أدلى السفير السابق لهولندا في أذربيجان وتركيا وإندونيسيا وألمانيا ومصر والعراق والمبعوث الخاص السابق لهولندا لسوريا نيكولا فان دام بالصريحات حصرياً ليوميات أوراسيا.
سيؤدي الاستفتاء على استقلال كردستان العراق، والذي صوتت الأغلبية الساحقة من المشاركين فيه للاستقلال، حتما إلى إلهام عدد من الحركات القومية الكردية الأخرى في البلدان المجاورة حيث تمثل الأقلية الكردية بأعداد كبيرة - أي تركيا وإيران وسوريا. ومع ذلك، فإن التصويت على الاستفتاء كان لم يشمل فقط المنطقة العراقية الخاضعة للحكم الذاتي الكردي الفعل، والتي تديرها حكومة إقليم كردستان. كما صوت الناخبون الذين صوتوا أيضا "لصالح" استقلال المناطق التي لم يتشملها الحكم الذاتي ولكنها تقع تحت تسيطر القوات المسلحة الكردية.
ويدعي الأكراد بمنطقة كركوك الغنية بالنفط على مدى العقود، وأنهم لن يلن يتركونها طوعا. وقال الرئيس مسعود بارزاني إنه يريد إجراء محادثات السلام مع بغداد حول هذه المسألة. ولكن ماذا لو لم تتراجع بغداد، كما كان متوقعا، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأراضي المتنازع عليها خارج المناطق الكردية المستقلة رسميا؟
وتعتبر حكومة العراق أن هذا الاستفتاء غير دستوري، وبالتالي ترفض أي حوار بشأنه. بيد ان كلا الجانبين لا يريدان الحرب وخاصة بعد اراقة الدماء التى وقعت بالفعل فى العراق منذ سنوات عديدة. ومع ذلك، فإن الاستقلال الكردي سيظل أولوية للأكراد. يمكن تأجيل مسار الحركة القومية، ولكن لا يمكن إيقافها تماما.
يتناقض دعم إسرائيل لاستقلال الأكراد في العراق تناقضاً شديداً مع رفض إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. على ما يبدو، تعتبر إسرائيل الخلافات الأخرى في المنطقة العربية مفيدة لها من الناحية الاستراتيجية، بغض النظر عن الأضرار والدمار المحتملة. ومع ذلك، فمن المشكوك فيه ما إذا كانت الصراعات في المنطقة العربية في صالح إسرائيل حقا.
وترفص أغلبية الدول الأخرى الاستفتاء على الاستقلال، ويدعي البعض أن "الوقت غير مناسب لذلك". ولكن متى يأتي الوقت لتلك الدول التي ترفض الآن الاستقلال الكردي في العراق؟
تمزعج بغداد وكردستان العراق جدا لبدء حرب بينهما. وقد أثبت الماضي أنه من الصعب للغاية على بغداد فرض السيطرة على الجبال الكردية. ومن ناحية أخرى، يفهم الأكراد العراقيون أن هذه المرة لن تدعمهم بلدان إقليمية أخرى مثل إيران وتركيا في نضالهم من أجل الاستقلال، بل ستفرض هذه البلدان القوبات الشديدة عليها بشدة وربما أنها ستكون خانقة لكردستان العراق خلال بعض الوقت.
وعلى كل حال، لاشك في فإن التعصب القومي الكردي سيواصل نموه ليس فقط في العراق، بل أيضا في البلدان المجاورة. وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الصراعات وعدم الاستقرار، وحتى تنازلت بغداد لمطالب أكراد العراق، أو رفضت الامتثال لها. وفي جميع الأحوال، ينبغي للأحداث الجارية في كردستان العراق أن تزيد من تحفيز القومية الكردية في المناطق الكردية في البلدان المجاورة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من تصعيد الصراعات.