حفتر والوفاق يحشدان لمعركة "عض الأصابع"

حفتر غير قادر على دخول طرابلس..والوفاق لم تتمكن من طرده من تخوم العاصمة

تحليلات 09:00 16.06.2019

- حفتر غير قادر على دخول طرابلس.. والوفاق لم تتمكن من طرده من تخوم العاصمة.
- الطرفان يعززان قواتهما بأسلحة وذخيرة وعناصر إضافية.
- الوضع أشبه بمعركة "عض الأصابع".. الكل يتألم، لكن من يصرخ أولا يخسر.
- حفتر يراهن على تحييد سلاح الجو للوفاق.. ومطار مصراتة العائق.
- قوات حفتر تتشكل من خليط غير متجانس ما يضعف موقفها.
- تصاعد الضغوط الدولية لوقف الحرب.. وحلفاء لحفتر يتراجعون.

بعد انتهاء عطلة العيد، تواصل حكومة الوفاق الوطني الليبية، حشد مزيد من الكتائب بالعاصمة طرابلس، لطرد القوات المهاجمة بعيدا عن مقرات السيادة.

بالمقابل يستعد اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد الجيش القادم من الشرق، لحسم معركة طرابلس، خاصة بعد وصول إمدادات من الأسلحة والذخيرة إلى الخطوط الأمامية لقواته.

ففي نهاية مايو/ أيار الماضي، أعلنت عملية "بركان الغضب"، التابعة لحكومة الوفاق، إرسال تعزيزات عسكرية جديدة من كتيبة حطين (تتبع لكتائب مصراتة) إلى محاور القتال.

وضمت التعزيزات آليات ثقيلة بينها دبابات، كما وصلت تعزيزات عسكرية من مدينة القلعة، في الجبل الغربي، التابعة للمنطقة العسكرية الغربية لحكومة الوفاق.

أما قوات حفتر، فأظهرت عدة صور وتقارير إعلامية وصول آليات وذخائر إلى محاور القتال، قالت قوات الوفاق إنها قادمة من مصر، بعدما تم ضبط كميات كبيرة من الذخائر الخاصة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بالمحور الجنوبي، خلف خطوط قوات حفتر.

لم يتمكن أي من طرفي الصراع، من حسم معركة طرابلس في شهر رمضان المنصرم، رغم قيام قوات حفتر بهجوم واسع على عدة محاور في 20 رمضان (25 مايو/ أيار).

حققت فيه بعض التقدم ووصلت إلى غاية منطقة صلاح الدين، التي لا تبعد عن وسط العاصمة سوى بنحو 11 كلم، لكن تكلفة هذا الهجوم كانت باهضة وخسرت قواته 20 قتيلا على الأقل، بحسب وسائل إعلام محلية، ناهيك عن تدمير عدة آليات.

كما تقدمت قوات الوفاق من عدة محاور نحو المطار القديم، بمنطقة قصر بن غشير، لاستعادته من قوات حفتر، دون جدوى، مع استمرار الكر والفر بين الطرفين.

السبت الماضي، وبعد خمسة أيام من عيد الفطر، استأنف الطرفان القتال في المحاور الثلاثة المؤدية إلى المطار القديم، وخاصة الرملة والطويشة وطريق المطار، وتقول قوات حفتر أنها تقدمت غربا إلى كوبري السواني (مفترق طرق قريب من حي السواني/ 30 كلم جنوب غرب طرابلس).

وعلى ضوء المعطيات الحالية، فإن كلا من حفتر وقوات الوفاق، يستعدان لجولة جديدة من القتال يأملان أن تكون حاسمة، رغم تواجدهما في حالة من توازن القوى.

فحفتر عاجز عن دخول طرابلس، وقوات الوفاق لم تتمكن من طرد قواته من تخوم العاصمة والمدن المحيطة بها.

إنها أشبه بمعركة عض الأصابع، الكل يتألم، لكن من يصرخ أولا يخسر الحرب، غير أن عامل الوقت يلعب ضد حفتر، فكلما طال أمدها ازداد الضغط عليه من حلفائه الدوليين والمحليين، ناهيك عن أعدائه في طرابلس وفزان (الجنوب) وبرقة (شرق).

فالبيت الأبيض الأمريكي، نفى صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت أن الرئيس دونالد ترامب، سيستقبل حفتر في واشنطن، كما طالب 13 نائبا أمريكيا، ترامب، بإدانة هجوم حفتر على طرابلس.

أما فرنسا فتراجعت خطوة إلى الوراء في تأييدها لحفتر، بعد استقبالها لفائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، وكذلك السعودية، التي وجهت دعوة للسراج للمشاركة في القمتين العربية والإسلامية.

داخليا، نشرت عدة وسائل إعلام محلية، وجود خلافات بين كتائب متحالفة مع حفتر، على توزيع الذخائر والرجال على محاور القتال، وخلافات بين اللواء التاسع من مدينة ترهونة (المنطقة الغربية) وكتائب من مدينة أجدابيا (المنطقة الشرقية) دفع الأخيرة إلى سحب 20 آلية برجالها من محاور القتال والعودة بهم إلى أجدابيا.

كما طال التململ كتائب ورشفانة، الموالية للنظام السابق، واللواء التاسع ترهونة، وكلاهما من المنطقة الغربية ومتحالفين مع حفتر، وذلك بعد اتهام ورشفانة للواء التاسع بقتل أحد قادتها (العميد مسعود الضاوي، قائد اللواء 26) بمنطقة فم ملغة، التابعة إداريا لترهونة.

فقوات حفتر تتشكل من خليط غير متجانس، يضم نواة من 7 آلاف عنصر، يقودهم مقربين منه وعلى رأسهم ابنَيه خالد وصدام، ومسلحين قبليين من الشرق، وبقايا الكتائب الأمنية لنظام القذافي.

إلى جانب مسلحين من السلفيين المدخليين، واللواء التاسع ترهونة بقيادة الإخوة الكاني ذووا التوجه السلفي الجهادي، ومسلحين قبليين من الغرب خاصة من جناح في الزنتان، ومرتزقة من تشاد والسودان.

ومع طول مدة القتال في طرابلس، واحتكاك هذه الكتائب فيما بينها، بما تمثله من تناقضات جهوية وقبلية وإيديولوجية، قد يؤدي ذلك إلى تفجر الصراع بينها من الداخل.

وهذا ليس بجديد، حيث سبق أن انشقت قوات من الزنتان بقيادة أسامة الجويلي، عن حفتر، وكذلك قوات إبراهيم جضران، قائد حرس المنشآت النفطية، وكتائب التبو.

ناهيك عن قادة يمثلون قبائل وازنة في الشرق، مثل العقيد فرج البرعصي، قائد منطقة الجبل الأخضر العسكرية، والرائد محمد الحجازي، الناطق باسم عملية الكرامة، ومهدي البرغثي، قائد الكتيبة 204 دبابات في مدينة بنغازي (شرق).

ويشير تمكن قوات المحور الجنوبي التابع لحكومة الوفاق، في منطقة الشويرف، جنوب مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، من أسر العديد من الجنود والضباط الفارين من محاور القتال، إلى التململ الحاصل في صفوف قوات حفتر، خاصة لدى أولئك القادمين من الشرق، والراغبين في العودة إلى ديارهم وأهاليهم مع طول أمد الحرب وغياب أمل لنصر قريب.

وفي الجنوب الليبي، يزداد الضغط يوما بعد يوم على قوات حفتر، مع اشتداد الهجمات التي تقوم بها قوات حماية الجنوب، التابعة لحكومة الوفاق، وكذلك كتائب التبو المدعومة من المعارضة التشادية المسلحة.

فضلا عن تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يستغل حالة الفوضى الأمنية لاستهداف قوات حفتر في الجنوب، مما دفع الأخيرة إلى إرسال تعزيزات إلى الجنوب، مما يؤثر ذلك بدون شك على التركيز على معركة طرابلس.

كما أعلن قائد القوات الخاصة ونيس بوخمادة، التابع لحفتر، تكليف قواته بتأمين المنطقة الممتدة من أجدابيا (720 كلم شرق طرابلس) إلى غاية شرق مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، والتي تتواجد بها الموانئ النفطية، للتصدي لأي هجوم محتمل.

وهذا ما يعكس تخوف حفتر من أن يخسر منطقة الهلال النفطي، في حالة أي هجوم مفاجئ لقوات معادية، في ظل تركيز معظم قواته على معركة طرابلس.

فمازال مسلحو إبراهيم جضران، القائد السابق لحرس المنشآت النفطية، وسرايا الدفاع عن بنغازي، يتربصون لاستعادة السيطرة على الموانئ النفطية، وكذلك تنظيم "داعش" الإرهابي المتمركز في جبال الهروج، جنوب الهلال النفطي.

فجيش حفتر الصغير (ما بين 25 إلى 30 ألف رجل)، موزع على عدة جبهات، واشتعال هذه الجبهات في آن واحد سيضعف من قوة حفتر في معركة طرابلس.

وأول منطقة مرشح أن يخسرها هي مدن الجنوب الهشة أمنيا، وخاصة التي يقطنها التبو مثل مرزق، أو الطوارق مثل أوباري وغات.

ما يعزز ذلك ظهور قوات حفتر غير قادرة على مواجهة المخاطر الأمنية والكوارث الطبيعية في المنطقة، مثلما حدث في فيضانات غات مؤخرا.

لذلك يراهن حفتر، على تحييد القوة الجوية للوفاق، للسيطرة على سماء المعركة، مما يعطيه عنصر تفوق لطالما كان حاسما في معاركه التي خاضها في مدن الجنوب، وفي بنغازي ودرنة (شرق) والهلال النفطي (شمال) والجفرة (وسط).

لكن حتى وإن حيّد حفتر مطار معيتيقة (الوحيد الذي يشتغل بطرابلس)، إلا أن حكومة الوفاق تملك مطار مصراتة، الذي لا يبعد عن العاصمة سوى بأقل من 200 كلمز

كما أن قاعدة مصراتة الجوية تتمتع بمنظومتي دفاع جوي، الأولى سوفياتية تمت صيانتها بمساعدة أوكرانية، وأخرى حديثة يتم إعدادها بدعم بريطاني منذ 2012، مما يفسر عدم قيام قوات حفتر باستهدافها منذ بدء معركة طرابلس.

لذلك من المتوقع أن تطول معركة طرابلس عدة أشهر بدون حسم لأي طرف، بالنظر إلى معركة بنغازي التي استغرقت ثلاث سنوات (2014 - 2017)، ومعركة طرابلس الأولى والمنطقة الغربية (2014- 2016)، خاصة وأن حكومة الوفاق، استطاعت أن توازن قوات حفتر الجوية في الحرب الأخيرة.

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
جميع الأخبار