صفقة ترامب-نتنياهو.."فرصة ذهبية" للمصالحة الفلسطينية؟

يرى مراقبون ومُحللون سياسيون، أن الموقف الفلسطيني الموحد، الرافض، لصفقة القرن المزعومة، يجب أن يمثل فرصة ذهبية للأطراف الفلسطينية من أجل تحقيق المصالحة الداخلية، سيما بعد الإشارات الإيجابية من قبل حركتي فتح وحماس.

تحليلات 12:00 09.02.2020

مراقبون يرون أن الموقف الفلسطيني الموحد ضد صفقة القرن المزعومة يجب أن يمثل فرصة ذهبية للأطراف الفلسطينية من أجل تحقيق المصالحة الداخلية، سيما بعد الإشارات الإيجابية من حركتي فتح وحماس، لكنهم يُقدّرون بأن ثمة عقبات كبيرة لا زالت تعترض تحقيق ذلك.

- المحلل حسن عبده: هناك بيئة سياسية جديدة نتيجة توحّد الموقف الفلسطيني ضد الصفقة، يجب استثمارها بتحقيق مزيد من التوافق الداخلي.
- الكاتب سعيد الحاج: أمام الفلسطينيين فرصة للالتقاء على برنامج وطني جامع، وإعلان انتفاضة شعبية وحالة عصيان عام بمشاركة كل القوى.
- الكاتب عبد الستار قاسم: متفائلون بإمكانية تحقيق المصالحة، ولكن بحذر؛ لأن الخطوات ما زالت غير جدية حتى الآن.

يرى مراقبون ومُحللون سياسيون، أن الموقف الفلسطيني الموحد، الرافض، لصفقة القرن المزعومة، يجب أن يمثل فرصة ذهبية للأطراف الفلسطينية من أجل تحقيق المصالحة الداخلية، سيما بعد الإشارات الإيجابية من قبل حركتي فتح وحماس.


وفي أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، يؤكد المراقبون على ضرورة الالتقاء على "برنامج وطني جامع للكل الفلسطيني، يُترجم الموقف الرافض من الصفقة إلى خطوات عملية نحو إفشالها".

لكنهم في الوقت ذاته، يُقدّرون بأن ثمة عقباتٍ كبيرة لا زالت تعترض تحقيق مصالحة جادة وحقيقية، في ظل تمسك كلّ طرف ببرنامجه السياسي الخاص.

وتسود الأراضي الفلسطينية حالة الانقسام السياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية، منذ بسط حركة حماس سيطرتها على القطاع في يونيو/ حزيران 2007.

**رفض بالإجماع

وأجمعت القوى السياسية الفلسطينية كافة على الرفض القاطع للخطة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تحت مُسمى "صفقة القرن"، والتي حظيت بترحيب إسرائيلي كبير.

ومساء الثلاثاء، أعلن "ترامب" خلال مؤتمر مشترك في واشنطن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، عن خطته المزعومة لتحقيق السلام، لكنها تتضمن انحيازاً واضحاً للطرف الإسرائيلي، وانتقاصاً للحقوق الفلسطينية.

وتنص الصفقة على الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل، وبقاء الأماكن المقدسة تحت السيادة الإسرائيلية، في تجاهلٍ للقرارات الأممية الصادرة بالخصوص.

كما تقضي بضم "إسرائيل" لـ 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب ضم المستوطنات الكبرى فيها، مقابل منح الفلسطينيين أراضٍ بديلة في النقب.

وتجاهلت الصفقة حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها.

**فرصة ذهبية

ويرى الكاتب والمحلل السياسي سعيد الحاج، أن إعلان "ترامب" لصفقة القرن يُمثل فرصة ذهبية للأطراف الفلسطينية من أجل تحقيق مصالحة داخلية، سيما وأن الخطة تستهدف الكل الفلسطيني، وتسعى لتصفية القضية.

واعتبر الحاج، في حديث لوكالة الأناضول، الصفقة بمثابة مهددٍ كبير يمكن أن يجمع الفرقاء الفلسطينيين؛ وإزاء ذلك باتت المصالحة ضرورة مُلحّة كأحد أهم سُبُل مواجهة الصفقة.

وأكد أن ما صدر من إشارات لدى حركتي فتح وحماس، في ردود فعلهما على إعلان الصفقة، يحمل روحاً إيجابية في اتجاه المصالحة الداخلية.

وهاتف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مساء الثلاثاء، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث سبل مواجهة صفقة القرن، وفق تصريح أصدرته حركة حماس.

وثمّن عباس مبادرة هنية، وأكد الطرفان على ضرورة العمل المشترك، واستمرار التنسيق والتواصل من أجل إفشال الصفقة.

ويستعد وفدٌ من حركة "فتح" ومنظمة التحرير، لزيارة قطاع غزة، هذا الأسبوع؛ للتباحث مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، حول صفقة القرن والمصالحة الفلسطينية، حسبما جاء على لسان حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.

**الأولوية للتوافق

من جهته، أكد حسن عبده، الكاتب والمحلل السياسي أن الأولوية حالياً ليست للخوض في جلسات مصالحة بين "طرفي الانقسام"، وإنما للتوافق الوطني نحو بناء استراتيجية لإفشال خطة صفقة القرن.

وفي حديث لوكالة الأناضول، رأى عبده أن بيئة جديدة نشأت نتجت عن وحدة الموقف الفلسطيني في رفض صفقة ترامب، داعياً إلى استثمارها في اتجاه مزيد من التوافقات الداخلية.

واعتبر أن موقف السلطة الرافض لصفقة القرن مُشجّع، وساهم في توحيد الموقف الفلسطيني، وهذا أمر مهم يجب البناء عليه.

ولفت إلى أن قضايا المصالحة التفصيلية تُمثل عوائق جدية أمام تحقيق التوافق؛ لذلك يجب عدم الخوض تفاصيلها، حتى لا نعود إلى مربع الفشل الأول.

**عقبات كبيرة

وفي المقابل، رأى الكاتب سعيد الحاج أن هناك الكثير من العقبات الأساسية التي يمكن أن تحول دون تحقيق مصالحة حقيقية، في ظل الخلافات كبيرة، والفجوة الواسعة بين البرنامجين اللذين يحملهما كلّ من فتح وحماس.

ولفت إلى أن أي مصالحة تتطلب أن تجلب أحد الطرفين لبرنامج الآخر أو أن يلتقيا في وسط الطريق على برنامج سياسي، إلا أن الطرفين ما زالا غير جاهزين، ولم تصدر عنهما أي إشارات عملية بهذا الاتجاه.

**أوسلو أساس المشكلة

ومن جهة أخرى، حمّل عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية مسؤولية الحال التي وصلت إليها القضية الفلسطينية إلى توقيع اتفاق أوسلو (بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1993).

وقال قاسم، لوكالة الأناضول، إن اتفاق أوسلو هو أساس الخلافات الداخلية الفلسطينية، وهو سبب كل المشكلات الوطنية منذ أكثر من ربع قرن، والذي أدى إلى وصول نهج المفاوضات إلى طريق مسدود.

وربط إنجاز المصالحة بمدى استعداد السلطة الفلسطينية للتحلل من "أوسلو"، وقال "إن فعلت السلطة ذلك فإن المصالحة ستتم، وإن لم تفعل فالأمور ستبقى تراوح مكانها.

وعبّر عن أمله في أن تكون النوايا والمساعي نحو إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة هذه المرة، جدّية وحقيقية، مُحذّراً في الوقت نفسه من الإفراط في التفاؤل، نتيجة التجارب الفاشلة سابقاً.

**ما المطلوب عملياً؟

وحول المطلوب عملياً، لاستثمار البيئة السياسية الجديدة، أكد المحلل حسن عبده أن وحدة الميدان هي التي ستقود إلى الوحدة السياسية وإنهاء الانقسام.

ودعا إلى التوافق على استراتيجية موحدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والمخاطر والتحديات المُحدقة بالقضية الفلسطينية، ومشاركة الكل الوطني في الفعاليات الشعبية والميدانية الساعية لإفشال الصفقة.

كما أوضح الكاتب سعيد الحاج أن المطلوب هو تحقيق المصالحة على قاعدة الالتقاء على برنامج وطني جامع للكل الفلسطيني، بكل مكوناته؛ ليتخندق في مواجهة الصفقة.

وأشار إلى ضرورة مراجعة المسار السياسي السابق طوال العقود الماضية، داعياً السلطة وحركة فتح تحديداً إلى مراجعة مسار التفاوض، باعتباره أحد المدخلات التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى صفقة القرن.

وتابع "دون مراجعات حقيقية، وإعلان وفاة اتفاق أوسلو بشكل كامل، ووقف الالتزامات الفلسطينية تجاه الطرف الإسرائيلي، وفي مقدمتها التنسيق الأمني، فمن الصعب على الفلسطينيين مواجهة صفقة القرن.

**انتفاضة شعبية

وبيّن الحاج أن أهم المسارات التي يجب خوضها: إعلان انتفاضة شعبية، وحالة عصيان عام ضد الاحتلال، تشترك فيه كل القوى الفلسطينية بلا استثناء.

ورأى أن الفلسطينيين قادرون، بذلك، على إرباك الحسابات الإسرائيلية، خصوصاً في الضفة الغربية المحتلة، مما يُعقد من تحقيق صفقة القرن ميدانياً وعملياً.

وأضاف "يتطلب ذلك السعي لتحشيد الدعم العربي والإسلامي والدولي، لمناصرة الحق الفلسطيني، والتواصل مع جميع الأطراف الداعمة والمناصرة للقضية الفلسطينية.

توقع عبد الستار قاسم بأن تمارس كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل مزيداً من الضغوط على السلطة الفلسطينية نحو القبول بصفقة القرن، لاسيما في القضايا المالية والمساعدات، لاعتقادهما بأن السلطة يُمكن أن تستجيب في هذا الجانب.

واعتبر أن السلطة في خطر حقيقي في حال أصرت على رفض التجاوب مع الصفقة، داعياً إياها إلى الإسراع في إلى خُطط بديلة، وبرامج سياسي حقيقي لمواجهة التحديات القائمة، وفي مقدمتها صفقة القرن.

 
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

روسيا تحرز تقدما جديدا في الاشتباكات الحدودية قرب خاركيف
16:00 12.05.2024
انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
15:00 12.05.2024
رئيس ليتوانيا يأمل في الفوز بولاية جديدة في انتخابات
14:00 12.05.2024
سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
13:00 12.05.2024
رئيس وزراء اليونان يزور تركيا
12:00 12.05.2024
اندلاع حريق في مصفاة نفط في روسيا
12:00 12.05.2024
يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
جميع الأخبار