نقلت مصادر إعلامية أرمينية عن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان قوله إن أرمينيا مستعدة للإنضمام إلي الإتحاد الأوروبي نهاية العام الجاري، الأمر الذي يفتح معه المجال للعديد من التساؤلات من بينها ما يلي: هل منطقة جنوب القوقاز علي مشارف حرب أوكرانية ثانية؟ كيف سيؤثر ذلك القرار علي عملية السلام الجارية بين أذربيجان وأرمينيا؟
تعقيبًا علي هذه الأنباء قال الخبير في الشؤون العربية علي الحوفي، في تصريح حصري لموقع إيدنيوز الإخباري، إن منطقة جنوب القوقاز غنية بالثروات الطبيعية، إضافة إلي أن طرق التجارة الدولية تمر منها كما أنها تعد بمثابة حلقة وصل لنقل الطاقة بأنواعها بين أوروبا وآسيا.
وأضاف: أما بالنسبة للقوي الإقليمية، فإنها تنظر إلي المنطقة باعتبارها أحد أهم الرهانات الاستراتيجية، إضافة إلي أن هذه القوي لديها مصالح متعددة في المنطقة سياسية واقتصادية، كما أنها مطمع للولايات المتحدة والقوى الغربية.
وتابع: يعمل الاتحاد الأوروبي على استغلال أزمة الحدود بين أذربيجان وأرمينيا لضم أرمينيا له، ولكن ذلك سوف يشعل المنطقة خاصة مع روسيا، كما أن هناك اعتقاد في السياسة الأرمينية يقول إن روسيا خذلت أرمينيا في حفظ أمنها ولذلك فإن البديل لتوفير الأمن للأرمن هو الولايات المتحدة وحلف الناتو وهذا هو السبب الأساسي وراء اشعال الغرب للصراعات في المنطقة.
ومن جانبه قال الخبير الاستراتيجي العراقي الدكتور معتز محي عبد الحميد، إن قرار رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان جاء بعد حصوله علي تأييد برلماني وشعبي واللوبي الأرميني في فرنسا التي لا يزال لها تأثير علي السياسة الخارجية لفرنسا وبعض الدول الأوروبية التي تدعم أرمينيا بالسلاح للدفاع عن نفسها في الحرب المقبلة.
وأضاف: إن سياسة أرمينيا تجاه روسيا تغيرت وبدأت أرمينيا بالابتعاد التدريجي عن موسكو وذلك بعد أن كانت تعتمد عليها عسكريا وسياسيا وهذا يؤكد أن الإتحاد الأوروبي ماضٍ في خططه المستقبلية لضم أرمينيا للإتحاد ومن ثم الإنضمام إلي حلف الناتو.
وتابع: ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يسمح بذلك أبدا، لأن موقع أرمينيا يختلف اختلافاً جوهريا عن أوكرانيا، وسوف تماطل أرمينيا لعدم الاعتراف بالحدود الجديدة بعد تحرير قراباغ وستسعي إلي وضع عراقيل جديدة لمباحثات السلام بينها وبين أذربيجان مستغله في ذلك الوضع الأوروبي المؤيد للحرب ضد روسيا لإضعافها عسكريا واستراتيجيا.
لقمان يونس