تخريب عملية السلام في ليبيا تحليل

تحليلات 11:00 18.11.2018

اجتمعت الأطراف المحلية والدولية الفاعلة في الأزمة الليبية، بمدينة باليرمو الإيطالية، الإثنين والثلاثاء الماضيين، من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الليبية.

نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، الذي مثل تركيا في الاجتماع الخاص بليبيا أعلن، الثلاثاء، انسحاب بلاده من الاجتماع.

العبارة التي ذكرها أوكتاي، خلال الإعلان جلبت معها العديد من الأسئلة حول المباحثات من جهة والأزمة الليبية من جهة أخرى، والتي قال فيها "الاجتماع غير الرسمي الذي عقد بين بعض الأطراف هذا الصباح (الثلاثاء) وعرض هذه الأطراف كفاعلين رئيسيين في منطقة البحر المتوسط، هو نهج مضلل للغاية ومضر، ونعارضه بشدة".

انطلاقا من هذه العبارة فإنه ينبغي الإجابة على الأسئلة التالية: من هي الأطراف التي أكد عليها نائب الرئيس أوكتاي؟ وما الذي يمكن لتركيا فعله في إطار الوضع الحالي للأزمة الليبية؟.

غسان سلامة، الذي عين في 2017، ممثلا خاصا للأمم المتحدة بشأن ليبيا، أعلن في سبتمبر/ أيلول 2017، عن البدء بخطة عمل مؤلفة من 4 مراحل. هذه الخطة تدعو لتعديل حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، بحيث تتوافق مع طلبات الأطراف، وعقد مفاوضات وطنية شاملة بحيث تشمل جميع الأطراف المحلية، وإعادة صياغة الدستور وعرضه لاستفتاء شعبي، وإجراء انتخابات عامة بالبلاد.

قبل الإجابة على هذه الأسئلة ينبغي التطرق باختصار إلى مؤتمر باليرمو حول ليبيا. المؤتمر هو استمرار للقاءات الجارية من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الليبية.

اللاعبون المحليون والدوليون، الذين هم طرف في الأزمة، اجتمعوا في إطار الخطة باستضافة فرنسا في مايو/ أيار 2018.

النتيجة التي تمخضت عن اجتماع باريس حينها، هي: إدارة العملية بشكل متزامن، وإجراء الانتخابات في ديسمبر/ كانون الأول 2018.

لكن الاشتباكات التي استمرت بين الأطراف (الليبية) طوال العام، والخلافات في الرؤى بين الأطراف السياسية أحبطت قرارات إعلان باريس.

** موقف تركيا الحازم

إيطاليا التي تعد من البلدان الأكثر تأثرا من الهجرة غير القانونية بسبب حالة عدم الاستقرار في ليبيا، أخذت زمام المبادرة واستضافت قمة جديدة بغية تجاوز المعضلة المذكورة.

شارك في القمة إلى جانب الدول الجوار لليبيا، ممثلو العديد من الدول بينها تركيا وقطر وفرنسا وروسيا والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الأطراف المحليين، بينهم رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، ورئيس مجلس النواب في طبرق (شرق) عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.

الموضوع الأكثر إثارة للاهتمام قبيل القمة كان حول مشاركة قائد القوات المسيطرة على معظم الشرق الليبي خليفة حفتر من عدمها في القمة، والذي يسيطر على القسم الأهم من ليبيا من خلال الدعم الذي يتلقاه من مصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية وفرنسا.

حفتر الذي أدلى بخطابات متضاربة بشأن المشاركة في القمة، توجه بقرار مفاجئ إلى إيطاليا مساء الإثنين، وقال إن هدف زيارته لإيطاليا ليس المشاركة في القمة وإنما لإجراء مجموعة من اللقاءات في باليرمو، حول المسائل الأمنية مع الدول المجاورة لليبيا.

عقب هذه التصريحات بدأت المسيرة التي انتهت بانسحاب تركيا من المؤتمر الخاص بليبيا.

خلال ساعات صباح الثلاثاء، وبدعوة من حفتر، أجريت قمة أمنية بمشاركة رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، ووزير الخارجي الفرنسي جان إيف لودريان، ورئيس الوزراء الروسي مدفيديف، وممثلي الدول الأخرى المجاورة لليبيا.

الموضوع اللافت في القمة هو عدم مشاركة الأطراف المحلية المعارضة لحفتر فيها، وإقصاء دول يمكن أن تلعب دورا محوريا في حل الأزمة، مثل تركيا وقطر، من الاجتماع.

** الدعم المقدم لحفتر سيعمّق الأزمة أكثر

اللقاء الذي تناول المسألة الأمنية في ليبيا، له هدفان أساسيان؛ أولهما، إضفاء الشرعية على المكانة الحالية لحفتر، والذي حقق مكاسب كبيرة بفعل الدعم العسكري المقدم له من قبل فرنسا والإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية منذ 2014 إلى الوقت الراهن.

قبيل قمة باليرمو، تم الاتفاق خلال لقاءات عقدت بقيادة مصر في العاصمة القاهرة، بهدف جمع الوحدات الأمنية (والعسكرية) بليبيا تحت سقف واحد، وتشكيل جيش وطني بقيادة حفتر. هذا القرار نال مصادقة الأطراف الدولية ضمنيا، بفعل مخاطبة حفتر، بشكل مباشر خلال تلك اللقاءات.

الهدف الثاني هو دعم السبل التي يطرحها حفتر، حول وضع حد لعدم الاستقرار في ليبيا، وأعلن حفتر، في العديد من تصريحاته بأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في ليبيا بدون "الجيش الوطني" (قوات حفتر)، وأنه سيواصل الكفاح العسكري حتى يتم القضاء على جميع العناصر المعارضة في البلاد.

عند الوضع بعين الاعتبار المدن المهمة التي لا تزال غير خاضعة لسيطرة حفتر مثل طرابس والزنتان ومصراتة (غرب)، فإنه لا مفر من تعمق الأزمة الليبية في حال تم شن أي عملية عسكرية على هذه المدن.

مواقف حفتر والأطراف الدولية الداعمة له، خلال قمة باليرمو، هي انعكاس لما اكتسبوه على الأرض.

وفي هذا الوضع فإن لدى تركيا خيارين؛ الأول هو القبول بموقف حفتر الحالي.

وإسقاطاته بشأن مستتقبل ليبيا، وهذا الخيار سيعني إهدار جميع الجهود التي بذلتها تركيا في سياستها حول المنطقة، والثاني هو جمع المعارضة العاملة على الأرض وتقديم الدعم العسكري والسياسي لها، وإعادة إنشاء توازن للقوى من جديد في ليبيا.

على الرغم من أن المكاسب التي حققها حفتر خلال الأعوام الأخيرة، والتي زادت من أهميته في حل الأزمة الليبية، فإنه يمكننا الحديث عن معارضة كبيرة ضده.

لكن الصراع بين عناصر المعارضة هذه، يعيق ظهور قوة توازن فعالة. التواصل مع هذه المجموعات وتشكيل ائتلاف موازن عبر تنظيمها، سيحول تركيا إلى إحدى أكثر الأطراف الفاعلة فيما يخص حل الأزمة الليبية.

[فرقان بولاط، باحث في مكتب ليبيا بمعهد الشرق الأوسط (ORMER) في جامعة صقاريا التركية] .

أعده للنشرة العربية: سنان متيش

 

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

روسيا تحرز تقدما جديدا في الاشتباكات الحدودية قرب خاركيف
16:00 12.05.2024
انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
15:00 12.05.2024
رئيس ليتوانيا يأمل في الفوز بولاية جديدة في انتخابات
14:00 12.05.2024
سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
13:00 12.05.2024
رئيس وزراء اليونان يزور تركيا
12:00 12.05.2024
اندلاع حريق في مصفاة نفط في روسيا
12:00 12.05.2024
يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
جميع الأخبار