العراق.. "علاوي" في مواجهة الرفض الشعبي

أطاحت الحركة الاحتجاجية برئيس الوزراء العراقي "المستقيل" عادل عبد المهدي، بعد أكثر من شهر على بداية موجة الاحتجاجات الأخيرة التي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

تحليلات 10:00 09.02.2020

- تحدث رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي عما يشبه برنامجه الحكومي محاولا "استعطاف" المحتجين الرافضين لتسميته لذلك المنصب
- تعهد علاوي بالالتزام بتوفير فرص عمل، ومحاربة الفساد، وحل اللجان الاقتصادية، وتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة الطائفية
- العمل الحثيث لإجراء انتخابات مبكرة، وحماية العملية الانتخابية، والتصدي لكل ما قد يؤثر على شفافيتها
- ترشيح علاوي جاء بتوافق بين كتلتي سائرون والفتح وبمباركة إيرانية بعد أن فشلت الأحزاب والكتل السياسية في تسمية مرشح لرئاسة الوزراء

أطاحت الحركة الاحتجاجية برئيس الوزراء العراقي "المستقيل" عادل عبد المهدي، بعد أكثر من شهر على بداية موجة الاحتجاجات الأخيرة التي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

في أول كلمة "غير رسمية" وجهها للعراقيين عبر تويتر، تحدث رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، عما يشبه برنامجا حكوميا يحاول من خلاله "استعطاف" المحتجين الذين سبق أن أعلنوا رفضهم لتسميته رئيسا للوزراء منذ أن بدأت بعض وسائل الإعلام تتداول اسمه من بين أسماء أخرى قبل عدة أسابيع.

وفي كلمة لاحقة بثتها القنوات الرسمية، قدّم علاوي أكثر من عشرة نقاط تعهد بإنجازها خلال الفترة الانتقالية، مع إعادة تأكيده على تقديم استقالته إذا تدخلت الكتل السياسية في تشكيل حكومته.

تعهد محمد علاوي، بالالتزام بتوفير فرص عمل، ومحاربة الفساد، وحل اللجان الاقتصادية، وتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة الطائفية، ورفض مرشحي القوى السياسية، والعمل الحثيث لإجراء انتخابات مبكرة، وحماية العملية الانتخابية، والتصدي لكل ما قد يؤثر على شفافيتها.

فيما دعا لحوار فوري مع المتظاهرين لتحقيق مطالبهم بإشرافه شخصيا، وتسليم جميع الفاسدين للقضاء العراقي.

وكان موقف ساحات التظاهرات رفضا لترشيح علاوي للمنصب من خلال الشعارات المرفوعة أو البيانات التي صدرت عن عدد من الساحات على الرغم من تأييد رئيس التيار الصدري لترشيح علاوي وإعلانه أن علاوي هو مرشح الشعب العراقي.

لكن هذا الإدعاء قوبل بتساؤلات من ناشطي ساحات التظاهر عن صحة ترشيحه من قبل الشعب العراقي، فيما يسود اعتقاد في الأوساط الشعبية أن ساحات التظاهر هي من تمثل الشعب العراقي في هذه المرحلة لا غير.

وسبق لرئيس التيار الصدري أن أعلن سحب أنصاره من ساحات التظاهر، في خطوة لاقت استحسانا واسعا لدى المحتجين، لكنه عاد يوم الجمعة الماضي ليعلن عن عودة أنصاره إلى ساحات التظاهر في خطوة رأى مراقبون أنها استباقا لتسمية مرشح جديد خلفا لعادل عبد المهدي.

ونقلت وسائل إعلام محلية أنباء تحدثت عن سيطرة جماعة القبعات الزرق التابعة للتيار الصدري على ساحة التحرير، في حين أبعد محتجو ساحتي البصرة والناصرية ومحافظات جنوبية أخرى أنصار التيار الصدري من الساحات.

ساهم التيار الصدري بوضع أهم تلك الشروط التي اعتمدتها ساحات التظاهر، لكنه ساهم باختيار محمد علاوي لهذا المنصب، وتعهد بدعمه على الرغم من عدم توفر الشروط الأساسية فيه.

قد يكون التيار الصدري، هو الخاسر الأكبر من تكليف محمد علاوي جماهيريا وحزبيا إذا التزم التيار بتعهدات رئيسه مقتدى الصدر الذي أوصى بعدم ترشيح أي من المنتمين لتياره لأي منصب وزاري في الحكومة الانتقالية.

وعكست تسمية علاوي إرادة الكتل السياسية وتحديها لإرادة المحتجين الذين أوجبوا توفر عدة نقاط بالشخص الذي يكلفه رئيس الجمهورية، منها أن لا يكون من ضمن الطبقة السياسية الحاكمة أو ممن تسلم منصبا وزاريا أو عليه قضايا تتعلق بالفساد أو ممن يحملون أكثر من جنسية.

يميل بعض المحللين، إلى القول أن ترشيح علاوي جاء بتوافق بين كتلتي سائرون والفتح وبمباركة إيرانية بعد أن فشلت الأحزاب والكتل السياسية في تسمية مرشح لرئاسة الوزراء خلال الفترة الماضية.

ووفقا لتقارير إعلامية، فإن كتلة سائرون، وقسم من كتلة البناء، تؤيد تسمية علاوي لرئاسة الحكومة الانتقالية، بينما أيدت كتل أخرى بشرط أن يقود علاوي مشروعا وطنيا عابرا للمحاصصة، وكتل أخرى أبدت تحفظاتها على تسميته، ومنها حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن محمد علاوي أنه سيستقيل في حال سعت الكتل السياسية إلى فرض مرشحيها للوزارات المختلفة، وهو ما يرى خبراء بالشأن العراقي عدم قبول الكتل السياسية بتمرير الحكومة الجديدة عبر مجلس النواب إذا لم يكن لتلك الكتل "حصتها" من الوزارات، السيادية والخدمية.

ظلت الحركة الاحتجاجية تطالب بإزاحة الطبقة السياسية الحاكمة الموصوفة بـ "الفساد" ومحاكمة المسؤولين عن قتل أكثر من 500 المحتج، وتسمية رئيس وزراء من خارج العملية السياسية بعد 2005 ومقبول من قبل ساحات التظاهرات.

وشغل علاوي لمرتين منصب وزير الاتصالات برئاسة نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق (2006 إلى 2014) اتهم خلالها بالفساد المالي وحُكم عليه 2016، بالسجن 7 سنوات غيابا قبل أن يعود القضاء العراقي لاسقاط الحكم لعدم صحة لوائح الاتهام، حسب تصريحات سابقة لرئيس الوزراء المكلف.

لا يحظى محمد علاوي بقبول المحتجين الذين عبروا صراحة عن رفضهم لترشيحه، وأنهم سيصعدون من احتجاجاتهم لحين إسقاطه وتلبية مطالبهم الأساسية.

ويواجه محمد علاوي جملة من التحديات في حال نجح بتشكيل حكومته الانتقالية ومنحها الثقة من مجلس النواب، وهو أمر متوقع نظرا لدعم أكبر كتلتين نيابيتين له، وهما سائرون والفتح.

وعلى صعيد المسؤولية عن قتل أكثر من 500 من المحتجين، فإن علاوي سيواجه المزيد من العقبات التي تتعلق بطبيعة تشكيل اللجان التحقيقية التي قدمت أكثر من تقرير لسلفه عادل عبد المهدي، دون تسمية مسؤولين حقيقيين عن تلك الانتهاكات.

سيكون على رئيس الوزراء الجديد، إدارة السلطة التنفيذية لفترة انتقالية يتحدث بعض المسؤولين أنها ستكون لمدة سنة واحدة تجرى خلالها انتخابات تشريعية "مبكرة" بعد تشكيل حكومته "الانتقالية" في غضون شهر واحد وفق أحكام الدستور العراقي.

وتعتقد الولايات المتحدة والأمم المتحدة وإيران ودول أخرى أهمية ترشيح محمد علاوي في هذه المرحلة على أمل الخروج من الأزمة السياسية التي يعيشها العراق منذ ثلاثة أشهر.

وعليه يجب على علاوي، مواجهة تحدي الصراع الأمريكي الإيراني في العراق والمنطقة والحفاظ على موقف الحياد من هذا الصراع الذي أكد علاوي أن العراق ليس طرفا فيه ولن يقبل أن تكون أراضيه ساحة له.

ومنذ أعلان تكليف علاوي تبنى التيار الصدري موقفا يفهم منه انحيازه ضد المحتجين من خلال دعوته لجماعة القبعات الزرق لمساعدة القوات الأمنية على مواجهة إجراءات المحتجين سواء ما يتعلق بتعليق الدراسة في المدارس أو قطع الطرقات الرئيسية ومواصلة الاعتصامات في ساحات التظاهر.

يرى مراقبون أن الاحتجاجات المناهضة للطبقة السياسية الحاكمة في حقيقتها موجهة ضد القوى السياسية والفصائل المسلحة الحليفة لإيران، لذلك فإن انسحاب التيار الصدري من الاحتجاجات سيعطي الفرصة لقوى الأمن وعناصر الفصائل المسلحة الحليفة لإيران لمواجهة المحتجين وإنهاء احتجاجاتهم.

ويوقع خلال الأسابيع القادمة إذا نجحت الكتل السياسية بمنح الثقة داخل مجلس النواب للحكومة الانتقالية من الإيعاز للقوى الأمن بإنهاء الاحتجاجات.

وعلى الأرجح أن علاوي أن لا يفي بهذه التعهدات التي لا يمكن تحقيقها دون سيطرة الدولة على سلاح الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، وهو ما فشل فيه رؤساء الحكومات السابقين تعهدوا بذلك أمام الشعب العراقي دون تنفيذها

و يرجع ذلك لأنها خارج قدرة أي حكومة انتقالية أو دائمة نظرا لسيطرة الفصائل المسلحة على الجزء الأكبر من الملف الأمني واستقلاليتها عن الحكومة المركزية في اتخاذ القرار العسكري والأمني وفق حساباتها الخاصة المتعلقة بالصراع الأمريكي الإيراني في العراق.

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
جميع الأخبار