هل تفتح اللجنة الدستورية باباً لإحلال السلام في سوريا؟ من داخل جنيف الدولية بقلم إيموجين فولكس

طفلٌ سوري مُصاب يجلس على سرير في مستشفى بمدينة دوما شرق الغوطة في ضواحي العاصمة السورية دمشق.

تحليلات 14:00 04.11.2019

مِن المُقَرَّر أن يُعقَد الاجتماع الأول للجنة الدستورية السورية المؤلفة من 150 عضواً في جنيف يوم الأربعاء 30 أكتوبر الجاري لوضع مشروع دستور جديد. فهل يُمكن أن يُساهم ذلك في تحقيق تَقَدُّم في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب؟

"مبعوث سوريا يفتح باباً لِحَلِ حرب 8 سنوات ونصف". لم يكن هذا سوى واحد من العناوين الرئيسية التي استقبلت الأنباء الواردة بشأن موافقة الأمم المتحدة اخيراً، وبعد سنوات من المحاولة، على قائمة المُشاركين في اللجنة الدستورية التي طال انتظارها، هذه الهيئة المُصَمَّمة لوضع هياكل سياسية جديدة أكثر ديمقراطية لسوريا، تليها انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.

هنا في جنيف، بدأ الصحفيون يستعدون لوصول الأعضاء الـ 150 الذين تتألف منهم اللجنة، والمُقَسَّمون بالتساوي إلى ثلاث مجموعات: يُعين النظام الثلث، المعارضة الثلث الآخر، بينما يختار المبعوث الأممي غير بيدرسن الثاث الأخير من المثقفين ومندوبي منظمات من المجتمع المدني السوري. ولكن، هل لنا أن نشاطر التفاؤل الذي حملته هذه العناوين؟

"ليس كثيراً"، يقول أحدهم، مُشيراً إلى حملة الانتقاد الشرسة التي يتعرض لها بعض السوريين في هذه اللجنة بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي العربية.

من داخل جنيفماذا عن سوريا الآن؟

"إنه حقاً لعب ببرميل بارود ضخم وسط ثلاثة ملايين مدني". كانت هذه كلمات يان إيغلاند، مستشار الشؤون الإنسانية الخاص للمبعوث الأممي لسوريا، في آخر يوم ...

بدوري، أجد صعوبة في أن أكون مُفعمة بالآمال، سيما مع تغطيتي ‘محادثات السلام’ بشأن سوريا منذ سبع سنوات. وهنا استطيع أن اتذكر ذلك اليوم الحار في يونيو 2012، عندما التقى كوفي عنان، وهيلاري كلينتون، وسيرجي لافروف وغيرهم من كبار الدبلوماسيين في العالم، واتفقوا - كما قال السيد عنان في بيان لاحق، على الحاجة لوجود "حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة".

ولم يكد هذا البيان أن يتصدر العناوين، حتى باتت المفاهيم المختلفة لقادة العالم بشأنه واضحة. فمن جانبها، واصلت الولايات المتحدة إصرارها على أن الرئيس بشار الأسد لا مكان له في مثل هذه الحكومة الانتقالية، بينما كانت روسيا أكثر حذراً عندما صرحت بأن تحديد سوريا لقائدها المستقبلي متروك للشعب السوري.

كان ذلك مؤتمر "جنيف1". ومنذ ذلك الحين، شهدنا "جنيف 2" والعديد من جولات التفاوض الأخرى، التي كان البعض منها على مرأى وَمَسْمَع وسائل الإعلام العالمية، وبعضها الآخر خَلف أبواب مُغلقة بأحكام. كانت هناك مؤتمرات صحفية تبودلت فيها الاتهامات الحادة، وَجَّه خلالها ممثلو الحكومة السورية الإهانات للمعارضة، الأمر الذي قابله ممثلو المعارضة بالمثل. لكن الجانبين لم يظهرا سوية أبداً. بل أنهما، وفي أشد مراحل المفاوضات تعقيداً، لم يلتقيا وجهاً لوجه إلا نادراً - هذا لو حدث ذلك أصلاً. وكان احد مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا (اليوم يتولى المبعوث الرابع هذا الملف) قد لجأ إلى طاولة مُصَمَّمة خصيصاً للسماح للجانبين باللقاء في نفس الغرفة، دون الحاجة إلى النَظَر إلى بعضهما البعض.

مُعاناة تفوق التصور

في الميدان، لم تتوقف العمليات القتالية. لقد مورِست كافة أشكال العُنف والحرمان والإهانة التي يمكن تصورها على الشعب السوري، من قصف مدفعي وجوي متواصل، وحصار، وتجويع، وتعذيب واغتصاب. لقد فَرَّ الملايين، والدول المجاورة تُكافح من أجل إستيعابهم وإيوائهم بشكل مناسِب، بينما تتجادل الحكومات هنا في أوروبا وتراوغ بشأن استقبال بضعة آلاف منهم.

ليس هناك من حَلِّ مستدام لهذا الوضع سوى السلام. هذا ما سيقوله لك كل خبير في حَلّ النزاعات وبناء السلام. لكنهم سيخبرونك أيضاً بأن صُنع السلام ليس سهلاً، كما أنه نادراً ما يكون سريعاً. في الأثناء، يبدو أن أصحاب المصالح الجيوسياسية في سوريا (لا سيما تركيا في الوقت الراهن)، لا زالوا يعتقدون وبعد ثماني سنوات طويلة من الحرب، أن الاسلوب "السريع والقذر" لتسوية الأمر برمته من خلال استخدام القوة الغاشمة على الأرض قد ينجح بالفعل.

أما البعض الآخر، كالولايات المتحدة، فيقدم رسالة مُشوشة، لا تحمل سوى معنى واحد لدى تحليلها هو: "هذه ليست مشكلتنا".

ان كلا من القوة الغاشمة وفك الارتباط المفاجئ يشكلان خطراً على المدى القصير. فكلا السياستين لن تؤديان إلى إنهاء الصراع أو دَعم السلام الدائم. لكن الأمر المؤكد هو أن كليهما يساهم في إدامة البؤس في سوريا ويُراكِم مشاعر السَخط والاستياء وما يرافقها من مخاطر محتملة لنا جميعاً على مدار عقود.

المساعي الحميدة وزير الخارجية السويسري يشدد على الحوار بين السوريين لصياغة الدستور الجديد

أكد وزير الخارجية السويسري ايناسيو كاسيس دعم بلاده لإنشاء لجنة صياغة الدستور في سوريا بشكل سريع. وأوضح ايناسيو كاسيس في مؤتمر حول سوريا في ...

هذا المحتوى تم نشره يوم 25 سبتمبر, 2019 11:00 ص

صبر الامم المتحدة وخبرتها

يميل تفكير معظم الحكومات لأن يكون على المدى القصير- حتى حلول الانتخابات المقبلة في الواقع. ولحسن الحظ، توجد لدينا الأمم المتحدة المنخرطة بهذا الشأن على المدى الطويل، والتي هي بحق الهيئة الوحيدة التي تتسم بالصبر والخبرة والحيادية التي تؤهلها للتفاوض على السلام في سوريا.

عندما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن اللجنة الدستورية، قال: " أعتقد بشدة أن إطلاق لجنة دستورية يتولى السوريون أنفسهم تنظيمها وقيادتها يمكن أن يشكل بداية طريق سياسي نحو حل".

لاحِظوا المفردات المُستَخدمة: "إطلاق" ... "بداية" ... "طريق نحو". لا شك أن السيد غوتيريس والمبعوث الخاص غير بيدرسون يعلمان جيداً بأن هذه ليست سوى بداية لما ستكون عملية بطيئة ومُعَقَّدة للغاية بالتأكيد.

على الجانب الآخر، تتمتع الأمم المتحدة وجنيف بِسِجٍل حافلٍ على الأقل. فقد عُقِدَت العديد من محادثات السلام هنا؛ حول فيتنام، والبوسنة، وقبرص، وتيمور الشرقية، ومناقشات جنيف الدولية المستمرة (التي تضم مُمَثلين عن كل من جورجيا وروسيا وأبخازيا وأوسيتيا)، التي لا يتم التطرق إليها كثيراً، للحَد من التوترات، ومَنع أي نزاع آخر حول منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

لكن النجاح لم يحالف جميع هذه العمليات، كما أن البعض منها لم يُستكمل في جنيف في الواقع. وعلى سبيل المثال، تم توقيع اتفاق سلام البوسنة أخيراً في دايتون أوهايو. كما أدى قرار الإدارة الجديدة في واشنطن بالإنسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، إلى تقويض المفاوضات التي سهر الدبلوماسيون والمراسلون في جنيف ليالٍ طويلة بشأنها، وتصعيد التوتر ثانية.

كل هذا، قد يثير لدينا الشكوك بشأن اللجنة الدستورية المقبلة، ليس فقط بسبب الفترة الطويلة التي استغرقتها هذه الحرب، ولكن لأن حجم اللجنة، بأعضائها الـ 150، لا يبدو عمليا بالمرّة. مع ذلك، فإن هؤلاء الممثلين الـ 150، ومعهم الأمم المتحدة، يخطون الخطوة الأولى على الأقل، وبالتالي فإنهم يجب أن يحظوا بالدَعم والتأييد.

لا ينبغي لأحد أن يتوقع أن تكون نتائج هذه المساعي سريعة أو سهلة. لكن ما يحق للشعب السوري توقعه هو مُشاركة جادة في جنيف، وعَمَل جدي لِفَض الاشتباكات في ساحة المعركة.

صورة كاتبة المقال

بدأت إيموجين فولكس أصيلة اسكتلندا حياتها المهنية مع التلفزيون الاسكتلندي، قبل انتقالها إلى إذاعة سويسرا العالمية، التي سبقت الخدمة الدولية الراهنة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية على شبكة الإنترنت "سويس إنفو" swissinfo.ch. ومنذ عام 2004، شغلت منصب مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ في مدينة جنيف وعموم سويسرا. وقد قادتها المهام التي كُلِّفت بها من مرافقة بعثة طبية للجنة الدولية للصليب الأحمر في كولومبيا، إلى الترويج لحقوق الإنسان في تونس، وحتى دَعم الأمم المتحدة للاجئين المُسنّين في صربيا. كما تنقلت من قلب نفق غوتهارد الجديد في يوم تدشينه، صعوداً إلى قمم الأنهار الجليدية البادئة بالإنكماش في سويسرا.

 

 

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
جميع الأخبار