قال مقال بمجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الإمارات تواجه تحديات داخلية وخارجية دفعتها إلى الانسحاب من اليمن، مشيرا إلى "المأزق" الذي تواجهه السعودية هناك بعد انسحاب أهم شركائها.
أبرز ما جاء بمقال عماد حرب الخبير في المركز العربي في واشنطن:
- تعاني الإمارات من تباطؤ اقتصادي في الداخل.
- المعركة في اليمن وصلت إلى طريق مسدود بعد مرور أكثر من أربع سنوات من التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية.
- تدرك الإمارات أن الميليشيات المتحالفة معها ستواصل السيطرة على الجزء الجنوبي من البلاد وأن السعودية، رغم غضبها من الانسحاب الإماراتي، لن تحرم أبو ظبي من الوصول إلى المرافق البحرية في المنطقة، التي تحتاجها الإمارات لتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في السيطرة على قواعد بحرية من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط.
- رغم غضب صانعي القرار السعودي من رحيل الإمارات، فمن غير المرجح أن يمنعوا أبو ظبي من استخدام المنشآت اليمنية، لأنهم مازالوا يحتاجون الدعم الإماراتي في مواجهة إيران وفي الخلاف مع قطر.
- إذا أدى هذا المأزق المستمر إلى تقسيم اليمن، فإن مصالح الإمارات ستظل قائمة.
- إذا نجح الحوثيون في السيطرة على أجزاء من شمال اليمن، وبالتالي توفير موطئ قدم لإيران، فسيكون التهديد محدودا بالنسبة للإمارات لكونها بعيدة جغرافيا.
- إذا استقل جنوب اليمن، الذي يسيطر عليه سياسيون وقوات موالية للإمارات، فإن هذا الجنوب سيعتمد على الدعم المقدم من أبو ظبي، ولهذا فإنه سيمنح الإمارات إمكانية الوصول إلى منشآته وأراضيه دون قيود.
الجبهة الداخلية:
- الإمارات تواجه أيضا ضغوطا أكبر من أي وقت مضى لحماية الجبهة الداخلية.
- تشعر الإمارات بقلق عميق إزاء التحدي الإيراني في الخليج العربي، ما يجعلها تحت ضغوط أكبر من أي وقت مضى لحماية الجبهة الداخلية.
- في السابق، كانت الإمارات تعتقد أن بإمكانها الاعتماد على الولايات المتحدة للمساعدة في احتواء إيران. لكن مع تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن ضرب إيران بعد أن أسقطت طائرة تجسس أمريكية، فإن الإمارات تفضل الآن تجميع جنودها بالقرب من أراضيها.
- القادة الإماراتيون يشعرون بعدم ارتياح كبير بسبب مستوى النقد الموجه ضد الإمارات والسعودية في الكونغرس الأمريكي بسبب الأعمال الوحشية بحق ضد المدنيين في اليمن.
- أقر مجلسا النواب والشيوخ تشريعا يحد من إمداد الولايات المتحدة للبلدين بالسلاح.
- حق النقض الذي استخدمه ترمب ضد القانون هو فقط الذي ضمن استمرار مبيعات الأسلحة إلى أبو ظبي والرياض حتى الآن.
- ترغب الإمارات في المحافظة على علاقة جيدة مع الكونغرس على المدى الطويل، كي تحافظ على العلاقات الأمريكية الإماراتية.
- كل هذه الأسباب توضح خلفيات الانسحاب الإماراتي.
المأزق السعودي الإماراتي:
- بغض النظر عن الدوافع الإماراتية فهناك شيء واحد واضح وهو أن السعودية في مأزق.
- لا يمكن للرياض أن تستمر في حرب لا نهاية لها في اليمن من دون أن يكون لها شركاء لديهم قدرات عسكرية مثل الإمارات.
- لا يمكن للسعودية كذلك أن ترحل من اليمن هكذا، لأن هذا سيشكل هزيمة استراتيجية لها تفسح الطريق أمام استقرار الحوثيين، المتحالفين مع إيران، في شمال اليمن.
- بالتالي ليس من الصعب تصور أن السعودية يمكن أن تعيد النظر في علاقتها مع جارتها الأصغر، وهو أمر قد يضر كثيرا بمصالح الإمارات.
- الإمارات، كدولة صغيرة، تحتاج إلى دعم السعودية على جبهتين على الأقل، وهما مواجهة منافسيها داخل مجلس التعاون الخليجي مثل قطر وعمان، ومعارضة أنشطة إيران في الخليج العربي.