آنار صادقوف ، العالم السياسي الروسي، والخبير في شئون القوقاز والشرق الأوسط ، ودكتور الفلسفة (PH.D) في التاريخ، حصرياً ليوميات أوروأسيا.
قام أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة العمل إلى موسكو واجتمع مع الرئيس الروسي.
يصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ناقش زعيما الدولتين إمكانيات التعاون في مجالات الاستثمار والاقتصاد والطاقة والدفاع والشئون الإنسانية، فضلاً عن قضايا الساعة من جدول الأعمال الدولي، بما في ذلك الوضع في سوريا. وأشار فلاديمير بوتين إلى وجود مؤشرات إيجابية لنمو معدل التبادل التجاري، مضيفًا أنه تطور بشكل كبير خلال العام الماضي، على الرغم من أنه من حيث القيم المطلقة لا يتطابق مع قدرات البلدين. وقال تميم بن حمد، في المقابل إنه على مدى العامين الماضيين الذين مرا منذ اجتماعهما الأخير، تم تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وهناك ثقة متبادلة. وتتطلب طموحات الدولين التعاون بشكل أوثق. وبحسب كلامه، أن الدوحة تقدر مساهمة موسكو في تسوية القضايا الدولية وتعتمد على الشركاء الروس الذين يلعبون دوراً هاماً في الشرق الأوسط، في حل مشاكل العالم العربي الذي تربطها به العلاقات التاريخية.
العلاقات التجارية والاقتصادية لقطر
تم إيلاء الاهتمام الخاص لتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية. وفقا لدائرة الجمارك الفيدرالية لروسيا الاتحادية بلغت تجارة روسيا مع قطر 73.3 مليون دولار في عام 2017 ، بزيادة قدرها 24.38% مقارنة عام 2016. وبلغت الصادرات الروسية إلى قطر في عام 2017 إلى 49.8 مليون دولار ومنها 23.5 مليون دولار تمثل بشكل أساسي المنتجات الغذائية والمواد الخام الزراعية (76.84% من إجمالي صادرات روسيا إلى قطر). في هيكل الواردات الروسية من قطر في عام 2017 احتلت المنتجات الكيماوية (56.58%) والمنتجات المعدنية (43.25%) من إجمالي حجم الواردات الروسية جزءاً أكبر في الواردات.
وقال سفير قطر لدى روسيا فهد محمد العطية إن الدوحة تعتبر الاقتصاد الروسي أنه أمامه آفاق واسعة، مع القدرة الاستثمارية المطلوبة. لذلك فقد تم تخصيص 2 مليار دولارأمريكي للاستثمارات في الأسواق الروسية، بالإضافة إلى الاستثمار السابق في الشركات العاملة في مجال التعدين، من خلال صندوق قطر السيادي بالتعاون مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي.
وأشار رئيس صندوق الاستثمار المباشرة الروسي كيريل ديميترييف في وقت سابق إلى أن قطر تدرس إمكانية الدخول في المشاريع الروسية التي يبلغ مجموعها 6.5 مليار دولار أمريكي في مختلف قطاعات الاقتصاد، ابتداءاً بالقطاع الزراعي، انتهاءاً بالاستثمارات في القطاع العقاري.
تعمل في قطر الفريق الذي يتعامل بشكل مباشر مع الاستثمارات في المشاريع الروسية ويقوم بالتعاون مع شركاء محليين باستكشاف جميع مجالات الاقتصاد للبحث عن مقترحات مثيرة للاهتمام.
في يناير 2017 دخل الكونسورتيوم الذي أنشأته وكالة قطر للاستثمار والشركات التجارية Glencore International AG السويسرية وأصبح أحد من المساهمين في "روسنفت"، واشتر 19.5% من أسهم في سياق عملية الخصخصة بقيكة 10.2 مليار دولار. اليورو. كان بنك VTB الروسي أحد مصادر لتمويل هذه الصفقة، حيث حصل الصندوق القطري على حصة 5% في 2013 مقابل واحد مليار دولار في إصدار إضافي.
في سبتمبر 2017، أعلن الكونسورتيوم عن بيع حصة بقدر 14.16 % من أسهم شركة النفط الروسية إلى شركة CEFC الصينية. وتبلغ قيمة الصفقة 9.1 مليار دولار، وبعد إتمامها ستكون حصة Glencore 0.5% وخصة قطر4.7%.
وخلال الزيارة الحالية للأمير، وقعت شركةQatar Airways القطرية مع أصحاب مطار فنوكوفو موسكو على المذكرة حول شراء حصة قدرها 25%، وبحلول يونيو يمكن تخليص المطار تماماً، معتبراً أنه هناك إمكانية كبيرة للتنمية. وفي الوقت نفسه، تعتزم الخطوط الجوية القطرية توسيع برنامج الرحلات إلى روسيا. وفي الأيام القادمة تنوي موسكو والدوحة التوقيع على الاتفاقية المعدلة حول الخدمات الجوية. وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2016 استحوذت قطر على حصة ب24.99% لمطار بولكوفو في سانكت بطرسبرغ.
تسعى الخطوط الجوية القطرية لتنويع أعمالها جغرافياً، وذلك لمواجهتها القيود على رحلاتها نتيجة الحصار المفروض على الدولة من قبل بعض دول الخليج، وخاصة الحرمان من الوصول إلى 18 مدينة في المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين. كانت قطر تدرس صفقة شراء شركة American Airlines Group الأمريكية للنقل الجوي في أغسطس 2017، لكنها تخلت في وقت لاحق عن هذه الفكرة، مؤكداً أنها ستستمر للعثور على فرص الاستثمار البديلة في بلدان مختلفة وقد تكون روسيا ذات فائدة لمطاراتها في المدن المليونية أو مثل سوتشي التي لها الوضع الخاص.
في المقابل، تقترح قطر على الشركات الروسية للمشاركة في مناقصة لإعادة تطوير الحقول في البلاد في 2019-2020، داعية أيضاً رجال الأعمال الروس الذين يعملون في مجالات الطاقة والصناعة والسياحة إلى الاستثمار في الاقتصاد القطري، بما في ذلك في حقول النفط وصناعة الغاز والخدمات والبنية التحتية. في العام الماضي سهلت قطر بشكل كبير نظام التأشيرات للزوار الروس لتحفيز تدفق السياح وتنمية العلاقات التجارية.
يتم التنسيق الوثيق بين البلدين عن طربق وزارة الطاقة في الأسواق الهيدروكربونية العالمية، ولا سيما في سياق إنجاز الاتفاقات بين الدول الاعضاء في اوبك والدول غير الأعضاء في هذه المنظمة على التكيف الطوعي لإنتاج النفط.
وقع رئيس "روس نفط" إيغور سيتشين ورئيس إدارة البحوث والتطوير لمؤسسة Qatar Foundation فيصل السويدي على اتفاق للتعاون في مجال العلم والتعليم، والتي يعتزم الطرفان على أساسه رفع مستوى التأهيل وإعادة التدريب للخبراء والمهندسين الروس والقطريين في المؤسسات التعليمية التي يشرف عليها الصندوق القطري، وكذلك في الجامعات الروسية الرائدة. تفتح شركة "روسنفت" في الدوحة مركزاً للبحث والتطوير. يمكن الاستفادة من نتائج عمله في مجمع"زفيزدا" الروسي لصناعة السفن. سيصبح هذا المركز ممثلاً واسع النطاق للشركة، في أداء الأنشطة العلمية والتقنية، إلى جنب وظائف تعزيز مجالات العمل المختلفة لشركة النفط في المنطقة.
العلاقات الإنسانية
في إطار تطوير العلاقات الإنسانية في 24 فبراير 2018 في الدوحة ، أقيم حفل افتتاح عام الثقافة بين روسيا وقطر في دار الأوبرا.
الافتتاح الحافل لعام الثقافة الروسية الأول في دول الخليج في قطر.
وفقا لوزير الثقافة لروسيا الاتحادية فلاديمير ميدينسكي أنه في السنوات الأخيرة تطورت العلاقات بين البلدان تطوراً ملحوظاً في السياسة والتجارة والرياضة، وبطبيعة الحال في مجال الثقافة أيضاً. وفي الوقت نفسه أعرب الوزير عن أمله في أن العام الثقافي المتبادل سيساعد المواطنين الروس والقطرين في التعرف على الثقافة الكلاسيكية والحديثة للبلدين وتقاليد الشعوب والطرق السياحية بشكل أفضل. إجمالياً، وضعت الخطة لإنجاز أكثر من 30 حدثًا ثقافياً في كلا البلدين في إطار العام الثقافي. على هامش هذه الزيارة للشيخ تميم، أبرمت قطر اتفاقية الشراكة لمدة خمس سنوات مع معرض Cosmoscow وهو المعرض الدولي الوحيد للفن المعاصر في روسيا.
المجال العسكري
في المجال العسكري ، وصلت المفاوضات الخاصة حول الحصول على مجمعات دفاعية مضادة للطائرات من طراز S-400 الروسية إلى مرحلة متقدمة. قام وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو بزيارة إلى الدوحة في أكتوبر من العام الماضي حيث تم التوقيع على اتفاقية التعاون العسكري التقني. وتفتح هذه الاتفاقية المجال لمزيد من التعاون بين روسيا وقطر في مجال الدفاع ، بما في ذلك توريد المعدات العسكرية وتدريب الضباط والجنود ، وصيانة المعدات والتعاون من خلال جهات الخدمات الخاصة. سيتم تقديم الملحق العسكري للسفارة القطرية في موسكو ونظيره الروسي في الدوحة.
العلاقات الدبلوماسية
ومع ذلك ، واجهت العلاقات بين الدولتين بعض الصعوبات قبل فترة. في ديسمبر 2011، أعلن عن خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، بسبب الاستفزاز بعيد الصدى للخدمات القطرية الخاصة ضد السفير الروسي لدى قطر فلاديمير تيتورينكو الذي تعرض في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني من ذلك العام للهجوم في مطار الدوحة. وعقب وقوع الحادث، تم استدعاء السفير من البلاد. لقد برز إحترار معين في العلاقات الثنائية على خلفية تغير الأجيال في القيادة العليا لدولة قطر. في يونيو 2013، تولى ولي العهد الأمير تميم بن حمد على منصب أمير البلاد خلف والده حمد بن خليفة وقام بأول زيارة له إلى موسكو في يناير/ كانون الثاني عام 2016. وبعد ذلك انه كان على اتصال دائم مع فلاديمير بوتين، على وجه الخصوص، لتسوية الوضع في سورية. دعمت قطر قوات المعارضة مالياً وسلاحاً، وفقاً لبعض المصادر، نفقت لا يقل عن 3 مليارات دولار. لكنها تدعم مؤخراً التسوية السياسية وتضغط على مجموعات موالية لها لانضمامها إلى مسيرة السلام.
النقطة السياسية المهمة الأخرى للدوحة هو الحصار المفروض عليها من قبل الجيران، وخاصة في شخص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة التاني لا تزالان تحددان قطر وتعربان عن استعدادهما لإبقاء الحصار لأطول وقت ممكن، وبالتوازي مع الحصار المفروض على كوبا. لذلك تسعى قطر للحصول على دعم من الدول الكبري في العالم والتي لها نفوذ خطير في الشرق الأوسط، كما تسعى لتعزيز وتطوير العلاقات في مختلف المجالات.
قطر - الولايات المتحدة
يتوقع القيام بالرحلة الدولية المقبلة للشيخ تميم في أبريل إلى الولايات المتحدة، حيث سيلتقي مع الرئيس دونالد ترامب الذي أيد في البداية قرارات اللجنة الرباعية الشرق أوسطية الموجهة ضد قطر. ولكن تغير في وقت لاحق بيانه، داعياً إلى المصالحة وأعرب عن استعداده مبدياً للقيام بدور الوسيط بهدف التصدى القادم لإيران. لذلك في شهر مايو سوف يجمع قادة الدول العربية الخليجية في مدينة كامب ديفيد الأمريكية ويحاول حل النزاع الخليجي.
كان وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون أحد المعارضين للحصار والذي تمكن من تسوية الموقف الموالي للسعودية للرئيس ترامب في البداية وقد أعربت القيادة القطرية عن قلقها لإقالته وتعيين مايكل بومبيو وزيراً للخارجية والذي أثار المشاعر الايجابية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالاعتبار أنه سيكون أقل مصراً على حل النزاع في الخليج ولن يكون موالياً لقطر مثل الوزير السابق.
وفقا لصحيفة The New York Times أن رجل الأعمال الأمريكي من أصل اللبناني جورج نادر وأحد أهم الممولين للحزب الجمهوري إليوت بروييدو استخداما العلاقات الشخصية مع الرئيس دونالد ترامب، وعرضا له إقالة ريكس تيلرسون من منصب وزير الخارجية وانتهاج السياسة الخارجية في مصالح المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اتخاذ الموقف أكثر تشدداً تجاه بإيران وقطر. وساهمت الجهود المشتركة في إبرام العقود بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة بقيمة أكثر من 200 مليون أمريكي. كان جورج نادر الذي يبين نفسه كوكيل مفوض من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد خلال فترة رئاسة بيل كلينتون، كان مسؤولاً عن اتصالات الولايات المتحدة المغلقة مع القياديين في سوريا واسرائيل.
بدورها، قالت السكرتيرة الصحفية لوزارة الخارجية القطرية السيدة لولوة الخاطر إن الحصار المفروض من قبل الجيران أدى إلى التسارع في بناء العلاقات في عدة اتجاهات، وأهمها هي إطلاق الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
السكرتيرة الصحفية لوزارة الخارجية القطرية السيدة لولوة الخاطر
وهكذا، بدأت المواجهة الكبرى للتمكن من ممارسة التأثير على واشنطن عشية اجتماع مايو الذي سيكون في الحقيقة فرصة لإبرام العقود لشراء الأسلحة وهذا ما يحب دونالد ترامب أن يساهم فيه. وقد تبينت الحقيقة أن منطقة الشرق الأوسط تتسلم ما يقارب من نصف جميع صادرات الأسلحة الأمريكية، حيث أن دول الخليج هي المشترين الرئيسيين.
قطر تحت الحصار
وعلى الرغم من الحصار، تمكنت قطر من إثبات أنها مستقرة تماما من الناحية المالية. وهذا ما يؤكده صندوق النقد الدولي الذي يثني على جهود قيادة البلاد في التصدى للصعوبات الاقتصادية. ازداد الناتج المحلي الإجمالي في عام 2017 بنسبة 2.1%، مقابل تراجع طفيف عما في العام السابق. بينما يتوقع النمو الاقتصادي في المنطقة ب2.6% في 2018. وتمكنت قطر بكونها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم من الحفظ على المصدر الرئيسي لدخلها. في البداية تواجهت الدوحة مع السيولة الملحوظة لرأس المال واللتي بلغت حوالي 30 مليار دولار أمريكي. كما أن البلدان المشاركة في الحصار سحبت على الفور مواردها المالية من البنوك القطرية مما أجبرتها على ملء احتياطياتها من العملة الأجنبية من مواردها الخاصة والتي تقدر نحو 340 مليار دولار في بداية الأزمة الخليجية. مع مرور الوقت، وقد استقر الوضع ويقدر صندوق النقد الدولي في الوقت الراهن استقرار القطاع المالي الذي لا يحتاج إلى مزيد من الدعم من البنك المركزي. وتخطط الدولة لتخصيص 8 مليارات دولار للشركات الخاصة بهدف تطوير القطاع التجاري وتنويع الاقتصاد.
مصنع إنتاج الغاز الطبيعي المسال لمشروع Qatargas (قطر)
ونقلت الحكومة القطرية مركز الخدمات اللوجستية على وجه السرعة من دبي إلى ميناء صحار العماني، مما تمكنت من التخلي عن الاعتماد على الإمارات. ازدادت أنشطة المستثمرين العمانيين الذين تتولى بلادهم الحياد الإيجابي، في السوق المحلية في قطر وشرعوا ببحث عن فرص جديدة لأعمالهم التجارية، باحتلال منافذ تركها الجيران في البلاد، الأمر الذي أدى إلى زيادة في حجم التبادل التجاري المشترك بأكثر من 1000%. كما اتخذت قطر إجراءات لتعزيز وتطوير العلاقات مع الشركاء الإقليميين خارج دول مجلس التعاون الخليجي. وعلى وجه الخصوص، ردت تركيا بسرعة على الحصار فأرسلت نحو 200 طائرة شحن و16 شاحنة وسفينة واحدة محمولة بالمواد الغذائية خلال الشهر الأول. حتى تتمكن قطر من تلبية احتياجاتها الحالية. ومنذ ذلك الحين، وقعت قطر على 15 اتفاقية تجارية جديدة تنص على استيراد متواصل للسلع التركية. قدمت إيران مجالها الجوي لشركات الطيران قطر، بدلاً من إغلاقه من قبل الجيران ووفرت أيضاً الإمدادات الغذائية التي أدت إلى توقيع اتفاقيات التجارة والنقل الثلاثية التي تقلل من تكلفة تسليم المنتجات بنسبة 80% في نوفمبر من العام الماضي. تمكنت قطر باستخدام منفذ حمد الخاص لها والواقع جنوب الدوحة، من تخفيض تكاليف النقل بمقدار الثلث، مما أدى إلى زيادة التجارة مع الهند وباكستان، وتبسيط تنفيذ العقد لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى بنغلادش لمدة 15 عاما.
قطر بلد في الصحراء ، تعتمد بشكل كبير على الواردات الغذائية والتي تحتاج إلى إطعام سكان أجانب اساساً ويبلغ عددهم 2.6 مليون نسمة
في الوقت الحاضر، توفر تركيا الحماية العسكرية لقطر، تحول بشكل فعال دون احتمال وقوع الانقلاب الذي تعتبره الرياض أحد السيناريهات لتطور الأحداث، ووضعت على الفور قواتها العسكرية في وقت التصاعد حول قصر أمير البلاد والمباني الرئيسية الأخرى في الدوحة، وتعمل في وقت لاحق لتكميل قاعدتها العسكرية في قطر. وأثارت تركيا لهذا غضب المملكة العربية السعودية والذي تجلى في كلام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أدلى به خلال رحلته الأخيرة إلى القاهرة، مشيراً إلى وجود "مثلث الشر" الذي يضم إيران وتركيا ومنظمة "الإخوان المسلمين" الإرهابية. أدانت إيران على الفور قرارات اللجنة الرباعية العربية حول فرض الحصار واستأنفت قطر علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع الجمهورية الإسلامية، والتي قطعت في عام 2016 بعد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران اعتراضاً على إعدام الزعيم الديني الشيعي، وأعادت سفيرها إلى طهران في أغسطس الماضي.
وهكذا، مع تمتعتها بدعم من القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران ينبغي على قطر أن تطور العلاقات القائمة واقامة العلاقات القوية مع الدول الرائدة في العالم والتي لديها تأثير حاسم في الشرق الأوسط، في شخص روسيا والولايات المتحدة لتتخذ موقفاً قوياً في مواجهة التحالف الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية في الصراع السياسي القائم.
الترجمة من الروسية د. ذاكر قاسموف