هل دخل الجيش السوري مرحلة الإنهيار؟

تحليلات 10:41 07.09.2016

إنها الرّغبة التي لا تغيب عن بال أعداء سوريا ولا تفارق مخيلتهم ويعملون ليل نهار منذ خمس سنوات ونصف على تحقيقها، هذه الرّغبة التي سخّروا لأجل أن تتحول الى واقع عشرات مليارات الدولارات ان لم نقل المئات، سواء في الإعلام الموجّه او عبر الأسلحة والعتاد واستجلاب عشرات الآلاف من الإرهابيين من كل اصقاع الدنيا.

حسابات الحقل الأميركية لم تطابق حسابات البيدر، حيث كان مقرّرًا أن تسقط سوريا وتتفتت بنهاية العام 2012 كحدٍّ اقصى، لكن ذلك لم يتم حتى اللحظة علمًا بأنّ الهدف الأول من هذه الحرب المفتوحة كان تحطيم الجيش السوري وتفكيكه لتصبح سوريا فريسة لمئات الجماعات المسلّحة تتقاسم السلطة والنفوذ فيها على شاكلة حارات ابو شهاب وابو النار في مسلسل باب الحارة، وهو ما يشابه النموذج الليبي في وضعه الحالي حيث الوجود الشكلي للدولة وتقاسم النفوذ والسيطرة عبر الجماعات المسلّحة.

بعد مرحلة تلقي الجيش السوري للصدمة وتعرضه لضربات قاسية في بداية الحرب بنتيجة انتقاله من مرحلة التجمع الى مرحلة الإنتشار، استطاعت قيادة الجيش السوري ان تنتقل سريعًا من مرحلة الدفاع السلبي الى مرحلة اعادة التموضع والإنتقال الى الدفاع الإيجابي، فقاتلت وحدات الجيش حيث يجب ان تقاتل وأعادت تموضعها حيث يجب، ونحن هنا لا ندّعي ان الوضع كان مثاليًا حيث شهدنا العديد من الإخفاقات التي نفهمها ولا نسعى الى تبريرها، حيث كانت التعقيدات الميدانية سيدة الموقف وحيث الحرب ببعد لا نمطي وصل حد انتشار الجيش على اكثر من 400 محور قتال وبشكل متداخل ومعقد لا مثيل له خلال المائة سنة الفائتة من تاريخ الحروب.

بعد دخول الجيش مرحلة الدفاع الإيجابي، كان لا بدّ من تحديد الأولويات والعمل على ازاحة المخاطر بما يتناسب مع حجم القدرات والضرورات.

ومن حيث المخاطر شكلّت الخطّة الرابعة كما سميت في غرف عمليات العدو، او ما يُطلق عليه أيضًا "ربط القلمون بحرمون او قمة جبل الشيخ" الخطر الأكبر على العاصمة دمشق وعلى عاصمة المنطقة الوسطى حمص، حيث شهدنا اعلان الزبداني كأول مدينة تسيطر عليها الجماعات المسلّحة واعلان حمص عاصمة لـ"الثورة".

من هنا جاءت الأولوية للعمل ضمن نطاق جغرافيا هذه المنطقة، حيث سيطرت الجماعات المسلّحة على المناطق الممتدة من القصير شمالًا وحتى الزبداني جنوبًا، حيث شكلّت معركة حي باب عمرو في مدينة حمص بداية انطلاق العمليات الهجومية للجيش السوري، وهي برأيي مع باقي المعارك التي بدأت بتحرير القصير وباقي منطقة القلمون الغربي بما فيها مدينة يبرود تندرج ضمن مفهوم الدفاع الإيجابي حتى لو اتخذّت الطابع الهجومي. وكلنا نذكر حينها كيف ان رئيس شعبة العمليات في المخابرات الصهيونية وبعد تحرير يبرود تحديدًا خرج ليعلن أنّ مرحلة سلبية في مسار الجماعات المسلّحة قد بدأت، وأنّ جهدًا كبيرًا تم بذله على المستوى الإستخباراتي الصهيوني والأميركي متزامنًا مع دعم لا محدود لهذه الجماعات قد ذهب ادراج الرياح.

هذه العمليات ترافقت حينها مع تحرير اجزاء واسعة من ارياف حمص بما فيها قلعة الحصن ومحيطها، ليصل الجيش السوري الى مرحلة بسط السيطرة على الثقل الإستراتيجي للدولة الذي يمتد من العاصمة دمشق مرورًا بالمنطقة الوسطى التي تشمل مدينتي حمص وحماه واغلب ارياف المدينتين وصولًا الى منطقة الساحل والى حلب بجزء كبير منها.

بعد هذه المرحلة بدأنا ندخل في مرحلة توسيع نطاق السيطرة في الغوطة الشرقية لدمشق وريف حلب الشرقي والشمالي الشرقي، حيث حرّر الجيش السوري المدينة الصناعية وفك الحصار عن السجن المركزي وتقدم باتجاه منطقة باشكوي التي شكلت نقطة الإرتكاز الأساسية في عمليات تحرير نبل والزهراء، وتاليًا السيطرة على مزارع الملّاح وقطع طريق الكاستيلو.

وهنا طبعًا يجب ألّا يغيب عن بالنا العمليات الواسعة في ريف حلب الجنوبي الشرقي وصولًا الى مطار كويرس وريف حلب الجنوبي بالتزامن مع عمليات كبيرة في الغوطة الشرقية قزّمت مساحة سيطرة الجماعات المسلّحة من الف كيلومتر مربع الى حوالي 400 كلم مربع، اضافة الى الإنجازات الكبرى في ريفي اللاذقية الغربي والشرقي حيث تجاوزت نسبة السيطرة في هذه المنطقة الـ95%.

ناهيك عن العمليات في الجنوب السوري وما رافقها من تحرير لمناطق واسعة وتثبيت السيطرة في محافظات القنيطرة والسويداء ودير الزور والحسكة، اضافة الى عمليات شرق حمص وعلى رأسها عمليات تدمر والقريتين وعمليات محيط الضمير واجزاء من البادية.

وعليه، ورغم بعض الإخفاقات التي يتم احتواؤها بشكل متوازن يراعي القدرات المتاحة، نحن بكل بساطة امام مشهد تميل فيه كفّة الميدان خلال السنتين الأخيرتين لمصلحة الجيش السوري وليس العكس، وما يحصل من إخفاقات له العديد من الأسباب لا مجال لذكرها لإرتباطها بخاصية الميدان وتفاصيله وبالخطط والتكتيكات المعتمدة، وهذا ما يؤدي الى الجواب على السؤال الذي تصدّر الموضوع حيث يمكن التأكيد أنّ الجيش السوري الذي يخوض معارك غير اعتيادية ولا نمطية لا يزال قادرًا رغم التعب والخسائر التي لحقت بعديده وامكانياته أن يتحكم بمفاتيح الميدان في اغلب الجبهات، وهو ما يفعله الجيش السوري الذي استطاع ان يبقى موحدًا ومتماسكًا وسيبقى، وسيبقى هنا ليست كلمة لرفع المعنويات انما هي تأكيد العارف بقدرات هذا الجيش وقدراته، هذا الجيش الذي استطاع ان يتجاوز الكثير من الصعاب، هو جيش قادر على التأقلم مع المستجدات وعلى تحقيق الإنتصار.

 عمر معربوني- بيروت برس
 

 

خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

الأمم المتحدة تفتح تحقيقاً بمقتل أول موظف دولي في رفح
17:30 15.05.2024
خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...
16:45 15.05.2024
علييف : فرنسا تربك المجتمع الدولي
16:00 15.05.2024
خبير سياسي : أرمينيا لن تنضم للاتحاد الأوروبي
15:00 15.05.2024
بوريل: عملية رفح ستؤثر بقوة على علاقات أوروبا مع إسرائيل
14:00 15.05.2024
طائرة ترامب تتعرض لحادث في فلوريدا
13:00 15.05.2024
هل منطقة جنوب القوقاز علي مشارف حرب أوكرانية ثانية؟
12:19 15.05.2024
تحذيرات إسرائيلية من انسحاب مصر من الوساطة في مفاوضات غزة
12:00 15.05.2024
بوتين العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بسرعة
11:30 15.05.2024
قبيل استضافتها للقمة العربية.. كيف تعاملت البحرين مع الحرب في غزة؟
11:15 15.05.2024
زلازل إثيوبيا تثير مخاوف مصرية من انهيار سد النهضة
11:00 15.05.2024
مستوطنون يقتحمون الأقصى ملوحين بالأعلام الإسرائيلية
10:45 15.05.2024
واشنطن تزيد الرسوم الجمركية على منتجات صينية بقيمة 18 مليار دولار
10:30 15.05.2024
حظر تجول في كاليدونيا الجديدة بعد احتجاجات عنيفة على تعديلات دستورية
10:15 15.05.2024
حزب الله اللبناني يعلن تدمير منطاد تجسس إسرائيلي
10:00 15.05.2024
إيران تحض الهند على علاقات طويلة المدى
09:46 15.05.2024
أوبك تبقي على توقعاتها للطلب العالمي على النفط عند 2.2 مليون برميل يوميا
09:30 15.05.2024
النزاعات والكوارث تتسبب في نزوح 76 مليون شخص نهاية 2023
09:15 15.05.2024
القسام تقتل 7 جنود إسرائيليين شرق جباليا بشمال قطاع غزة
09:00 15.05.2024
كيت بلانشيت.. رحلة الأوسكار بدأت بفيلم مع أحمد زكي
18:00 14.05.2024
العدل الدولية تعقد جلسات "إجراءات طوارئ" ضد إسرائيل
16:58 14.05.2024
بيراموف: ليست هناك حاجة لمجموعة مينسك
16:20 14.05.2024
الخميس ... جعفروفا تجتمع مع سيمونيان في جنيف
16:02 14.05.2024
قمة المنامة... دعم لفلسطين ولا قضايا خلافية
15:30 14.05.2024
خبير اقتصادي : "الدول الأوروبية تسعي إلي خفض وارداتها النفطية
15:17 14.05.2024
ستانكيفيتش: موسكو ليس لديها نية للهجوم علي دول الناتو
14:46 14.05.2024
بوتين يزور الصين
14:00 14.05.2024
المحكمة العليا الإسرائيلية ترفض تأجيل التحقيق بشأن 7 أكتوبر
13:00 14.05.2024
القوات الأمريكية تعترض مسيرتين وصاروخاً في البحر الأحمر
12:46 14.05.2024
هولندا.. احتجاجات طلابية تطالب الجامعات بوقف التعاون مع إسرائيل
12:30 14.05.2024
ميركل تعتزم نشر ذكرياتها السياسية في نوفمبر
12:15 14.05.2024
إستونيا تدعم استخدام الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا
12:00 14.05.2024
بيراموف يستقبل مع رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
11:54 14.05.2024
تشاد تطلب دعم موريتانيا لرئاسة الوكالة الأفريقية لأمن الملاحة الجوية
11:45 14.05.2024
الدبيبة وتكالة يؤكدان ضرورة تنفيذ انتخابات متزامنة بليبيا
11:30 14.05.2024
علييف يستقبل رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
11:25 14.05.2024
زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى زيادة القدرات الدفاعية لبلاده
11:15 14.05.2024
بلينكن يزور أوكرانيا
11:04 14.05.2024
حسن نصر الله لا حل أمام إسرائيل لوقف جبهة لبنان إلا بإنهاء حرب غزة
11:00 14.05.2024
الصين تدعو إلى دعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
10:45 14.05.2024
جميع الأخبار