سيمور ممادوف
الحوار الصحفي مع الخبير الصيني في شئون آسيا الوسطى السيد خان غاو
- وقع وزير التجارة لجمهورية الصين الشعبية تشونغ شان والوزيرة في الشئون التجارية باللجنة الاقتصادية الاورأسيوية فيرونيكا نيكيشينا يوم الاحد 1 اكتوبر بياناً مشتركاً عن الختام الرسمى للمحادثات حول التعاون التجارى والاقتصادى بين الصين والاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي. ما مدى أهمية هذا الاتفاق بالنسبة للصين والاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي ؟
- علي أن أشيرإلى المفاوضات حول الاتفاق التجاري والاقتصادي بين الصين والاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي والتي بدأت رسميا في يونيو 2016. ومنذ ذلك الحين، عقدت خمس جولات من المفاوضات بشأن الإجراءات الجمركية وتيسير التجارة وحقوق الملكية الفكرية والتعاون بين الوكالات والتجارة الإلكترونية وغيرها من القضايا حتى يومنا هذا. وفي عام 2015، وخلال اجتماع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الروسي بوتين في موسكو، بدأ رؤساء البلدين بالفعل في مناقشة التعاون على مستوى "حزام واحد - طريق واحد" والاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي. وهذا البيان المشترك بطبيعة الحال مهم جدا، بتمثيله المرحلة القادمة للتعاون، وهذا الاتفاق سيعزز التعاون بين المبادرة الصينية "حزام واحد - طريق واحد" والاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي ولا سيما في مجالات رفع الحاجز الجمركي وخلق مناخ ملائم للتنمية الصناعية وما إلى ذلك.
وفى الوقت الحاضر هناك العديد من مشاريع التعاون بين الصين والدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي ، بيد ان هذا التعاون يجري في الواقعة بين الدول. وأنا واثق من أن تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين والاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي سيؤثر إيجابياً على الأوضاع الاقتصادية للدول الأعضاء في هذه الرابطة التكاملية.
تشير المعلومات الصادرة عن إدارة الجمارك الصينية، من بداية العام حتى شهر يوليو، إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي بلغ 54.24 مليار دولار، وازداد بنسبة 35.3٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. في النصف الأول من هذا العام ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين بنحو 26٪، وحجم الصادرات من الصين الى روسيا لفترة 6 أشهر من هذا العام بنسبة 22.2٪، وحجم الواردات لنفس الفترة ب29.3 ٪. ويبدو نمو التجارة بين الصين وكازاخستان والصين وبيلاروس والصين وقيرغيزستان أيضاً.
وتبين الأرقام أن حالة الأسواق لا تزال إيجابية. وسوف يكون النصف الثاني من العام أكثر من 15-20٪ على الأقل أو أكثر مما كان النصف الأول من العام. وبالتالي، يمكننا أن نخلص أنه هناك إمكانيات كبيرة للتعاون بين الصين والاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي، وهذا الاتفاقية ستكشف عن مزيد من هذه الإمكانيات .
- هل يمكنك أن تحدد المبلغ الذي تنوي الصين استثماره في التجارة والتعاون الاقتصادي مع الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي ؟
- من الصعب بالنسبة لي أن أذكر أرقام محددة، ولكن بالنسبة لمجالات محددة من التعاون، فإنها يمكن تقسيمها إلى مجالين. المدال الأول يشمل الصناعات التقليدية، على سبيل المثال، والبنية التحتية والطاقة والنقل غيرها. وقد أكتسبت تجربة هائلة بالفعل في هذا المجال وتنفيذ المشاريع بنجاح فيه هو مثال حي. وفي نهاية آب / أغسطس، وضعت اللجنة الاقتصادية للاتحاد الاقتصادى الاورأسيوي بالفعل قائمة برامج التعاون في مجال البنية التحتية. وتشمل هذه القائمة 39 برنامجاً للتعاون، بما في ذلك برنامج الطريق السريع بين أوروبا وغرب الصين والذي يبلغ طوله 8445 كيلومترا. وقد صدق وزراء هذه الدول الأعضاء على هذه القائمة.
المجال الثاني، يجب علينا ألا ننسى أنه في السنوات الأخيرة، تنمو الصين بسرعة في الكثير من الصناعات الجديدة على أساس التكنولوجيات المتقدمة والتي تلعب دوراً متزايد الأهمية في تنمية الاقتصاد الصيني بالإضافة إلى الصناعات التقليدية. ولذلك، ستشمل خطط التعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأورأسيوي المجالات الجديدة، مثل الاقتصاد الرقمي، والتجارة الإلكترونية عبر الحدود والتي ستكمل هذه الخطط للتعاون.
- ما هي أهداف بكين في التعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأورأسيوي؟
- يمر الحزام الاقتصادي الممثل بطريق الحرير عبر أراضي الاتحاد الاقتصادي الأورأسيوي. لذلك من الضروري والمهم جدا للصين أن تطبع العلاقات مع دول الاتحاد الاقتصادي الأورأسيوي وهذا يمكنها من تجنب المنافسة. ويتوافق التعاون مع المصالح المشتركة للصين وبلدان الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأورأسيوي.
- في رأيك، هل هناك التحديات لسوق الاتحاد الاقتصادي الأورأسيوي وأن تملئها السلع الصينية أكثر رخيصة ؟
- لا، انه ليس كذلك. بصراحة، هذا الرأي غير المعقول موجود بالفعل منذ سنوات عديدة، ويوضح الخبراء الصينيون والأجانب في غضون سنوات عديدة أن هذا الرأي خاطئ. لم تنتج الغالبية المطلقة من المنتجات الصينية المصدرة إلى السوق في المنطقة نفسها. ولذلك، فإن تصدير السلع الصينية على نطاق واسع إلى دول الاتحاد الاقتصادي الأورأسيوي يغني فقط أسواق دول الاتحاد الاقتصادي الأورأسيوي.
- بدأت شركات السكك الحديدية الوطنية لروسيا وبيلاروس وكازاخستان فى العمل على مشروع ممر"اوراسيا" السريع الذى يربط الصين واوروبا الغربية. وسوف يمر خط سكة الحديد من بكين عبر أستانا وموسكو ومينسك الى برلين. كيف تقدر آفاق تطوير هذا المشروع؟
- لهذا المشروع، بطبيعة الحال، منظور جيد جدا. وبالنسبة للصين، فهو ممر إلى أوروبا كلها. لدى السكك الحديدية بالمقارنة مع وسائل النقل الأخرى ميزات في مجالات التكلفة الأولية والوقت وما إلى ذلك. يساهم مد السكك الحديدية في توسع سوق السلع الصينية في أوروبا. حاليا، أكثر من 80٪ من شحن السكك الحديدية الصينية يمر إلى أوروبا عبر كازاخستان. تدرك المقاطعات الصينية العديدة الآن أهمية السكك الحديدية الواصلة إلى أوروبا. في المستقبل، سيتوجه المزيد من القطارات إلى أوروبا، ونتيجة لذلك ستكون السكك الحديدية العابرة لروسيا وبيلاروس وكازاخستان واحدة من الخيارات الهامة.
- كيف تتطور علاقات الصين مع دول آسيا الوسطى اليوم؟
-إن العلاقات بين الصين ودول آسيا الوسطى جيدة جدا. لدينا علاقة متبادلة المنفعة. تعد آسيا الوسطى ساحة هامة لتحيق مبادرة "حزام واحد - اتجاه واحد" وهي ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للصين. ويمكنني القول إن التجارة السنوية الإجمالية بين الصين وبلدان آسيا الوسطى قد زادت على مدى 25 عاماً بقدر 60 ضعفاً أو من 500 مليون دولار إلى 30 مليار دولار. ومن بين المشاريع الرئيسية في قطاع النقل أود أن أذكر الطريق السريع "غرب الصين وأوروبا الغربية" نفق السكك الحديدية عبر معبر "كامتشيك" الجبلي على خط السكة الحديد "أنغرين-باب" والطريق السريع "بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان". وفى الوقت الحالى من المقرر مد خط سكة الحديد "قيرغيزستان - اوزبكستان".
ويختلف مستوى التنمية فى دول اسيا الوسطى، ولذلك فان تعاون الصين مع هذه الدول يختلف حسب حالات ملموسة. على سبيل المثال، اقتصاد كازاخستان هو على مستوى عال نسبيا، لدينا مجالات مشتركة كثيرة للتعاون، على سبيل المثال في قطاع النفط والغاز ويتعاون الطرفان الآن في تطوير صناعة النفط والغاز. تم تصدير النفط والمنتجات النفطية والغاز أيضا من كازاخستان إلى الصين بمبلغ حوالي 54 مليار دولار خلال مدة 10 سنوات.
وفي قيرغيزستان وطاجيكستان يشمل التعاون مع الصين أساساً مجالات النقل والكهرباء والبنية التحتية وما إلى ذلك. واليوم، تشهد قيرغيزستان والصين مرحلة جديدة في تطورتعاونهما. ومنذ عام 1992 وقعت الصين وقيرغيزستان اكثر من 200 وثيقة واتفاقية تتعلق بالعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والفنية. وبلغ متوسط حجم التداول بين الدولتين 1 مليار دولار. اعتباراً من عام 1992 حتى يومنا هذا، منحت الصين قروضا بمبلغ 1.8 مليار دولار لقيرغيزستان.
وقد أقامت الصين اليوم علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع كازاخستان وأوزبكستان وغيرهما من دول المنطقة. وستعزز هذه العلاقات في المستقبل أيضاً.
