بعد 7 سنوات من "ثورة الياسمين".. ما تحقق وما تسبب في احتجاجات 2018

خشى محللون إمكانية استغلال أطراف خارجية للاحتجاجات الحالية، خاصة وأن الثورة التونسية الوحيدة التي نجت من السيناريوهات المأساوية التي عرفتها دول الربيع العربي

تحليلات 09:20 14.01.2018

بين يناير 2011 و2018، 7 سنوات انقضت على اندلاع الثورة التونسية، وما بين التاريخين، تتأرجح مشاهد الاحتجاجات والمواجهات العنيفة بمختلف الشوارع والمدن، لترسم صورة متشابهة الشكل مختلفة السياق والمضمون.

غير أن القاسم المشترك بين الزمنين؛ يظل استمرار الفقر والبطالة في المناطق الداخلية الأكثر عزلة، رغم محاولة الحكومات المتعاقبة تطبيق "التمييز الإيجابي" لصالح هذه المناطق الواقعة بمعظمها غربي وجنوبي البلاد.

ويمكن تلخيص أهم ما تحقق وما لم يتحقق بعد 7 سنوات من «ثورة الياسمين"، فيما يلي:

** ما لم تحققه الثورة وساهم في تفجير احتجاجات 2018

1- الفقر ونقص التنمية

حين أحرق محمد البوعزيزي نفسه في سيدي بوزيد (وسط)، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010، لم يكن ذلك سعيا منه للإطاحة بنظام بن علي، أولإشعال فتيل الربيع العربي، بقدر ما كان رفضا للظلم ولقطع مصدر رزقه (عربة لبيع الخضار).

ومن البوعزيزي، اندلعت شرارة ثورة تحمل طابعا اجتماعيا، ذي صلة بالبطالة ونقص التنمية، خصوصا بالمناطق الداخلية الغربية والجنوبية، قبل أن يتخذ الحراك حينها طابعا سياسيا.

بدورها، تنبع الاحتجاجات الحالية التي تهر تونس، من أسباب اجتماعية واقتصادية، مرتبطة مباشرة بزيادة أسعار بعض المواد الأساسية مطلع 2018.

غير أن الامتداد الزمني لهذه الاحتجاجات قد يحولها لحراك نوعي، ويضمنها مطالب سياسية، خاصة وأن أحزاب مثل الجبهة الشعبية (تكتل لأحزاب يسارية وقومية 15 نائب/ 217)، والتيار الديمقراطي (3 نواب/ معارض) لم يخفيا دعمهما للاحتجاجات.

2- بطالة مرتفعة

في 2017، بلغت نسبة البطالة بتونس، نحو 15.3 بالمائة، وترتفع إلى نسب أعلى في أوساط الشباب، وتزداد نسبتها أكثر في المناطق الغربية والداخلية والجنوبية، وتمثل إحدى العقبات الرئيسية التي أخفقت 9 حكومات متتالية بعد الثورة في تقليصها إلى نسب مقبولة.

3- أزمة اقتصادية خانقة

رغم محاولة تونس بعد الثورة الخروج من أزمتها الاقتصادية، إلا أن الوضع تأزم أكثر بسبب الاحتقان السياسي والضربات التي وجهها الإرهاب لقطاعها السياحي، الذي يمثل أحد ركائز اقتصادها، قبل أن ينتعش نسبيا في 2017.

كما أن الاحتجاجات أضرت كثيرا بالقطاعات الرئيسية لاقتصاد البلاد، مثل الفوسفات والبترول الذي تنتج منه البلاد كميات محدودة.

4- استمرار تفشي الفساد

أحد الأسباب التي قامت عليها الثورة التونسية كانت محاربة الفساد، إلا أنه وبعد 7 سنوات، ورغم إعلان الحكومة بقيادة يوسف الشاهد، الحرب على الفساد، إلا أن قناعة راسخة تتملك التونسيين حتى اليوم بأن "الفساد لم يكافح بالشكل الكافي".

وفي هذا الصدد، يقول شوقي الطبيب، رئيس الهيئة التونسية لمكافحة الفساد والحوكمة (دستورية مستقلة)، في تصريحات إعلامية سابقة، إن "70 بالمائة من مشاكل تونس كان بالإمكان تجاوزها في حال قاومنا الفساد".

** إنجازات الثورة

1- التداول على السلطة عبر منافسة مفتوحة

قبل الثورة، لم يكن بالإمكان التداول على السلطة عبر انتخابات مفتوحة، ورغم أن تونس شهدت انتخابات في هذه المرحلة، إلا أنها كانت محسومة مسبقا، ما يعني أن أهم إنجاز حقته الثورة لشعبها هو تمكينه من انتخاب ممثليه بشكل ديمقراطي.

2- صحافة حرة

بعدما كانت الصحافة العمومية والخاصة خاضعة لرقابة السلطة، أصبح الإعلام أكثر حرية وتنوعا، وصنفه تقرير مراسلون بلا حدود، في المرتبة الأولى عربيا (دون احتساب موريتانيا وجزر القمر).

3- العدالة الانتقالية وحقوق الإنسان

شكلت تونس، في 2014، هيئة الحقيقة والكرامة (دستورية مستقلة)، بهدف الإشراف على تطبيق قانون العدالة الانتقالية، والنظر فيما يتردد من تجاوزات حقوق الإنسان بين الأول من يوليو/ تموز 1955 و24 ديسمبر/ كانون أول 2013، تاريخ صدور هذا القانون.

4- حق التظاهر

وهو من الحقوق التي حصل عليها التونسيون بعد الثورة، حيث كان التظاهر محظورا زمن بن علي، إلا في نطاق ضيق.

لكن في السنوات السبعة الأخيرة، شهدت تونس عدة تجمعات ومظاهرات حمتها الشرطة بدل قمعها، رغم أن هذا الحق أصبح محل جدل بسبب لجوء بعض المحتجين إلى العنف.

5- الحجاب

كان الحجاب في عهدي بورقيبة وبن علي، محظورا بنص القانون رقم 108 الصادر في 1981، حسب القيادية في حركة النهضة فريدة العبيدي، لكن بعد الثورة تم إسقاط هذا القانون، وأصبح الحجاب "حرية شخصية" للنساء التونسيات.

** الإرهاب عقبة بوجه الاستقرار

قبل الثورة، كانت تونس تنعم إلى حد كبير بالأمان، رغم وقوع عمليات إرهابية محدودة، لكنها بعد يناير 2011، تعرضت لعدة ضربات إرهابية استهدفت سياسيين ورجال أمن وعسكريين وسياح أجانب.

كما حاول تنظيم "داعش" الإرهابي تأسيس إمارة له في بن قردان (جنوب شرق)، كما تتمركز كتيبة عقبة بن نافع، التابعة لتنظيم القاعدة في جبال الشعانبي (غرب)، فيما عاد مئات التونسيين من مناطق التوتر في ليبيا وسوريا والعراق، ما أثار قلق الناس من تزايد مخاطر التهديد الإرهابي.

أما خارجيا، فلم تحض الثورة التونسية بدعم أطراف دولية على الأغلب، لأنها كانت مفاجئة وغير متوقعة وسريعة (قرابة شهر).

لكن اليوم، يخشى محللون إمكانية استغلال أطراف خارجية للاحتجاجات الحالية، خاصة وأن الثورة التونسية الوحيدة التي نجت من السيناريوهات المأساوية التي عرفتها دول الربيع العربي مثل ليبيا ومصر وسوريا واليمن.

ويمكن القول أنه بعد 7 سنوات من الثورة، حقق التونسيون قفزات على المستوى الديمقراطي والحريات العامة، لكنها على الصعيد الاقتصادي لازالت تراوح مكانها إن لم تتراجع قليلا.

في حين يمثل مكافحة الفساد تحديا كبيرا وإن قطعت فيه الحكومة خطوات عديدة، إلا أن الطريق أمامها مازال يبدو بعيدا.

 

 

 

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
جميع الأخبار