تفيد يوميات أوراسيا أن المحامي أرمني الأصل المعروف بسيئة السمعة لدى الجمهور في موسكو روبن كيراكوسيان فشل في محاولته الثانية في جلب المؤرخ الروسي أوليغ كوزنيتسوف إلى المسؤولية الجنائية.
اكتسب روبن كيراكوسيان السمعة السيئة في شهر أغسطس/آب من هذا العام، عندما خاطب لجنة التحقيق لروسيا بطلب الملاحقة الجنائية للمؤرخ الروسي الشهير والمحلل السياسي أوليغ كوزنيتسوف بسبب بحثه العلمي "تاريخ الإرهاب الأرمني الدولي في القرن العشرين."
ولكن في يوم 4 أكتوبر قررالمحقق في القضايا الهمة خاصةً لإدارة التحقيق للمنطقة الإدارية الغربية في موسكو اندريه بيرلوف على أساس الفحص النفسي واللغوي قرر برفض الدعوى الجنائية، لأن محتويات الكتاب وتصرفات أوليغ كوزنيتسوف تخلو عن أي مؤشرللجريمة.
خاطبت هيئة تحرير يوميات أوراسيا السيد أوليغ كوزنيتسوف نفسه لمعرفة تفاصيل الدعوى الثانية ضده والرفض الآخر لجلبه إلى المسؤولية الجنائية.
- السيد أوليغ، نهنئكم على الرفض الثاني لرفع القضية الجنائية ضدكم. ونحن نعلم أن الدعوى الأولى تتعلق بدراستك ل"تاريخ الإرهاب الأرمني الدولي في القرن العشرين". أخبر، من فضلك، قراءنا بما كان البيان الثاني متعلقاً؟
- وهذه المرة كانت القضية مرتبطة بمنشوراتي ومقابلاتي في صحافة أذربيجان، وكأنها تشعل صراعات إثنية في روسيا. في هذه المرة خلال ثلاثة أسابيع درس الخبراء النصوص ثم قيل إنني رجل مذعن للقانون، ولا يثير العداء بين الشعوب وأنه كان انتقاداً عادلاً للنظام السياسي الحاكم في أرمينيا، لأنه لا سر لأحد في العالم أن النخبة السياسية برمتها في هذا البلد هي من القادة الميدانيين السابقين في الجماعات المسلحة غير الشرعية من الانفصاليين الأرمن في قاراباغ الجبلية والذين يعتبرون بموجب القانون الروسي إرهابيين دوليين.
- هل كان شخص واحد يتصرف ضدك أو هناك أشخاص مختلفون موحدون من قبل اللوبي الأرميني؟
- منذ البداية في محاولة لملاحقتي في لجنة التحقيق الروسية شارك شخصان أحدهما كان دائما في الواجهة، وهو المحامي روبن كيراكوسيان والثاني المحقق العسكري السابق والآن المحام المدني كارين نيرسيسيان الذي كان في الظل، ولكن كان يدير العملية وفي حال نجاح العملية قد يحصل على كل مجد، والثاني على الأرباح المالية والسياسية الرئيسية في شكل منصب رفيع في الهيكل الإداري للوبي الأرمني في روسيا.
لا أستطيع أن أسميهم اللوبي الأرمني، لأنهم لم يداقعوا عن مصالح شعوبهم، بل فقط عن مصالحهم الخاصة في إدارة هذا الشعب. ويكفي القول بأن كارين نيرسيزيان عدة مرات سافر إلى يريفان أثناء التحقيق. لا أستطيع أن أقول على وجه اليقين ما هو الغرض من هذه الزيارات، ولكن حقيقة أنه اجتاز حدود روسيا أكثر من مرة. وهذا أمر مؤكد. ولا أعتقد أن مصالحه الخاصة هي التي أجبرته على زيارة أرمينيا في كثير من الأحيان.
- ماهو قصدهم من ملاحقتك؟
منذ البداية، انهم يحاولون تحييد الآثار التي أتركها في المجتمع الروسي وليس فقط فيما يتعلق بنقد الإرهاب الأرمني ونظام احتلال الأراضي الأذربيجانية من قبل الأرمن. لقيت كلماتي صدى في عقول وقلوب الناس، والتي تمنع القوميين الأرمن من ممارسة سياساتهم، حتى أنهم فعلاً بحاجة إلى تشويه سمعتي بأي وسيلة كانت، ثم من خلال الكذب الكبير لتبديد الآثار الكبيرة التي تركتها في الناس.
- هل تعتقد، أنهم سيلجئون إلى وسائل أخرى للضغط عليك غير تلك البيانات؟
- حسب معرفتي لأساليب عمل الداشناك، لم أشك أبداً في أنهم يعتبروني "العدو رقم واحد لأرمينيا" في روسيا، ومن فهمهم للعالم وسيقومون كل ما في وسعهم لتعقيد حياتي على أقصي حد. كذا تعاملوا كلاً من كان غير مناسب لهم. لذا سأكون مندهشاً للغاية إذا تراجع نيرسيسيان وكيراكوسيان وشركاؤهما عن مواقفهم، لأن هؤلاء الناس غير قادرين على شيء آخر غير تقديم شكوى إلى السلطات. ولا أستغرب بأنهم اتهموني بالولاء لدبلوماسية الكافيار مشيرين بذلك الى العلاقات الفاسدة مع أذربيجان.
وستستمر ملاحقتي من قبل الأرمن ليس فقط خلال حياتي، ولكن أيضا بعد وفاتي. وأدركت هذه الحقيقة من خلال دراسة القضية. الآن سوف يقاتلونني، ثم ضد كتبي. واستناداً إلى هذا الفهم للواقع، بالنسبة لي هناك طريقة واحدة فقط لمزيد من الوجود والتي صاغها جاكي شان في فيلم "لا تستسلم ولا تتخلى". وفيما يتعلق بالاستفزازات الأرمنية، سأستجيب دائماً من منطلق القوة، في إطار القانون وبأقصى قدر من العلنية. القوة والقوانين والحقيقة هي تلك المهيمنات الثلاث التي يتراجع الأرمن أمامها دائماً.
- هل تنوي تقديم الدعوى المعارضة؟
أنا لا أستطيع أن اجيب على هذا السؤال الآن. وبينما أعتزم اعتماد الحماية في الساحة الإعلامية، وأفضل دفاع، كما تعلمون، هو هجوم. سأسافر قريباً إلى بروكسل، حيث سأشارك في المؤتمر الدولي حول مكافحة النزعة الانفصالية. وفي إطار هذا الحدث، من المقرر عرض دراستي "تاريخ الإرهاب الأرمني الدولي في القرن العشرين"، التي أثارت الاهتمامات في أوروبا بفضل تصرفات كيراكوسيان ونرسيسيان بقوة جديدة. وبطبيعة الحال، سوف أتخذ قرارات رفض فتح القضايا الجنائية في حقي، لكي يعرف الأوروبيون أن الفكر المعارض لم يعاقب بموجب القانون في روسيا .
في نيتي أيضاً إخراج الفيلم الوثائقي على أساس الدعوى التي رفعها كيراكوسيان علي. وسيطلق عليه اسم "دعاة الإرهاب الأرمني". أحد المشاكل هو أنه في الوقت الحاضر ليس لدي المال الكافي لإنتاج الفيلم.
الصحفية: ناتالي كولييفا
الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف