واشنطن على خط أزمة النهضة..هل يخضع الملف لصراع الكبار؟

في اجتماعات واشنطن بوساطة أمريكية، أشارت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، إلى أن السقف الزمني المحدد للتوصل إلى اتفاق لحل النزاع حول ملء وتشغيل سد النهضة سيكون بحلول 15 يناير/كانون الثاني 2020.

تحليلات 12:00 24.11.2019

منتصف هذا الشهر، وبعد أيام على لقاء جمع ممثلين عن الدول الثلاث التي تمثل أطراف أزمة سد النهضة، مصر وإثيوبيا والسودان، وبوساطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، استضافت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماعا لوزراء الدول المعنية بالأزمة، للمداولة حول رؤية كل منها لملء خزان السد، أبرز نقاط الخلافات.

اجتماع أديس أبابا الوزاري، هو الاجتماع الأول من أربعة اجتماعات مقرر عقدها لوزراء الموارد المائية من الدول الثلاث، بمشاركة ممثلين عن البنك الدولي والولايات المتحدة بصفتها الدولة الوسيط التي مهدت لهذا الاجتماع في 7 نوفمبر/تشرين الثاني خلال لقاء وزراء خارجية الدول الثلاث في واشنطن.

في اجتماعات واشنطن بوساطة أمريكية، أشارت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، إلى أن السقف الزمني المحدد للتوصل إلى اتفاق لحل النزاع حول ملء وتشغيل سد النهضة سيكون بحلول 15 يناير/كانون الثاني 2020.

وتأمل إثيوبيا أن تصل لإنتاج الطاقة الكهربائية في غضون ثلاث سنوات، وهي المدة المقررة لملء خزان سد النهضة خلافا للرغبة المصرية بأن يكون ملء الخزان بوتيرة أبطأ تستغرق سبع سنوات على الأقل.

وفي حال أخفقت أطراف الأزمة في التوصل إلى اتفاق، سيكون على وزراء خارجية الدول الثلاث العودة إلى المادة العاشرة من إعلان 2015.

وتنص المادة العاشرة المتعارف على تسميتها بمبدأ التسوية السلمية للمنازعات على أن "تقوم الدول الثلاث بتسوية منازعاتهم الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق بالتوافق من خلال المشاورات أو التفاوض وفقا لمبدأ حسن النوايا"، وفي حال لم تنجح الأطراف في حل الخلافات من خلال المشاورات أو المفاوضات عندها "يمكن لهم مجتمعين طلب التوفيق، الوساطة أو إحالة الأمر لعناية رؤساء الدول أو رئيس الحكومة".

وأكد وزراء خارجية الدول الثلاث بعد انتهاء اجتماع واشنطن على التزامهم المشترك بالتوصل إلى اتفاق شامل ومستدام وفق أسس المنفعة المتبادلة بشأن تشغيل سد النهضة، بما ينسجم مع إعلان "المبادئ" لعام 2015.

ووفقا لإعلان المبادئ، تتعهد الدول الثلاث بتقاسم الموارد المائية على نحو ينصف الجميع.

وتتحدث أديس أبابا عن أنها لا تنوي الإضرار بالمصالح المصرية وأن الهدف من بناء السد هو توفير الطاقة الكهربائية، بينما تتخوف القاهرة، والخرطوم أيضا، من أن يؤدي ملء خزان سد النهضة الواقع على رافد النيل الأزرق إلى تقليل كمية المياه المتدفقة إليهما والتي تعاني "شحة" كبيرة قبل البدء بملء خزان السد.

ومن المحتمل أن يكون هناك تأثير سلبي على تدفق حصة مصر السنوية البالغة 55 مليار متر مكعب منها 8 مليارات للقطاع الصناعي، وما تبقى للقطاع الزراعي والاستهلاك البشري، حيث تعتمد مصر على مياه نهر النيل بحوالي 90 في المئة من احتياجاتها المائية.

لكن إثيوبيا ترى أن سد النهضة سيوفر طاقة كهربائية بإمدادات ضخمة هي الأكبر في القارة الإفريقية، وهو أمر حاسم في تنميتها الاقتصادية.

ومع عدم توافق الأطراف على حلول وسط، وتباين وجهات نظرها حول مصالحها من تشغيل السد، ستظل الأزمة بحاجة إلى وسيط دولي لديه ما يكفي من أوراق الضغط على حكومات الدول الثلاث، وعلى ما يبدو فإن الولايات المتحدة هي الأكثر قدرة على ذلك.

ويكتسب اجتماع واشنطن أهميته من دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة بالإضافة إلى البنك الدولي كشريك "دائم" في المحادثات، كما أن الاجتماع الذي جاء بدعوة أمريكية يعد قبولا ضمنيا من إثيوبيا باستئناف المفاوضات وموافقة على الدعوة المصرية لدخول وسيط دولي، وهو ما رفضته إثيوبيا حينذاك.

وتحاول أيضا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لعب دور الوسيط الأوروبي في الأزمة بين مصر وإثيوبيا لمنع أي احتمالات للحرب بين البلدين بعد التصعيد الإثيوبي، وانطلاقا من اعتقاد ألمانيا أن الأزمة في حقيقتها أزمة تقنية ولا يجب أن تصل إلى مرحلة الحرب التي ستهدّد طريق التجارة الدولية الحيوية عبر قناة السويس، وعلى طول القرن الأفريقي.

وعقد الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإثيوبي اجتماعا في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في سوتشي الروسية على هامش أعمال القمة الروسية الإفريقية لمناقشة ملف سد النهضة والخلافات حوله.

وهي المباحثات الأولى بعد "توتر" حاد في الأزمة بين البلدين بعد تلويح إثيوبيا باللجوء للخيار العسكري وتصريحات رسمية عن استعدادها حشد مليون إثيوبي للقتال دفاعا عن السد، وهو الأمر الذي ردت عليه القاهرة برفضها لتلك التصريحات، وقبولها دعوة واشنطن لحوار ثلاثي يشمل أديس أبابا والخرطوم.

ويؤيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراء مباحثات ثلاثية بشأن أزمة سد النهضة والتوصل إلى اتفاق "تعاون" بين الدول الثلاث، وتوفير المناخ الملائم لاستئناف المفاوضات وصولا إلى حلول مرضية للجميع، كما يهدف إلى أن يكون الاتفاق بمثابة خريطة طريق ملزمة لجميع الأطراف.

لجوء مصر إلى تدخل وسيط دولي جاء بعد قناعة بوصول مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود متزامنا مع تصعيد في لهجة الخطاب الإثيوبي الموجه ضد مصر.

وعلى ما يبدو فإن الولايات المتحدة تدرك تماما خطورة أزمة سد النهضة واحتمالات تصاعد الأزمة بما يهدد الأمن الإقليمي في منطقة حيوية للمصالح الأمريكية.

في مقابل ذلك، ذهب خبراء أمريكيون إلى أن ثمة دوافع شخصية لدى الرئيس الأمريكي في التدخل كوسيط بين طرفي الأزمة الرئيسيين، إثيوبيا ومصر.

وقد تكون هناك فرص لاستثمارات كبيرة لشركات مرتبطة بالرئيس الأمريكي والتي تشير بعض التقديرات إلى أن حجم الاستثمارات المتوقعة تتعدى خمسة مليار دولار لاستكمال المراحل النهائية من بناء السد التي لم تكتمل بعد.

إلى جانب ذلك، فإن اجتماعات سوتشي بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإثيوبي برعاية روسية خلال استضافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمة الإفريقية الروسية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ينظر إليها مراقبون على أنها أحد أهم دوافع الرئيس الأمريكي للتوسط.

كما أن الرئيس الأمريكي يسعى لتحقيق إنجازات خارجية قد تساعده في حملته الانتخابية القادمة للتجديد له لفترة رئاسية ثانية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني من العام المقبل 2020.

يمكن للوساطة الأمريكية المساعدة في منع أي أعمال حربية في تلك المنطقة الحيوية للمصالح الأمريكية لضمان تدفق التجارة الدولية عبر قناة السويس، لكن هناك ثمة احتمال عدم جدية الولايات المتحدة في وساطتها واحتمالات استغلالها من أطراف دولية، مثل الصين، لتحقيق أهداف تتعارض مع الأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة.

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
جميع الأخبار