شرق أوسط جديد بقيادة روسية ومباركة أمريكية وإسرائيلية

تحليلات 10:40 19.01.2020

في مقالي السابق قدمت وجهة نظر رائجة على نطاق واسع وهو أن الدور الإيراني لم ينته بعد في الشرق الأوسط، وأنه ما زال دجاجة تبيض ذهباً للعم سام. أما اليوم فسأقدم وجهة نظر أخرى ترى العكس تماماً، وهو أن عصر إيران قد ولّى، وأن الأمريكي والإسرائيلي قد اختارا منفذاً جديداً للمشروع الصهيو أمريكي في المنطقة يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية بطريقة أفضل وأنظف، ألا وهو الروسي. ويرى أصحاب هذا المنطق أن ملامح الشرق الأوسط الجديد بدأت تتضح رويداً رويداً، مع اعتماد زعماء النظام العالمي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، سياسة حديثة يعملون من خلالها على بلورة نظام حديث لقيادة للشرق الأوسط برمته، ليقدموا من خلاله حليفاً لدول المنطقة كافة على طبق من ذهب، بعد أن أرعبوهم لعقود خلت بهالة الخطر الإيراني، فأرهقوا الجميع بداية، وها هم اليوم انطلقوا لتحجيم الدور الإيراني الذي تجاوز الخطوط الحمراء وكسر الحدود، في معادلة ربما لم نر مثلها منذ قرن من الزمن.
لن أحدثكم اليوم عن أحلام الشعوب المطالبة بالحرية والتحرر من قيود الديكتاتورية، ولن أتطرق إلى الأنظمة المعادية للربيع العربي، ولا إلى تلك الحروب التي لم تكن سوى غطاء للمشروع الأشمل، دعونا من القشور، ولندخل إلى أعماق ما يحاك للمنطقة، ونتحدث عن المخطط الأكبر والأخطر على الشرق الأوسط برمته، والمعنون بتنصيب القيصر الروسي على عرش إدارة المنطقة، كرجل ظل للولايات المتحدة الأمريكية وطبعاً إسرائيل، وخادم لهما.
مع دخولنا عام 2020، ولجنا فعلياً في مرحلة تحجيم الدور الوظيفي لإيران، الذي تجاوز الخطوط الحمراء المرسومة له من قبل زعماء النظام العالمي، ولا أخفيكم سراً إذا ما قلت لكم إن طهران كانت على بعد خطوات قليلة فقط من استعادة الامبراطورية الفارسية، بعد أن سيطرت على أهم وأقوى محاور الشرق الأوسط تأثيراً ألا وهي العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، اليمن.
لكن الولايات المتحدة الأمريكية، سارعت وعلى عجل للقضاء على زعيم هذا المشروع قبل أن يتكلل بالنجاح، وتصل إيران إلى المياه الدافئة في المتوسط، فقامت بتصفية «قاسم سليماني»، الذي يعتبر الأب الروحي لهذا المشروع، وبقتله أعادت إيران إلى المربع الأول، وحطمت حلمها، وهنا وبكل تأكيد، فالقادم سيكون أشد قوة على الشخصيات التي كانت مساندة لسليماني، ويمكننا القول، هذا العام هو عام ترويض إيران مجدداً، وهنا عليكم الانتباه، نقول ترويض، ولا نقول إنهاء وجود نظام الحكم فيها، بمعني آخر إعادة ترتيب دورها الوظيفي وبالتالي استمرار أحوال العرب على ما هي عليه.
ما تحدثنا عنه أعلاه، هو ضرورة لفهم واستيعاب اللاحق منه، فإيران لم تُستخدم لترهيب الشعوب العربية فقط، بل اُستخدمت كمسار واسع المجال لدخول الدب الروسي بكل قوة إلى الشرق الأوسط بترتيبات أمريكية- إسرائيلية صرفة، بعد أن اتفق الأمريكي والإسرائيلي معها على تسليمها إدارة المنطقة الغارقة بالفوضى والدماء، وكذلك بعد المحافظة على مواقع الثروات الباطنية في كل الدول المشتعلة، لتمارس موسكو العنتريات على الشعوب الضعيفة، وتمكّن للأنظمة الديكتاتورية، وهذا في المناسبة لا يعني للأمريكان والإسرائيليين أي شيء، فما كان يهمهم أصبح بجعبتهم، أما البقية فهي تفاصيل ثانوية.

روسيا ستقود دول المنطقة، وتعيد ترتيبها وفق المخططات الأمريكية- الإسرائيلية، أما الثروات الباطنية، بطبيعة الحال هي تحت الوصاية الأمريكية المباشرة، ولتبع روسيا بعضاً من أسلحتها التي تكدست لسنوات دون وجود طالبين لها

روسيا لم تكتف بحدود سوريا الجغرافية فقط، بل الولايات المتحدة الأمريكية مهدت لها الطريق لدخول الخليج العربي الذي يشتهر بالمنطقة الخضراء لواشنطن، بداية عندما أمرت واشنطن حكام الإمارات بتمويل العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وحتى دفع مرتبات الجنود الروس وقواعدهم، ثم دفعت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للاتصال بالرئيس الروسي، وتحقيق تعاون معه على أصعدة عدة، بعد ذلك، جاء الدور على مصر، التي وقعت وحصلت بدورها على أحدث المقاتلات الحربية الروسية وكذلك الحوامات العسكرية.
كل هذه التطورات ليست عبثية، ولم تحصل بسبب قوة روسيا، ولا نجاعتها السياسية، بل لأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تريدان، زعيماً واحداً متفقاً عليه من قبل الجميع لترتيب أوراق الشرق الأوسط كما يخططون، فهل سيجدون أفضل من روسيا الهزيلة المتعطشة لتحقيق أحلامها القيصرية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لتنفيذ هذا المشروع؟
إذاً، روسيا هي من ستكون مايسترو الشرق الأوسط، تجمع الجميع تحت ظلالها أعداء وحلفاء، ولا ننسى طبعاً، بأن العراق يدرس اليوم بكل جدية استملاك المنظومات الصاروخية الحديثة «أس- 300، وأس- 400»، فهل تصدقون أن بغداد تستطيع فعل ذلك بدون ضوء أخضر أمريكي؟ كما أن عقوبات تضليلية قد تأتي لاحقاً كما فعلوا مع تركيا، التي أصبحت هي الأخرى تسبح وتهرول في المعسكر الروسي، رغم أنها من كبار حلف «الناتو»؟ ولا ننسى طبعاً، وجود مفاوضات لضم روسيا إلى مجموعة السبعة الكبار في العالم.
واليوم نرى روسيا تقود الملف الليبي بذات القوة التي قادت فيها الملف السوري، وبطبيعة الحال هي المعلم الأكبر للنظام الإيراني، وهنا يبقى السؤال.. من تبقى خارج ظلال القيصر الروسي؟ الجواب لا أحد.
بالمختصر، روسيا ستقود دول المنطقة، وتعيد ترتيبها وفق المخططات الأمريكية- الإسرائيلية، أما الثروات الباطنية، بطبيعة الحال هي تحت الوصاية الأمريكية المباشرة، ولتبع روسيا بعضاً من أسلحتها التي تكدست لسنوات دون وجود طالبين لها.
وما يلفت الانتباه أيضاً، أن حالة التطبيع العربي مع إسرائيلي تراوح مكانها، رغم ما قيل ويقال عن تطبيع هنا أو هناك، تبقى أحلام تل أبيب في السيطرة على الشرق الأوسط بعيدة، ضمن هذه الحالة، ومع وجود القيصر الروسي، سيكون كل شيء أسلس.. أسهل.. أسرع!
إسرائيل سوف تسيطر على كامل الشرق الأوسط، ولكن بطريقة غير مباشرة، بمعنى آخر، ستوصي الروس القيام بذلك نيابة عنها، وسوف تقوم إسرائيل بتطبيع كامل مع العرب عبر موسكو، وبالتالي تستغني عن أي مواجهة مع شعوب المنطقة، قد تؤخر مخططاتها.

 د. فيصل القاسم

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
جميع الأخبار