المواجهة "المباشرة" مع متمردي تشاد.. استراتيجية فرنسية جديدة تحليل

باريس أعلنت لأول مرة قصفها لقوات المعارضة التشادية، بعد أن اكتفت في مرات سابقة بتقديم الدعم اللوجيستي لنظام ديبي

تحليلات 10:00 17.02.2019

مرة أخرى يتدخل الجيش الفرنسي، لإنقاذ نظام الرئيس التشادي إدريس ديبي، بعد توغل رتل مشكل من 40 سيارة مسلحة، تابعة لـ"اتحاد قوى المقاومة" المعارض، 400 كلم في عمق التراب التشادي، انطلاقا من الأراضي الليبية، لكنها المرة الأولى التي تعلن فيها باريس قصف طائراتها الحربية للمعارضة التشادية منذ 2006.

والإثنين الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، أن طائراتها الحربية من نوع "ميراج 2000"، شنت الأحد، غارات جوية ضد جماعة مسلحة قادمة من ليبيا.

كما أعلنت قيادة الأركان الفرنسية، قيامها بضربات جوية أخرى الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

وحسب الصحافة الفرنسية، فإنه تم رصد الرتل العسكري، "لاتحاد قوى المقاومة" (جماعة تشادية متمردة)، الجمعة الماضية، عند دخوله الأراضي التشادية قادما من الجنوب الليبي، أين يخوض التنظيم المتمرد معارك مع قوات خليفة حفتر، قائد القوات المسيطرة على الشرق الليبي، منذ 15 يناير / كانون الثاني المنصرم.

و"اتحاد قوى المقاومة"، تنظيم يضم مسلحين ينتمي معظمهم إلى قبيلة الزغاوة، يسعى للإطاحة بنظام ديبي، الذي يحكم البلاد منذ 1990، ويقود هذا التنظيم، تيمان أرديمي، المدير السابق لمكتب الرئيس ديبي، قبل أن ينشق عنه في 2006، وسبق له أن قاد هجومًا مفاجئًا على العاصمة نجامينا في 2008، وتدخلت القوات الفرنسية بشكل غير مباشر في إحباط محاولة السيطرة على العاصمة.

والأحد، توغلت قوات المتمردين 400 كلم في عمق الأراضي التشادية، بين منطقتي إيندي (شمال شرق/ بالقرب من إقليم دارفور السوداني والكفرة الليبية) وجبال تيبستي (شمال غرب/ المحاذية لإقليم فزان الليبي)، بعد رصدها 48 ساعة، ووصف الجيش الفرنسي هذا التوغل "باختراق عميق للأراضي التشادية".

وأول هجوم على الرتل العسكري، الذي يبدو أنه كان متوجها نحو نجامينا، تم عبر طائرات هجومية تشادية، لكنها على ما يبدو لم تتمكن من تشتيت الرتل، وذلك ما يفسر اضطرارها للاستعانة بالقوات الفرنسية، التي تملك طائرات حربية حديثة من نوع "ميراج 2000" كانت مرابطة بقاعدة نجامينا الجوية، في إطار عملية "برخان" العسكرية ضد الجماعات الإرهابية في شمالي مالي ودول الساحل.

وليس معروفا نوعية القاذفات التشادية، التي قصفت الرتل، لكن حسب موقع "غلوبل فاير باور"، فإن هذا البلد الإفريقي لا يملك سوى 6 طائرات هجومية، و3 طائرات عمودية قتالية.

ووفق الإعلام الفرنسي، فإن طائرات ميراج 2000، قامت، صباح الأحد، باستعراض للقوة والتحليق فوق الرتل العسكري على ارتفاع منخفض جدا، دون أن يكون لذلك التحذير أثر في وقف تقدم المتمردين المتمردين.

لكن مساء ذات اليوم، عادت طائرات الميراج لتقوم بتوجيه ضربتين شتتا الرتل، وخلفتا قتيلين وبعض الجرحى، وتدمير عربتين على الأقل، بحسب المتحدث باسم "اتحاد قوى المقاومة" في أوروبا، يوسف حميد.

والثلاثاء الماضي، أكد المتحدث باسم "اتحاد القوى المقاومة"، استمرار تقدمهم رغم الضربات الجوية الفرنسية، وأنهم دخلوا الأراضي التشادية في ثلاثة أرتال، واحد منها تعرض للقصف.

وقال إنهم لازالوا متواجدين داخل الأراضي التشادية في منطقة أندي (شمال شرق) بالقرب من الحدود السودانية، بحسب ما نقلت عنه الصحافة الفرنسية من بينها "جون أفريك".

** ليبيا في قلب الصراع الداخلي بتشاد

قيادة الأركان التشادية، وعقب بيان الجيش الفرنسي، قال إن "رتلا من المرتزقة والإرهابيين" حاولوا "التوغل" في 30 يناير الماضي، بعد عمليات لقوات حفتر في جنوب ليبيا، وأن الوضع الآن "تحت السيطرة".

وفي 15 يناير الماضي، أطلقت قوات حفتر، عملية عسكرية ضد من أسمتهم "عصابات التهريب والمعارضة التشادية" جنوبي ليبيا.

والجمعة الماضي، وقعت معركة بين قوات حفتر والمعارضة التشادية المسلحة، ببلدة "غدوة" جنوبي مدينة سبها (750 كلم جنوب العاصمة الليبية طرابلس).

وقال مصدر مطلع للأناضول، إن قوات حفتر "تعرضت لهجوم، وعملية التفاف، وذلك بعد ساعات من إعلانها السيطرة على البلدة"، وخلف الهجوم مقتل 4 جنود من قوات حفتر، التي استعادت السيطرة على البلدة مجددا.

وتنشط في الجنوب الليبي، عدة جماعات تشادية مسلحة، خاصة في منطقتي مرزق وسبها (جنوب غرب) والكفرة (جنوب شرق)، وعادة ما تشتبك مع مجموعات وقبائل ليبية، وتتهم أطراف النزاع في ليبيا، المعارضة التشادية بالاشتراك في القتال إلى جانب هذا الطرف أو ذاك.

وليس معروفا عدد المسلحين التشاديين في ليبيا، والذين قدموا من إقليم دارفور السوداني الحدودي مع تشاد، عقب اتفاق نظامي البشير وديبي، على عدم دعم معارضة كل طرف ضد الآخر، وتشكيل قوة مشتركة على الحدود بين البلدين لمحاربة المتمردين في البلدين.

غير أن صحيفة "الوحدة" التشادية الناطقة بالفرنسية، نشرت في 3 أبريل / نيسان 2018، أن عدد المعارضين التشاديين داخل مختلف مناطق جنوبي ليبيا، بلغ حينها، 11 ألف رجل، موزعين على 6 حركات مسلحة، من بينها قوات "اتحاد قوى المعارضة"، بقيادة تيمان أرديمي، إحدى أكثر "المليشيات" التشادية تسليحا وعددا.

** فرنسا.. تاريخ طويل من التدخل في تشاد

منذ استقلال تشاد عن باريس في 1960، ظل الجيش الفرنسي محتفظا بتواجد عسكري في هذا البلد المغلق الواقع في قلب الصحراء الإفريقية الكبرى، ولعب دورا في دعم نجامينا في حربها مع ليبيا (1978 - 1987)، وفي الصراعات الداخلية.

وفي 2006، شاركت القوات الفرنسية ولو بدور غير مباشر، في صد الهجوم المباغت للمتمردين (الجبهة الموحدة للتغيير الديموقراطي) على نجامينا، رغم أن الرئيس التشادي إدريس ديبي، ينفي أن يكون الجيش الفرنسي وطائراته الحربية من دحر التمرد.

لكن ديبي، أقرّ في حوار مع قناة الجزيرة القطرية في ذات العام، باستفادة قواته من "المعلومات الاستخباراتية" و"المساعدات اللوجستية، بنقل الجنود والآليات فقط".

أما في 2008، وبعد أن شارفت قوات المعارضة بقيادة أرديمي، ومعاونة حركة محمد نوري، على اقتحام القصر الجمهوري، لعبت القوات الفرنسية نفس الدور في دعم قوات ديبي، رغم نفيها التدخل عسكريا، مع إعلانها أن دورها اقتصر على "الرصد والدعم اللوجستي" في إطار اتفاقية التعاون بين البلدين.

وتحدثت صحف فرنسية، أن قوات بلادها لعبت دورا بارزا في حماية مطار نجامينا، والسماح للجنود التشاديين بالتزود بالوقود والذخيرة.

ويأتي هذا التطور، بعد أقل من شهرين من زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى تشاد، حيث أعاد التأكيد على دعم فرنسا للقوى الإفريقية المناهضة للمتطرفين، وسط تزايد القلق الدولي بشأن الفوضى في ليبيا.

لكن هجوم الأحد الماضي، كان الأول من نوعه الذي تعلن فيه باريس أن طائراتها الحربية تدخلت بشكل مباشر في قصف رتل للمعارضة المسلحة، بطلب من الحكومة تشادية، مما يعكس أن مستوى التعاون العسكري بين باريس ونجامينا وصل إلى أوجه، خصوصا بعد أن أدى انقلاب عسكري في مالي في 2012، إلى سقوط شمالي البلاد في يد جماعات "إرهابية" وأخرى انفصالية.

وتُعد قاعدة نجامينا الجوية، أكبر تمركز عسكري لفرنسا في منطقة الساحل، والتي من خلالها تسعى لمراقبة التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة في بحر من الرمال المتحركة، لم تتمكن منذ تدخلها في شمالي مالي في 2013، من ضبط الأوضاع بالمنطقة، لكنها لم تعد متسامحة، كما في السابق، مع التنظيمات المسلحة في الساحل، بما فيها تلك التي تملك أجندة سياسية.

 
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
جميع الأخبار