إن تركيبة الإرهابي النفسية، فهو في غالب الأمر شاب صغير السن، لم يتلق علماً شرعياً منضبطاً متدرجاً علي يد عالمٍ ملتزم بالكتاب والسنة، يتدرج به في مراحل العلم فيبدأ بالصغير قبل الكبير، والكلي قبل الجزئي، والعقيدة قبل العبادة، والفرض قبل السنة، والواجبات قبل المستحبات، والمستحبات قبل التحسينات، ويعلمه كيف يوازن بين الأمور وفقه الأولويات، وتقديس النفس وحفظ حرمتها، وأنها معصومة ما لم يأت دليل قاطع.
ومن علماء معتبرين زائد قانون واضح بجواز قتلها كمن قتل غيره متعمداً، ومسائل أخري حددها الشرع الحنيف، أما هذا فقد تلقى تعليمه وثقافته من أجهزة الكمبيوتر وصفحات النت، وفتاوى شباب مثله لم يدرسوا علماً شرعياَ حقيقياً بل تلقفوا كل شاردة وواردة من الأقوال الشاذة، والتصرفات الغريبة وحاولوا أن يجعلوها دينا، بل وقانوناً يتم التحاكم إليه، خاصة إذا إقترن بحماسة الشباب وفورة المراهقة الفكرية والجسدية، فيندفع إلى القتل عموما حتى لو قتل نفسه في عمل لا أساس شرعي له، طمعاً بالباطل في جنة عرضها السموات والأرض.
كما نراه اليوم من التفجير والتقتيل وسفك الدماء مسترشداً بسلفه من الخوارج الذين كفروا المسلمين بالمعصية، ومثبتاً أن الخلل العقيدي (تكفير الناس بالمعصية) لابد أن ينتج عنه خلل سلوكي (التفجير ومحاولة قتلهم)، حتى ولو في دور العبادة المقدسة؟ تصرف يكسر هيبة وحرمة هذه الأماكن وقدسيتها وهو أمر مقصود ومخطط له، وينزع الأمن من الناس ويصيبهم بالرعب والخوف، وهو كذلك هدف لهؤلاء!، ولا يستطيع إنسان أن يتعاطف مع هؤلاء أو يجد لهم مبرراً، برغم أنهم يصلون ويصومون ويقرأون القرآن لكن خللهم العقيدي يضيع كل ما يفعلوه، لا شك أن إنتهاك.بيوت الله جريمة نكراء .. لكن الشاهد هو ألا يغتر الإنسان بمظاهر التقوي والصلاح ما لم ترتبط بعقيدة صحيحة وفهم سليم
بقلم رئيس المركز الدولي لحوار الحضارات الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي