مضي اليوم 24 عاماً من احتلال مدينة شوشا الأذربيجانية. شوشا أحد مراكز ثقافية أذربيجانية فريدة في النوع، وهذه المدينة مميزة بجمال طبيعتها لا مثيل له وهي نموذج أثري لفن العمارة الوطنية و بناء المدن للقرون الوسطى. وشوشا قبل أن تصبح مدينة لها أهمية خاصة من الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية مضت المسير التاريخي الغني بالأحداث وكانت عاصمة إمارة قاراباغ ولعبت دوراً ملحوظاً في الحياة السياسية لأذربيجان. ومن ابناء المدينة الشعرراء والموسيقيون والكتاب ورجال العلم وإلخ أمثال قاسم بيك ذاكر وخرشود بانو ناتوان ومير محسن نواب ونجف بيك وزيروف وعبد الرحيم بيك حقفيردييف ويوسيف وزير جمنزمنلي وفيرودين بيك كوشارلي وأحمد بيك أغا أغلو وغيرهم من الشخصيات البارزة، وأن المدينة تعرف في العالم كمهد المقامات الأذربيجانية.
استولت أرمينيا عليها بتاريخ 8 مايو 1992 بدعم 40 مدرعةً من فوج 366 السوفياتي التي منحتها روسيا للأرمن على هذه المدينة الأذربايجانية التي تعتبر مركز الثقافة والأدب والموسيقي الأذربيجانية وقد أسفر عن احتلال " شوشا "عن مقتل 480 شخصًا بريئًا و600 جريح وتحول 150 شخصًا إلى معوقين وتشريد 22 ألف من ديارهم. لم يعرف بمصير 68 رعايا من الأذربيجانيين وتدمير 279 آثرا إسلاميًا وتاريخيا وثقافيًا في شوشا أثناء الاحتلال بجانب تخريب عدد كثير من الآثار التاريخية الخاصة لأذربيجان .
دمرت القوات المسلحة الأرمينية 7 روضات للأطفال و22 مدرسة ثانوية وثقافية ومدرسة فنية للزراعة و8 مراكز للثقافة و14 ناديًا و20 مكتبة ودور السينما و3 متاحف ومصنع للآلات الموسيقية الشرقية في شوشا. ويجدر الإشارة إلي أن نزاع قره باغ الجبلية يعد أحد أكبر النزاعات في التسعينيات اندلع بين جمهورتي جنوب القوقاز آذربيجان وأرمينيا عام 1988 بسبب انتهاج أرمينيا السياسة التوسعية والتطهير العرقي في المنطقة حيث تم احتلال 20% من الأراضي الأذربيجانية، خاصة إقليم قراباغ الجبلية و7 مناطق مجاورة لها وتم تشريد مليون لاجئ من ديارهم الأصلية بمن فيهم 250 ألف أذري من أرمينيا نفسها.
وتوصل الطرفان غلى وقف إطلاق النار في مايو عام 1994 والذي يتم مخالفته بشكل مستمر من قبل أرمينيا وتجري محادثات السلام غير المثمرة حتى الآن تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي ترأسها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد بلغ التوتر أقصى مساواه في أوائل شهر أبريل الماضي حيث تكاد أن تتحول المواجهات بين القوتين الأذربيجانية والأرمينية إلى الحرب الشاملة بينهما وذلك باسبب الاستفزازات المتواصلة للأرمن على طول خط التماس وتعرض القرى الآهلة بالسكان. كما لم تلق حلها المقررات الأربعة (822،853،874،884) المتبنية من قبل مجلس الأمن للأمم المتحدة التي تطالب فيها انسحاب القوات الأرمنية من الأراضي الأذربيجانية المحتلة فورًا دون قيد وشرط، غير أنه لم ينفذ من قبل أرمينيا حتى الآن.