بالنسبة للإعلاميين العرب للاسف وتحديدا الموالين والمطبلين لآل سعود وآل زايد - ما رأيكم فى طلب ترامب للمرة السابعة بداية من قمة هلسنكى فى منتصف الشهر بين بوتين وترامب للقاء الإدارة الإيرانية دون قيد او شرط؟
يا ريت تكون الرسالة وصلت وان امريكا فقط تسعى لمصالحها وصورتها وعدم زحزحة دورها فى المنطقة حتى ولو دفع ال زايد وال سعود 500 مليار دولار لترامب عدا ونقدا العام الماضى - فترامب بالنسبة لهما السيد وهم العبيد - ولوقال لهم من الصباح ايران احسن دولة بالعالم سيوافقا.
هل هو حكم محكمة العدل الدولية بلاهاى لصالح ايران ضد امريكا والذى لم يوليه الإعلام العربي اهتمام ببطلان العقوبات على ايران والذى تولته مستشارة الخارجية الإيرانية علبى مدار الستة اشهر السابقة وخوف امريكا على هز صورتها امام العالم.
هل العجز المالى الذى يصيب ال سعود وزايد وعدم قدرتهما على ان يحلا محل ايران وكذلك عدم الشك فى التهديد الإيرانى بغلق مضيق هرمز والذى يمكن ان يتسبب فى قلب انظمة هذه الدول فى اقصر وقت ممكن - وبدليل عدم إكتراث امريكا بضرب الحوثى للبارجة السعودية فى باب المندب وضرب مطار ابو ظبي وموقع ارامكو بطائرة مسيرة وكذلك عدم اكتراث حتى امريكا باسرائيل نفسها.
ايضا زيارة الصين للإمارات وفرضها شروط اقراض لا تضر بالحليف الإيرانى الشريك الإستراتيجى التاريخي للصين.
طبعا هزيمة التحالف الدولى الأمريكى فى سوريا شر هزيمة والقبول ببشار الأسد وعودة سوريا رغما عن انف قوى الشر وحلفاء الشيطان.
طبعا لا اريد عن اتكلم مرة أخرى عن قمة هلسنكي، التى ستغير الكثير كما قلنا وسنقول التى تسببت فى طرد الخوذ البيضاء عملاء اسرائيل وبريطانيا وامريكا من سوريا فى اقل من اسبوع، والخلاص مما يسمى صداع الكيماوى السورى.
أمريكا يتم نزعها من المنطقة وخسرت فى اقل من 7 سنوات ما لم تخسره فى 40 سنة بسبب الثلاثى الروسي الإيراني السياسي الإستراتيجى، والصينى الإقتصادى المحترف.
هذا الثلاثى الذى استطاع نتف ريش أجنحة الخليج وأمريكا والغرب، وجعلهم جميعا فى حالة عوز تجاه الصين صاحبة اكبر واقوى اقتصاد بالعالم واكبر مخزون عملات.
وإذا راجعنا أجنتدى قمة شنغهاى وبريكس الأخيرتين، سنجد أنهما أهم بكثير من اجتماعات مجلس الأمن والامم المتحدة، ووضعتا حلولا عملية لمعالجة أدق القضايا الاقتصادية الإجتماعية - بعيدا عن الفيتو الأمريكى البريطانى الفاسد وفرنسا التى لا تعلم ما تريد وتتأرجح.
فالثلاثى (روسيا - الصين - ايران) يريد ان يقول هذه هى وجهة نظرنا لمستقبل العالم ان يصبح الجميع فائز، وليس طرف واحد ومن يخدموه على حساب الأخرين، كما تفعل امريكا، حتى تركيا آخر حلفاء امريكا كانت تتوسل للصين لدخول بريكس فى جوهانسبرج.
ايران ترفض لقاء ترامب قبل العودة الى الإتفاق النووى، والمصادقة على ذلك، وهناك جانب مفاوضاتى لا نعلم عنه شيء، ويدور خلف الكواليس خصوصا ما بين "بكين وموسكو وطهران وربما مسقط" من طرف و "واشنطن" من الطرف الآخر - ربما امريكا هذه المرة تلجأ كالكبير المنهزم، والذى يطلب من الكبار الحاليين ان لا يدعوه يسقط - وهذا هو تفسيرى للموقف بحيث ان يتعايشوا جميعا بشكل سلمى ويتقاسموا المصالح.
فى هذه الحالة - يتوجب علينا كعرب ان نعرف من هم ابطال الحاضر والمستقبل ونشكل تحالفتنا طبقا لهذه الرؤية - والا لن يصبح لنا اى مستقبل فى هذا العالم وسنصبح دائما فى دور المفعول به.
أحمد مصطفى
رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة
عضو كودسريا ومجموعة رؤية استراتيجية روسيا والعالم الإسلامى