحين يؤيدون الاتفاق بشأن البرنامج النووي، على الرغم من المشاكل التي يشملها هذا الاتفاق. وردا على انتقادات رئيسي للحكومة الحالية بشأن اتفاق الذي لم يكن أفضل بالنسبة لإيران في رأيه، أشار روحاني إلى أن رئيسي كان ضد المفاوضات مع المجموعة السداسية. وعندما جاء ترامب، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر وقف الاتفاق.
ويعتقد روحاني أن إيران تلعب دوراً بارزاً على نحو متزايد في الساحة الدولية ولها تأثير متصاعد على حل المشاكل الإقليمية والدولية. ولا يوجد لدى المرشحين المتبقين، استنادا إلى بياناتهم السابقة للانتخابات، أي برنامج العمل المحدد على الصعيد الدولي.
يوميات أوراسيا: هل ستؤثر نتائج الانتخابات على العلاقات مع الغرب وروسيا؟
لانا راوندي-فداعي: أعتقد أن إقامة العلاقات مع الولايات المتحدة تعتمد أساساً على سياسة أميركا تجاه إيران. لا يمكن أن تكون العلاقة من جانب واحد، ولكن إيران تفي بجميع تعهداتها بموجب الاتفاق النووي، وأن الولايات المتحدة لم تفرج عن جزء من الأصول الإيرانية المجمدة، ومع ذلك، تتبع الدول الأوروبية فيما يخص للعقوبات نهجاً مشابهاً للسياسة الأمريكية.
وبطبيعة الحال، فإن روحاني يفضل التقارب مع الغرب، وأن فوزه سيضمن الاستقرار في المنطقة.
إذا تولى رئيسي السلطة، فإن الوضع يمكن أن يتغير جذرياً، لأن هذا الشخص، على الرغم من أنه هو مرشح مستقل، وأنه لا يمثل معسكر المحافظين وعلى كل حال ينتمي إلى معسكر المحافظين الراديكاليين. ترحب الوسائل الإعلامية العربية والإسرائلية اليوم بفوز رئيسي وفي رأيها "كلما يزيد الوضع أسوأ يكون أحسن" و "ليأتي رئيسي سنرى صورة حقيقية لإيران وستقضى عليها".
وأما روسيا فالعلاقات بين البلدين ستكون مستقرة بصرف النظر عن شحصية الرئيس المنتخب لأن كلا البلدين يمارسان التأثير المباشر على التطورات الجيوسياسية في المنطقة ويحددان مسارها. ولم يتغير مستوى العلاقات بين إيران وروسيا ولهما مصالح حيوسياسية مشتركة ومصالح مشتركة في ضمان الأمن لمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط.
اجرت الحوار ناتاليا قولييفا
الترجمة: د. ذاكر قاسموف