في اليوم التالي، بعد إعادة انتخابه في رئاسة الجمهورية في شهر مايوالماضي، أكد الرئيس الايراني حسن روحاني على ما ورد في برنامجه الانتخابي - انه سيجد وسيلة لتحرير البلاد من العقوبات التي قوضت على اقتصادها. ومع ذلك، فإن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب والمشرعين الامريكيين يبذلون قصارى جهودهم لتعقيد مهمة الرئيس الإيراني.
أجري القسم الروسي ليوميات أوراسيا حديثاً حصرياً مع الباحثة في الشئون الإيرانية في معهد الدراسات الشرقية بالأكاديمية الروسية للعلوم الدكتوراه لانا رافاندي-فداعي حول كيفية وفاء الرئيس المنتخب لإيران روحاني بوعده الرئيسي في الانتخابات حول رفع العقوبات.
يوميات أوراسيا: كيف يتمكن الرئيس روحاني من رفع العقوبات من إيران؟ وكان هذا الوعد الرئيسي لحملته الانتخابية. إلى هذا الحين، نلاحظ أن ترامب يعقد الوضع، وخصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار جولته الخارجية الأولى ازداد العقوبات أكثر.
لانا رافاندي-فداعي: إذا نظرنا إلى خطة العمل الشامل المشترك فيتبين أنه ستتم إزالة العقوبات من إيران تدريجياً وهذا ما ورد في اتفاق بشكل واضح وجلي. أعرب الشعب الإيراني بانتخاب روحاني عن موقفه الملتزم لشروط الاتفاق النووي. نعم، ووصول ترامب إلى السلطة زاد العلاقات بين ايران والولايات المتحدة توتراً إلى حد كبير. اشتدت لغة رئيس الولايات المتحدة بخصوص ايران. وجه ترامب ضربته الأولى وهو إصدار المرسوم حول "حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة." وشمل الحظر مواطني دول مثل اليمن والصومال وسوريا والعراق وإيران.
كان الإيرانيون الأكثر تضرراً وشمل مرسوم حتى الناس الذين لديهم البطاقة الخضراء. وكان من المفترض أن يجري مفعول المرسوم لمدة 120 يوماً. ولكن، على الرغم من أهواء ترامب، لم توافق المحكمة العليا على القرار. ونرى هنا أن ترامب لم يتمتع بسهولة الحركة في الولايات المتحدة. وقد وصف القرار بشأن اللاجئين ك"خيانة للقيم الأمريكية". كما أثيرت الضجة الكبيرة بسبب إطلاق الصاروخ الباليستي لإيران في بداية عام 2017 وبدأ ترامب يهدد برد عسكري مخيف على التجارب الصاروخية. ومع ذلك، سرعان ما، اعترف السكرتير الصحفي للبيت الأبيض أن إطلاق الصواريخ الإيرانية لم ينتهك الاتفاق النووي.
أما جولة ترامب وصداقته الوثيقة مع الدول مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية، هذا يسبب انزعاج الإيرانيين. ولكن كما قلت من قبل، ترامب رجل أعمال. وحتى الآن، على الرغم من حقيقة أنه ادعى أن خطة العمل الشامل المشترك أو "بارجام" (كما يطلق عليه الإيرانيون) كارثة تاريخية لمصالح الولايات المتحدة، لكنه في نفس الوقت يدرك قوتها. وكانت جولة ترامب بنية الحصول على دعم أصحاب الحل والعقد في البلاد. بعد فوز ترامب انقسمت أمريكا إلى معسكرين. يعلم الجميع بأنه اللوبي الإسرائيلي والسعودي في الولايات المتحدة لديهما تأثير قوي على السياسة الداخلية والخارجية لأمريكا.
كان الهدف من جولة ترامب هو الحصول على الدعم لأصحاب الحل والعقد في البلاد. قد فرض ترامب مرتين عقوبات على إيران. شملت العقوبات الأولى خمسة وعشرين منظمة وفرداً، من بينها الشركات العاملة في إيران والصين ولبنان والإمارات العربية المتحدة. تم إعداد هذه القائمة في عهد باراك أوباما وهذه العقوبات لا علاقة لها بالاتفاق النووي، وكانت بعض الشركات تخضع لعقوبات من قبل. ومن الجدير بالذكر أنه بعد كل 120 يوم تتم إعادة النظر في مسألة رفع العقوبات.
وكان يوم 17 مايو 2017 فرصة لإعادة فرض العقوبات على البرنامج النووي الإيراني بموجب الاتفاق النووي، وولكن ترامب لم تستفد من هذه الفرصة. وقد فرض عقوبات جديدة على عشرة أشخاص في ايران وشخص واحد في الصين. وأعلنت إدارة ترامب أن ايران ملتزمة بالاتفاق النووي. ولم تضغط العقوبات المفروضة من قبل ترامب شأنها شأن العقوبات المفروضة على الأفراد بصورة شديدة ولا سيما على الوضع الاقتصادي الإيراني. نعم، من ناحية، نسمع تصريحات مدوية وتهديدات من ترامب مثل "حذرت إيران"، و "أسوأ صفقة في التاريخ". ولكن، من ناحية أخرى، باستثناء اللغة العدوانية، لا نرى بعد المؤثرات الأخرى التي قد تعقد الوضع.
يوميات أوراسيا: هل يقدر الرئيس روحاني على الوفاء بوعده آخذاً بالاعتبار الهيكل الحالي للسلطة الإيرانية؟ مع ذلك تواصل إيران التزامها بالاتفاق النووي. ماذا يمكن للرئيس أن يعمل لصالح بلاده؟
لانا رافاندي- فداعي: ترضخ سلطة الرئيس لسلطة الزعيم الديني والتي تتمتع بصلاحيات واسعة لإدارة البلاد. يؤدي الرئيس أساساً مهام السلطة التنفيذية. وعلاوة على ذلك تتم مراقبة نشاطه من قبل البرلمان (المجلس) ورئيس السلطة القضائية. لهاتين المؤسستين صلاحية لإقالة الرئيس من منصبه. الأهم في اختصاصات الرئيس، هوإعداد الميزانية الوطنية ومراقبة إجرائها، فضلاً عن المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لتنمية البلاد. ومع ذلك، فإن التصديق على هذه المشاريع يجري في البرلمان. يحتوي نطاق صلاحيات رئيس الجمهورية على توقيع المعاهدات والاتفاقات بين إيران وغيرها من الدول. وفقاً للدستور انه يمثل البلاد في الساحة الدولية.
إذا تحدثنا عن اختصاصاته الكافية لوضع الاستراتيجية لتنفيذ الوعود المقطوعة. انطلاقاً من ولايته الأولى، والتي أدت إلى نتائج إيجابية وخبرته في المناصب المختلفة، فإنه يمكن أن يفترض أنه قادر بالتأكيد على عرض خيارات فعالة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد. وعلى كل حال يجب علينا ألا ننسى أن روحاني يسمى ب"شيخ الدبلوماسية". ويحمل هذا اللقب منذ 2003 وكذلك بفضل صحيفة "شرق"، وبسبب نجاحه في المفاوضات النووية مع الدول الأوروبية، عندما كان يشغل منصب رئيس المجلس الاعلى للامن الوطني خلال فترة رئاسة خاتمي.
ألف حسن روحانى عدداً كبيراً من الكتب والمقالات حول قضايا الأمن القومي والعالمي والسياسة الخارجية والداخلية لإيران، والبرنامج النووي للبلاد، علم الإلاهيات الشيعية. لديه درجة الدكتوراه العلمية في القانون، بما في ذلك، دافع عن أطروحة الدكتوراه في اسكتلندا، وكان يترأس المركز للدراسات الاستراتيجية ذي النفوذ الكبير. وهو يجيد عدة لغات أجنبية. ولديه القدرة على التفكير الاستراتيجي الفعلي. لذلك، أعتقد أنه الآن يبذل كل جهوده الممكنة للوفاء بما وعد للشعب.
يوميات أوراسيا: هل يمكن القول إن إيران مهتمة في التقارب مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات وتحسين اقتصاد البلاد؟
لانا رافاندي- فداعي: لا يمكن أن نرد بدل كل إيران. طبعاً في ايران معسكر محافظ قوي جدا، وأنه يعارض أي تقارب لايران مع الولايات المتحدة، وكذلك جعل بعض السياسيين في الولايات المتحدة أنفسهم أشراراً وأعدى أعداء لإيران إلى الأبد. كما أثبت اقتصاد المقاومة الإيرانية بالفعل فعاليته، ويتحمل تأثير العقوبات. أعتقد أنه على كل حال أن معسكر الإصلاحيين الليبراليين يرغب في التقارب وتعزيز العلاقات للحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة أكثر مما لرفع العقوبات.
أجرت الحديث الصحفية ناتاليا غولييفا
الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف