تكتّم سلامة قبيل حوار ليبيا.. يمهد لصفقة أم ينذر بفشل؟

المبعوث الأممي يتكتم على البنود والنتائج المتوقعة وأسماء المدعوين للملتقى الجامع المرتقب في أبريل المقبل

تحليلات 16:00 30.03.2019

أخيرا، وبعد عام من التحضير والتشاور، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، موعدا لانطلاق "الملتقى الوطني الجامع" للحوار.

وفي ظل تكتم شديد من سلامة، ينقسم الليبيون بين متفائل ومتشائم بشأن مؤتمر الحوار، وهو آخر بند متاح في خارطة طريق أممية لحل الأزمة القائمة منذ سنوات.

سلامة أعلن، في 20 مارس / آذار الجاري، تحديد أيام 14 و15 و16 أبريل / نيسان المقبل، موعدا لانعقاد الملتقى بمدينة غدامس (جنوب).

** الرهان الأخير

ما أن أعلن سلامة الموعد حتى تعالت أصوات سياسيين بين مؤيد يعتبر الملتقى أخر حل ممكن للأزمة، ورافض يرى أن التكتم الشديد حول الملتقى ينذر بفشله.

الأمم المتحدة أعلنت، في 20 سبتمبر / أيلول 2017، خارطة تتضمن ثلاثة بنود، هي: تعديل الاتفاق السياسي لعام 2015، وعقد ملتقى وطني جامع للحوار، وأخيرا إجراء انتخابات عامة بنهاية 2018 .

انتهى 2018 دون إجراء الانتخابات ولا تعديل الاتفاق السياسي، ولم يبق أمام الأمم المتحدة سوى المراهنة على البند الثالث، وهو الملتقى.

** دعم من مجلس الدولة

أول الداعمين للملتقى هو المجلس الأعلى للدولة (هيئة استشارية)، حيث عقد ستة اجتماعات لاختيار ممثلين له لحضور الملتقى.

لكن رغم الزخم الكبير الذي يوليه المجلس للملتقى، إلا أن رئيس المجلس، خالد المشري، عبر مرارا عن تحفظه على نقاط عديدة، أبرزها الغموض الذي يكتنفه، لاسيما في ظل عدم إعلان المدعوين للمشاركة.

وفي اخر اجتماع للمجلس، قبل أيام، قال المشري إنه طلب من سلامة "إيضاحات حول جدول أعمال الملتقى والمخرجات (النتائج) المتوقعة"، بحسب بيان لمكتب المشري.

وحول دعم مجلس الدولة للملتقى، قال فرج البشباش، أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الليبية، للأناضول، إن "السبب الوحيد لهذا الدعم هو أن الملتقى سيجدد شرعية المجلس، إذ سيكون مبنيا على مخرجات اتفاق الصخيرات، الذي نشأ المجلس بموجبه عام 2015".

لكن فتحي الشيباني، أستاذ العلوم السياسية، استبعد ما ذهب إليه البشباش بقوله إن "ذلك غير صحيح".

الشيباني أضاف للأناضول: "مرارا، وجه سلامة توبيخا صريحا للأجسام السياسية بالقول إن همها الوحيد هو البقاء في السلطة.. وهذه تعتبر دعوة لليبيين من أجل إنجاح الملتقى".

وتابع: "في اخر مؤتمر صحفي قال سلامة إن (الأجسام القائمة يقضي عليها صندوق الاقتراع.. سأطلب من الليبيين تحديد تاريخ للانتخابات)".

واعتبر الشيباني أن ذلك يعني أن "الملقتى قد يكون نهاية لمجلسي الدولة والنواب (المنعقد بمدينة طبرق- شرق) معا".

ويعاني البلد الغني بالنفط من صراع على الشرعية والسلطة بين حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، في العاصمة طرابلس (غرب)، ومجلس النواب، المدعوم من قوات شرقي ليبيا، بقيادة خليفة حفتر.

** توجس مجلس النواب

على الطرف الآخر، يقف مجلس النواب، إذ أبدى موافقة غير واضحة بشأن انعقاد الملتقى.

ورغم أنه حدد جلسة، الأسبوع المقبل، لإعلان موقفه، إلا أن رئيسه عقيلة صالح، أعرب، في أكثر من مناسبة، عن عدم تفاؤله بالملتقى.

وكشف صالح صراحة عن تخوفه، خلال لقاء مع وفد من مركز الحوار الإنساني بجنيف، وهو يساعد الأمم المتحدة في الإعداد للملتقى.

فخلال اللقاء، قبل شهر، رفض صالح أن "يكون الملتقى الجامع بديلا للمؤسسات الشرعية القائمة (يقصد من جهته مجلس النواب)".

** غياب للشفافية

الكاتب السياسي الليبي، عيسي عبد القيوم، رأى أنه "ما لم يكشف غسان سلامة عن كل أوراق الملتقى الجامع بشكل شفاف يحترم معاناة الشارع الليبي وتجربته السابقة مع حوار الصخيرات ستكون فرص نجاحه ضعيفة".

وزاد عبد القيوم، على صفحته بـ"فيسبوك"، قائلا: "فكما أن القبول بالملتقى موقف إيجابي ووطني في حال توفرت شروط نجاحه.. فإن رفضه أيضا سيعتبر موقف إيجابي ولا يقل وطنية في حال ظل الغموض سيد الموقف".

** أمور غامضة

"غامض".. هكذا وصفت لجنة كتابة الدستور إعلان سلامة بشأن الملقتى، على لسان عضوة اللجنة، نادية عمران.

وقالت عمران، في تصريح صحفي: "هناك أمور غامضة حتى اللحظة بشأن تشكيلة الملتقى والمعايير 17، التي تم على أساسها الاختيار (بشأن المشاركين)".

وشددت على وجود غموض أيضا بشأن "أهداف الملتقى، والقرارات التي ستنتج عنه، وآلية اتخاذ القرارات فيه، إضافة لمدى شرعيته".

** "صفقة أبوظبي"

الشكوك والانتقادات الموجهة إلى الملتقى والتقليل من فرص نجاحه دفعت نحو تساؤلات عديدة، في ظل وجود مبادرات أخرى للحل.

من أبرز تلك المبادرات جمع قطبي الأزمة، وهما رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، وخليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا، كما حدث في الإمارات، يوم 27 فبراير/ شباط الماضي.

السياسي الليبي، علي الزليتني، قال للأناضول إن "القول بأن الملتقى سيعقد في سياق اجتماع حفتر والسراج (في الإمارات) هو أمر منطقي، كون الاجتماع تم بدعوة من سلامة، وهو نفسه صاحب فكرة الملتقى".

وأردف: "أي أن سلامة يسير وفق خطط عديدة جميعها يهدف لحل الأزمة ".

واستدرك: "لكن ذلك خطأ كبير، فإن كان حفتر والسراج سيحددان مصير ليبيا في جلسات بينهما، فما الحاجة لمشاركة بقية الليبيين في الملتقى".

ومضى قائلا إن "سلامة ربما ينوي طرح ما اتفق عليه السراج وحفتر على باقي الأطراف، فإن وافقوا عليه فسيكون تطبيقه سهلا، وسيكون قد منحهم الشعور بأنهم يشاركون في تحديد مصير بلدهم".

واستطرد: "إن كان هذا هو تفكير سلامة، فذلك يفسر عدم كشفه عن مخرجات لقاء حفتر والسراج حتى الآن، رغم مطالبات له بالكشف عنها".

وهو ما تطرق إليه أيضا المستشار السياسي السابق بالمجلس الأعلى للدولة، أشرف الشح، في تغريدة على "تويتر"، قبل أيام.

الشح كتب أن "الملتقى الوطني يُعقد لتمرير صفقة أبوظبي"، في إشارة إلى ما اتفق عليه السراج وحفتر في العاصمة الإماراتية.

** من سيشارك ؟

حتى قوائم المشاركين، التي يعتبرها كثيرون كلمة السر لإنجاح الملتقى، ما يزال يتكتم عليها سلامة، باستنثاء قوله إن "ما بين 120 و150 شخصية ستشارك".

الزليتني رأى أن ذلك العدد "غير كاف.. لو افترضنا أنه سيدعو شخصية من كل جهة، قبائل ونواب ومجتمع مدني وأحزاب وغيرهم، فقد نسي أن كل تلك الأجسام منقسمة على نفسها، ولن تكتفي بواحد ليمثلها".

التكتم على المشاركين فتح الباب أمام تداول أكثر من سبع قوائم قال سلامة إنها "جميعا مزورة".

وكتب، عبر "تويتر" الإثنين: "هناك لائحة واحدة صحيحة لا غير، وهي بحوزتي، ويتم إبلاغ المشاركين تباعا من قبل البعثة (الأممية)".

لكن الزليتني اعتبر أن "التكتم على الأسماء أمر غير جيد.. فمن حق من سيوافق على المشاركة أن يعرف من سيجلس معه في الحوار".

وزاد بأنه "من حق المشاركين أيضا التجهز والتشاور مع من سيمثلونهم، لكن الوقت غير كاف؛ فسلامة يتأخر في إبلاغهم ".

كل ذلك الغموض دفعه إلى القول إن "الملتقى لن يكون تشاوريا ولا حواريا، بل سيطرح حلولا تبدو ملزمة، وعلى المشاركين القبول أو الرفض".

وختم الزليتني بأن "سلامة ربما يهدف من التحفظ على إعلان الأسماء إلى قطع الطريق على من لن يجدوا أسمائهم ضمن المشاركين، ويُتوقع منهم العمل على إفشال الملتقى".

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

روسيا تحرز تقدما جديدا في الاشتباكات الحدودية قرب خاركيف
16:00 12.05.2024
انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
15:00 12.05.2024
رئيس ليتوانيا يأمل في الفوز بولاية جديدة في انتخابات
14:00 12.05.2024
سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
13:00 12.05.2024
رئيس وزراء اليونان يزور تركيا
12:00 12.05.2024
اندلاع حريق في مصفاة نفط في روسيا
12:00 12.05.2024
يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
جميع الأخبار