المواطنون في الولايات المتحدة يناقشون الانتخابات المقبلة والسياسة الخارجية

تحليلات 11:41 01.08.2016

اجرت شبكة  Diary  Eurasia مقابلة حصرية مع الطالب الأمريكي، اريك جيرسون  حول العملية الانتخابية في الولايات المتحدة ، مع التركيز على دونالد ترامب وهيلاري كلينتون ،  والسياسات الأمريكية في المنطقة إلى جانب العلاقات بروسيا وتركيا والقوقاز الجنوبية . تخصص أريك جيرسون في جامعة ولاية ميشيغان  في مجال العلاقات الدولية مع تركيز على الساحة السوفيتية السابقة ومنطقة الشرق الأوسط.  وكان يعمل في مركز الموارد التركية في أمريكا الشمالية . ويقضى شهراً في أذربيجان للمشاركة في المدرسة الصيفة للطاقة في  باكو  والتي تعقدها جامعة ADA سنويا.

    :Eurasia Diary ما رأيك في عملية ما قبل الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية ، وخاصة فيما يتعلق بالمرشحين الرئيسيين - دونالد ترامب وهيلاري كلينتون ؟

Gerson Eric: في رأيي ، هذه الانتخابات هي أكثرها تهوراً في التاريخ الأميركي، وهذا هو أول ما أقول إنه أتمتع بحق التصويت مع كراهيتي لكلا المرشحين. ترامب في الحقيقة مجنون ويقول ما لا يقول السياسيون الآخرون. وفي كثير من الأحيان  يطهر في خطاباته  العنصرية  والكراهية للإسلام وهذه الخطابات موجهة إلى أغلبية قاعدة الحزب الجمهوري والكثير من الناس معجبون لصراحته بلا حرج. هذا يجعل هذه الانتخابات مختلفة تماماً عما جرت في الماضي. ومن الناحية الأخرى، مرت هيلاري عبر التحقيقات الفيدرالية وتعرضت للاتهامات في الفساد في هذه الدورة الانتخابية. وأدت هذه التطورات إلى استقالة رئيس المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عن منصبه. كما كشفت شبكة ويكيليس قبل يومين عن 20 ألف رسالة إلكترونية من بريد الحزب الديمقراطي والتي تدل على انحياز قيادة الحزب نحو هيلاري كلينتون وهذا ما أثار غضب أنصار سانديرز. هناك مؤشرات للفساد.

بغض النظر عن كل هذا، في رأيي الشخص المفضل لرئاسة الجمهورية للولايات المتحدة هو هيلاري كلينتون فقط. ولا أرى في ترامب شخصاً يقعد في المكتب البيضاوي وقادر على إدارة البلاد بطريقة مفيدة له. مثلاً، أعلن أنه يريد شن الحرب التجارية ضد الصين وهذا لم يحدث في الواقعة أبداً. كما قال إنه ينوي بناء الجدار على الحدود مع المكسيك والكذب أصبح  ورقة رابحة لترامب على الدوام. وأنه كذاب مفتر. كل ما يقول يجب أن يقبل بحبة الملح. لست متأكداً في أنه صادق في الواقعة فيما يقول مثل شن الحرب التجارية على الصين أو بناء الجدار على الحدود المسكسيكية أو ترحيل جميع المسلمين، وكل هذا ليحصل على أصوات الناخبين أوأنه في الحقيقة يفكر بهذه الطريقة. أعتقد أنه يقول كل هذا للحصول على الأصوات فقط. في أي حال من الأحوال لا أريد تحقيق هذه السياسة في الواقعة.

من الناحية الأخرى هيلاري كلينتون بالرغم من موقفها المتردد في عدد من القضايا مثل زواج المثليين ومقترحات التجارة والتجارة الحرة ولكنها تبدو أكثر ملتزمة بالاعتدال، على الأقل الأكثر مما عند ترامب. أما دونالد ترامب ومرشحه لنيابة الرئيس مايك بينس ضد القيم التقدمية على الإطلاق.

مع فوز أي من المرشحين في الانتخابات لم تسر الأمور في البلاد نحو الأفضل ولكن في عهد ترامب أنها تزيد سوءاً، في حين في عهد هيلاري أنها قد تبقى كما كانت. وأنها بكونها أول امرأة تتولى الرئاسة لم تتغير الأوضاع في الحقيقة أنها في الواقعة تحتاج إلى تغيير.

في الولايات المتحدة لم تكن العملية الانتخابية عادلة. وتلعب فيها الأموال دوراً حاسماً، وكما للسيطرة على الوسائل الإعلامية دور كبير في الفوز. وفي الوقت الحاضر يهيمن دونالد ترامب على الوسائل الإعلامية وأذكر أن الكثير كان يضحك في يونيوالعام الماضي عندما أعلن ترامب رغبته للترشيح لرئاسة الجمهورية.

من المؤسف أنه يقود الجمهوريين. ولكن في نفس الوقت يسعدني أنه يكشف عن مستوى العنصرية والتعصب الأعمى والغباء الكامنة  في المجتمع الأمريكي في الوقت الحاضر.

مع ذلك اكتسبت هيلاري منذ 2008 سمعة سيئة في الولايات المتحدة حيث الأغلبية تعتقد أنها كاذبة وتافلة. وفي نفس الوقت دونالد ترمب يحمل نفس الميزات. والناس لا يدركون هذه الحقيقة لأن الوسائل الإعلامية قدمت هيلاري في هذه الصورة السلبية.

أعتقد أن ترامب يروج نفسه بنجاح لا يمكن تصوره وأنه سياسي مدهش ومحتال ويعرف كيف يوجه الضربة. كان يواجهه في الانتخابات الحزبية 16 منافساً وأنه تمكن من الفوز على جميعهم. في الحين بلغ عدد المنافسين لهيلاري كلينتون 4 أشخاص فقط. تمكن ترامب من التخلص من المنافسين خلال فترة وجيزة وبطريقة مثيرة الدهشة. لأنه كان يهيمن على الصحافة. وأنه قال ما لم يقل الآخرين قبله عن المكسيكيين والمغتصبين والقتلة. وقال عن كل هذا بالوضوح وحرفياً. أما المرشحون الجمهوريون الآخرون لم يلبوا طلبات الجمهوريين وكلماتهم كانت فارغة ودون الجدوى. كان الناس يريدون أن يستمعوا لمن يتحدث عن سبل التخلص من المسلمين إثر الهجمات الإرهابية المتتالية وفي اعتقادهم كان أوباما عاجزاً في التصدي للجماعات الإرهابية.

شاهدت أمس فلم  قيديو  حيث كان الناس يتحدثون في الواقعة عن نشاط أوباما كأنه يؤدي الولايات المتحدة للانهيار. وأنهم من يصوت لصالح ترامب لأنه تحدث عن مشكلة اللاجئين المكسكيين الذين يدخلون الولايات المتحدة بطرق غير شرعية وعن مشاكل المسلمين بسبب ارتكابهم الجرائم إرهابية، كذلك المشاكل في التجارة الحرة التي حرمت الأمريكيين من مواقع العمل. وتحدث ترامب عن كل هذه المشاكل بصوت عال وأعلى من أي شخص آخر ولذلك يمكن أن دونالد ترامب يفوز في الانتخابات الرئاسية.

إني متحمس لمشاهدة النقاش بين المرشحين ومن شانه أن يثير الاهتمام للغاية. ويظهر الفرق بينهما في أن هيلاري كلينتون لديها خبرة كبيرة في هذا المجال وتتمتع بدعم بيل الذي يعرف جيداً ما يلزم لمنصب رئيس الجمهورية. وأما خبرة ترامب في هذا المجال أنها  حرفيا الصفر تماماً. بالإضافة أنه لديه شركات قد أفلست ولها مشاكل ضريبية. واعتقد أن هيلاري قادرة على فرض نفسها في النقاشات عند الحديث عن السياسة وطريقة وضع القضايا موضع التنفيذ. وقد قالت أنها ستفوز في النقاشات والانتخابات وأن تكون رئيسة للجمهورية وأنها أفضل من ترامب بسبب تجربتها وخبراتها. وأما ترامب فانه تجنب الحديث عن السياسة الواقعية واعتمد على صوته العالي فقط.

أنه أفضل في الحديث في الحين لم تكن هيلاري شاطرة في الكلام. وأنها داخل السياسة تماماً ولذلك تفقد اهتمام الناس إليها وتركيزهم عليها. وفي رأيها الجميع في الولايات المتحدة على علم جيد بالسياسة بما يجب القيام به. ولكن هذا بعيد عن الواقعة. ونجاح ترامب في أن الناس لا يعرفون السياسة وممارسة الأعمال جيداً وأنهم بحاجة إلى صوت عال يكشف عن مشاكلهم اليومية. والفرق بين الناخبين في هذا. ونصف السكان محرج من هذه الطريقة للتعامل في الانتخابات ويرون في ترامب رجلاً غير لبق. وفي الحين النصف الآخر يفضل  الاستماع إلى الحديث عن مشاكلهم وإلى الشخص الذي يتحدث بصراحة عن هذه المشاكل.

ابتعد الحزب الجمهري عن قاعدته حيث أنه يشمل أساساً الطبقات السفلى من المجتمع ولاسيما أهالي المناطق الريفية والمناطق الجنوبية والوسط الغربي لأمريكا وأقل ثقافة وتعلماً. تشكلت قاعدة الجمهوريين خلال الحروب في أفغانستان والعراق والركود الاقتصادي. ومن الواضح أن هؤلاء السكان  غير راضين عن السياسة الحالية وأنهم فقدوا أعمالهم وأغلبيتهم من المحررومين من الأموال ولا سيما فقدوا ثقتهم بسياسة الحكومة الأمريكية الحالية عقب العقد الرهيب للسياسة الخارجية. وجاء دونالد ترامب الذي يقول بأعلى صوت: هذه السايسة مخطئة تماماً وأن نفسي أمول حملتي الانتخابية دون اللجوء إلى أموال الآخرين. 

    Diary Eurasia: ما رأيك في العلاقات  بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا؟

  ومن وجهة نظرك، وما هي المشاكل الرئيسية بين هاتين القوتين العظميين ؟

Eric Gerson: انعدام الفقة بين الطرفين. وكانت الولايات المتحدة منشغلة بالحروب في العراق وأفغانستان واستفادت روسيا من هذه الفرصة وغزت جورجيا في 2008 وأوكرانيا في 2014.

 هناك عدم ثقة بين روسيا و الولايات المتحدة بشأن الحرب الأهلية في سوريا، حيث في بداية الغارات الجوية كان الروس يقولون إنهم يستهدفون  داعش وغيرها الجماعات الإرهابية، ولكن في الواقعة شملت غاراتهم المعارضة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة. وكان في كلام الروس شيء وفي عملهم شيء آخر.  هناك الأنشطة العديدة المشبوهة  بمشاركة روسيا فيها. وتبين أن المخابرات الروسية تحاول أن تؤثر على سير الانتخابات في الولايات المتحدة. وقال ترامب إنه إذا عزت روسيا دول البلطيق التي هي حليفات الولايات المتحدة في حلف الناتو، على الولايات المتحدة  التفكير عن الدفاع عنها أو تسليمها إلى روسيا. وهذا هو سبب دعم روسيا له والرغبة في رؤية دونالد ترامب في البيت الأبيض.

لم تر الولايات المتحدة في روسيا قدرة متساوية لها. ولكن دونالد ترامب جعل روسيا قوة متساوية للولايات المتحدة ليرفع الشعار حول ضرورة جعل الولايات المتحدة قوة عظمى وحيدة وأن دونالد ترامب هو قادرة على ضمان هيمنة الولايات المتحدة في العالم.

Diary Eurasia: ماذ عن سياسة الولايات المتحدة في منطقة القواز الجنوبية، ولا سيما عن التعاون بين الولايات المتحدة وجمهورية أذربيجان؟

Gerson   Eric: تحتاج الولايات المتحدة إلى أذربيجان وتنجم هذه الحاجة من انعدام الثقة بين الغرب وبين روسيا. ولكن في نفس الوقت يعتمد الغرب على موارد الطاقة الروسية. وتعتبر أذربيجان من أهم خيارات بديلة في ضمان أمن الطاقة لأوروبا حيث يوفر ممر الغاز الجنوبي مصدراً آخر للطاقة لأوروبا. إضافة على ذلك ترى الولايات المتحدة في أذربيجان دولة علمانية بأغلبية سكانها من الشيعة مقابل إيران التي هي دولة دينية بالأغلبية الشيعية أيضاً. وبهذا تريد الولايات المتحدة إبراز عدم تمييزها للشعوب بانتمائها الديني أو المذهبي. وقد يعتقد الكثير من الناس أن الولايات المتحدة عدو للإسلام بسبب مشاركتها في الحروب العديدة في العالم الإسلامي. ولكن في الحقيقة تتحمس الولايات المتحدة بالأموال وموارد الطاقة وأن تكون متواجدة في هذه الدول. ولذلك تتواجد الولايات المتحدة في الدول الإسلامية كقوة مؤثرة.

تعتبر تركيا دولة أخرى موضع الاهتمام  والحاجة للولايات المتحدة فيها. كان بين الرئيس أوباما والرئيس التركي أردوغان علاقات وثيقة جداً وخاصة في بدايه عهد رئاسته. ووجه الرئيس أوباما دعوات عديدة لنظيره التركي لزيارة الولايات المتحدة وأنه كان أكثر رؤساء الدول يزور الولايات المتحدة بعد رئيس الوزراء البريطاني داود كاميرون. أعتقد أن الولايات المتحدة تخشى من عدم الاستقرار في تركيا والتي هي حليفة هامة جداً في حلف الناتو وفيها قواعد عسكرية للحلف وأنه لها آثار كثيرة على الحرب في سوريا.

 

الآراء التي أعرب عنها السيد أريك جيرسون تخص له حصرياً وانها لم تمثل في أي حال من الأحوال الموقف الرسمي لشبكة Eurasia Diary، أو جامعة ADA، أو جامعة ولاية ميشيغان

أجرت المقابلة لينه تونغ

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

رئيس ليتوانيا يأمل في الفوز بولاية جديدة في انتخابات
14:00 12.05.2024
سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
13:00 12.05.2024
رئيس وزراء اليونان يزور تركيا
12:00 12.05.2024
اندلاع حريق في مصفاة نفط في روسيا
12:00 12.05.2024
يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
جميع الأخبار