بصير نويد (Baseer Naweed) أحد كبار الباحثين في اللجنة الآسيوية لحقوق الإنسان (AHRC) بهونغ كونغ حيث يعمل خلال 11 عاما ماضياً. يقوم بالأبحاث عن الأوضاع في مجال حقوق الإنسان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والجزء الشرقي من العالم.
تحدث السيد بصير نفيد لبوابة Eurasia Diary على مجمل القضايا المتعلقة بوضع حقوق الإنسان المتدهور في منطقة آسيا واستغلالها من قبل الدوائر الغربية في تقاريرها العديدة عن هذا الموضوع.
Eurasia Diary: يرجى التحدث حول هذه اللجنة الآسيوية لحقوق الإنسان، أي نوع من انتهاكات حقوق الإنسان يمكن تشير إليها؟
Baseer Naweed: يشمل عملنا 12 بلدا آسيوياً. نراقب الوضع في مجال حقوق الإنسان وانتهاكاتها. أنا أحاول طرح القضايا العامة لمنطفة جنوب آسيا، فيما يتعلق بحقوق الإنسان مثل المشاكل المرتبة بحقوق الإنسان وممارسة التعذيب والعنف وانتهاكات حقوق الأطفال، ولا سيما والأهم هو انتهاك حرية التعبير والمراسلات.
نراقب كل هذه المجالات وندرسها. لأن لدينا الوضع رفيع المستوى في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأمم المتحدة (ECOSOS)، لذلك لدينا الحق في زيارة مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة وتقديم البيانات حول مختلف القضايا. ولا سيما إجراء المشاورات بخصوص حقوق الإنسان في هذا المجلس. عموما، نزور المجلس ثلاث مرات في السنة. ونرفع التقارير بخصوص جميع القضايا ذات الصلة بالبلدان الآسيوية. لأنه هذا هو عملنا.
Eurasia Diary: ما هو التركيز الرئيسي للجنة الآسيوية لحقوق الإنسان في البلدان الآسيوية؟ هل تركيزكم على قضية واحدة في كل البلدان أو أنها تختلف من بلد إلى آخر؟
Baseer Naweed: بالطبع، هناك قضايا مختلفة في بلدان مختلفة. أحيانا هناك قضية واحدة عامة. ولكن يختلف مستوى التوتر. على سبيل المثال، في سري لانكا أكثر من 60000 شخص في عداد المفقودين بعد إلقاء القبض عليهم أو أي شيء آخر. ولكن الآن تختلف سياسة حكومة سري لانكا لأنها قد تغيرت. لذلك، نعمل في قضايا حقوق الإنسان المرتبطة بهذا الموضوع.
Eurasia Diary: ذكرت حالات الاختفاء القسري. وقد ارتفع هذا العدد للمفقودين فجأة بعد 11/9. وتبحث هذا الموضع خلال 11 عاما، ما رأيك في سبب زيادة هذا العدد؟
Baseer Naweed: لم يتحمل أحد مسؤولية الاختفاء، وذلك بسبب غياب القانون. لا يزال هذا الوضع قائم. لم تتمكن المنظمات من وقفها. لا يمكن أن يخاطب أحد الجهات الاستخباراتية والعسكرية في هذا الصدد.
Eurasia Diary: وردت أيضا المعلومات حول اعتقال الأشخاص المفقودين في جزر سومطرة في اندونيسيا. هل هناك الكثير من الناس الذين يتهمون الدول الغربية لوقوفها وراء الوكالات الاستخباراتية القائمة بهذه الأعمال؟ ما رأيك في هذا؟
Baseer Naweed: بدأت هذه الاعتقالات من قبل الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تتمتع بحق اعتقال الناس بالوكالة. واعتمد الأمريكيون الأساليب الجديدة التي يعتقلون الناس بموجبها في بلد ويحبسونه في بلد آخر، مثل إندونيسيا، وباكستان، هناك الكثير من السجناء في هذه البلدان. لذلك، إذا تم قتل شخص أو تعذيب لسنا مسؤولين عن حماية حقوقهم لأننا لا نعرف مكان سجنهم. ولديهم إفلات تام من العقاب بشأن هذه المسألة.
Eurasia Diary: الآن، لنتطرق للتوتر الحالي بين الهند وباكستان حول قضية كشمير، ما رأيك في هذه الانتهاكات العديدة الواقعة في كشمير؟ خصوصا، عندما استخدم الجيش الهندي المدافع من نوع "بيليت" التي أدت إلى حرمان 7 أشخاص من البصر من إجمالي 12 مصاباً جراء هذه الهجمات. فما رأيك في هذا؟
Baseer Naweed: ماذا تتوقع من مودي؟ (رئيس وزراء الهند الحالي نارندرا دامودارداس مودي - مترجم) ارتكب في أحمد أباد في عام 2002 مذبحة. ماذا يمكن أن تتوقع منه خلال مدة توليه الحكم في الهند؟ وكان يقول إنه من السهل حدوث حركات السكان الأصليين. في الواقع، أن الشباب الكشميريون يناضلون ضمن حركة السكان الأصليين من أجل هدف ملموس دون توريط باكستان أو الهند، أو أي دولة أخرى فيها. الآن وفي هذه المنطقة تطلق النار، ويدعي أنه يراقب الأوضاع في المنطقة عن كثب. هل هذا الرجل يفكر في البشر؟ فظيع! فظيع! وبعد هذا، تتقاتل الدول بعضها البعض، وهذا أمر خطير جدا وقد تسبب الحرب. إنه لأمر خطير للغاية وينذرالوضع بخطر.
Eurasia Diary: ماذا عن عقوبة الإعدام السارية في آسيا والمحيط الهادئ في الوقت الحالي؟
Baseer Naweed: لا ينبغي أن يكون أي عقوبة لإعدام. الحق في العيش هو الشيء الأساسي. في حادث المدرسة في بيشاورفي باكستان قتل 149 طفلا على يد طالبان. بعد ذلك أعلنت الجهات الأمنية الباكستانية انها بدأت بإصلاحات جديدة. وثم أعلنت أنها تطبق أحكام الإعدام شنقاً والنكال. ولكن ما الذي يحدث؟ منذ 27 ديسمبر2014 وحتى اليوم تم إعدام 425 شخصا. ومنهم 25٪ فقط من الإرهابيين. جميع الآخرين الذين أعدموا أيضاً كانوا يستحقون السجن لمدة 5 أو10 سنوات أو15 أو20 سنة. ولم يكن منفذو هذه الإعدامات عرضة للإدانة.
Eurasia Diary: هناك الكثير من الأحاديث حول ازدواجية المعايير الغربية والأمريكية فيما يخص لدول العالم الثالث وآسيا والمحيط الهادئ. ولكن عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان تلجأ الدوائرالغربية التي تعد التقارير بشأن وضع حقوق الإنسان إلى استغلال هذه القضية كأداة الضغط على بلدان العالم الثالث. ما رأيك في ذلك؟ هل هذا هو وضع حقوق الإنسان؟ حتى داخل أمريكا نرى جرائم الحرب التي ارتكبها البنتاغون، وجرائم الحرب في أفغانستان والعراق وغيرها من البلدان.
Baseer Naweed: وأعتقد أنه حبذا الأمر أنكم تقومون بنشرالتقارير عن حقوق الإنسان برغبتكم. إلا أننا لم نتمكن من معرفة ما يجري. أعتقد أنه يجب على منظمات حقوق الإنسان أن تنشر التقارير. لماذا نلوم الغرب وبلدان أخرى؟ لماذا نحن لم تتبع القوانين والدساتير الخاصة بنا؟ على سبيل المثال، ترى القانون والتشريعات العديدة الجيدة في البلد، ولكن إذا لم تنفذ هذه القوانين في الواقعة ولم تحدث التغيرات الإيجابية بواسطتها، ما الفائدة منها؟ ثم لماذا نلوم الدول الأخرى؟
Eurasia Diary: ما رأيك ما هي الخطوات المطلوبة للتوصل إلى أفضل وضع لحقوق الإنسان؟
Baseer Naweed: الشيء الأساسي هو أنه لا يزال لدينا نظام العقوبات من عهد الاستعمار. نحن لسنا على استعداد لإصلاح هذا النظام للعقوبات. ويستند نظام العقوبات على ثلاثة عوامل رئيسية: التحقيقات والملاحقة القضائية والمحاكم.
لا يزال للمحققين اساليب العمل والقوانين والأدوات الخاصة. إنهم يعتقلون، يضربون المعتقلين ويعذبونهم. والدستور لا يحتوي على أي شيء بهذا الصدد على الإطلاق، وكل شيء مرتبط بشرطة فقط. لذلك، الاعتماد على العوامل الثلاثة المذكورة هو عامل حاسم في هذا المجال.