ما واقعية فكرة "تبادل الأرض" بين الفلسطينيين وإسرائيل؟

فكرة قديمة طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا في خطابه الأخير بمجلس الأمن، لكن خبراء يرونها تفتح شهية إسرائيل لمواصلة الاستيطان.

تحليلات 11:00 25.02.2018

عادت فكرة "تبادل الأراضي" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتطفو على السطح من جديد، بعدما طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه الأخير بمجلس الأمن الدولي.

عباس، أعلن في خطابه، الثلاثاء، قبول "تبادل طفيف للأرض بالقيمة والمثل بموافقة الطرفين"، من ضمن عدة بنود تشكل أُسسا مرجعية لأي مفاوضات قادمة.

وتقوم فكرة "تبادل الأراضي" على ضم القرى الفلسطينية داخل إسرائيل دون أراضيها الزراعية، بالإضافة إلى مناطق في صحراء النقب (جنوب إسرائيل) إلى الدولة الفلسطينية، وبالمقابل ضم المستوطنات الرئيسية المقامة داخل حدود 1967 إلى إسرائيل.

ويعتقد مراقبون أن طرح الفكرة لن يقود إلى تطبيقها على أرض الواقع، بقدر استغلالها تمهيدا للعودة إلى جولة جديدة من المفاوضات، فيما ستستغلها إسرائيل لتبرير البناء الاستيطاني.

ووفقا للكاتب والمحلل السياسي غسان الخطيب، فقد أصبحت مسألة تبادل الأراضي جزءا من الموقف السياسي، والسياسة الرسمية الفلسطينية.

وبيّن لوكالة الأناضول أن أصل الفكرة كان بهدف معالجة حقيقة وجود مستوطنات إسرائيلية كبيرة على أراضي الضفة الغربية، ومن الصعب تفريغها وتفكيكها.

وأضاف: "الفكرة تقوم بالإبقاء على المستوطنات وضمها لإسرائيل، وفي المقابل، منح أراضٍ للفلسطينيين مساوية بالقيمة والمقدار والمساحة.

واستدرك الخطيب الذي كان عضوا في وفد مدريد للسلام عام 1991، بالقول: "إسرائيل استخدمت الفكرة لتبرير توسيع الاستيطان، وتبرير نشاطاتها الاستيطانية أمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".

واعتبر الخطيب أن تقديم هكذا فكرة يجب أن يكون من جانب وسطاء، لا أن تصدر من الجانب الفلسطيني.

ومضى قائلا: "يجب التوقف عن المطالبة بتحقيق الفكرة طالما أنه ليست هناك أي بوادر للحل، والعمل على طرح قائم على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وأولها إنهاء الاحتلال".

ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية (بما فيها القدس) عام 1967، أقامت إسرائيل عشرات المستوطنات الإسرائيلية، يعيش فيها اليوم نحو نصف مليون مستوطن.

متفقا مع الخطيب، اعتبر واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن الحديث عن تبادل الأراضي "سيفتح شهية الاحتلال لمزيد من التوسع في المستوطنات".

ورفض أبو يوسف في حديث لوكالة الأناضول، طرح مسألة التبادل للنقاش، فيما إسرائيل تواصل الاستيطان، وترفض أي حلول سياسية.

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، انبثقت الفكرة مما يعرف بـ "وثيقة جنيف" أواخر عام 2003، ضمن خطة للخروج من الأزمة التي نتجت عقب عملية "السور الواقي"، التي اجتاحت إسرائيل خلالها محافظات الضفة الغربية.

وقال إن الوفد الفلسطيني في جنيف طرح فكرة تبادل الأراضي بالقيمة والمثل والعمق، غير أن ذلك لم يطبق.

وأشار عوض في حديثه لوكالة الأناضول، إلى أن طرح تبادل الأراضي في حينه، كان يهدف لإرضاء الهواجس الأمنية الإسرائيلية، مقابل عدم التعدي على المساحات التي احتلت عام 1967.

وبين عوض أن الفكرة طرحت خلال جولات التفاوض الفلسطينية الإسرائيلية عبر السنوات الماضية، حتى باتت جزءا من "المزاج التفاوضي للطرفين".

قبول الرئيس "عباس" بتبادل طفيف، بحسب ما يرى عوض، هو محاولة لكسر الجمود في الواقع السياسي، لكن ذلك غير قابل للتطبيق.

وأضاف: "هي جزء من خطة قدمها الرئيس الفلسطيني للتصدي لصفقة القرن الأمريكية، لكن لن يأخذ أحد بها، كونها صدرت من الطرف الأضعف".

وتعد وثيقة جنيف إحدى الاتفاقيات غير الرسمية التي وقعتها شخصيات فلسطينية، مع وزير العدل الإسرائيلي السابق يوسي بيلين في سويسرا، ديسمبر / كانون الأول 2003.

ومن أبرز الشخصيات التي شاركت في صياغة وتوقيع الوثيقة، والتي طرحت فيها فكرة التبادل، ياسر عبد ربه، أمين السر السابق للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

غير أن عبد ربه يقر بأن الفكرة كانت "خاطئة"، وتصب في مصلحة إسرائيل فقط.

ويضيف عبد ربه في حديث خاص لوكالة الأناضول: "تَبين لنا أن هذا الطرح حول تبادل الأراضي لا هدف له سوى كسر حدود الرابع من حزيران عام 1967، والخروج عن القاعدة الدولية التي حددت ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي احتلتها في ذلك التاريخ".

واعتبر أن فكرة تبادل الأراضي هي "عملية خداع إسرائيلية، الهدف منها تبرير التوسع الاستيطاني، وضم أكبر مساحة من الضفة تحت اسم الكتل الاستيطانية".

وأضاف: "التبادل يعني مزيدا من التوسع على حساب الضفة، والسيطرة على الأغوار (شرق الضفة) بحجة الأمن، وإسرائيل ستقرر بعدها كيفية ونوع التعويض للفلسطينيين".

وتابع: "لا أرى أي ضرورة لطرح هذه المسائل من جديد، وذلك وقوع في الفخ الإسرائيلي".

وحول ماهية مصطلح "تبادل الأرضي"، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت صالح عبد الجواد، إن التبادل يطبق في مناطق النزاع، وقد يشمل تبادل الأرض والسكان.

وأوضح أن إسرائيل ستسعى من خلال التبادل إلى "السيطرة على مناطق حيوية، تضم أحواض مياه، وثروات أخرى، كما في منطقة الخليل (جنوب الضفة)، وتشكل بها كتلا استيطانية كبيرة، إلى جانب مواقع تحفظ من خلالها منظومتها الأمنية، كالأغوار".

وأضاف: "في المقابل تمنح (إسرائيل) الفلسطينيين مناطق قاحلة في (صحراء) النقب".

لكنه استدرك متسائلا: "لماذا نتحدث في تفاصيل تبادل الأرض، فيما إسرائيل ترفض الدخول في المفاوضات؟".

وتوقفت عملية التسوية السياسية فعليا منذ نهاية عام 2000، إثر فشل الجهود الأمريكية في إقناع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في التوصل إلى اتفاق نهائي، بسبب رفض إسرائيل تقديم تنازلات "حقيقية" تتيح إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ويقول الفلسطينيون إن عقد مفاوضات سياسية مع "اليمين الإسرائيلي" الذي يحكم البلاد منذ عام 2001 غير مجدية، كونه لا يؤمن بمبدأ "حل الدولتين" الذي تقوم عليه عملية التسوية.

وكانت آخر جولات المفاوضات قد انتهت في أبريل / نيسان 2014، بعد رفض إسرائيل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين قدامى، ووقف الاستيطان بالضفة الغربية.

 
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
جميع الأخبار