ذكرت مصادر محلية أن القوات الحكومية خسرت العديد من المواقع العسكرية الهامة في سلسلة جبال منطقة نِهْم، فيما حققت ميليشيا جماعة الحوثي مكاسب عسكرية عديدة خلال هذه المواجهات وحققت تقدماً حتى وصلت الى مفرق الجوف، وهو مفترق الطرق الذي يربط بين محافظات مأرب والجوف وصنعاء.
وعلمت “القدس العربي” من مصادر محلية أن القوات الحكومية تراجعت بشكل مفاجئ من جبهات منطقة نهم بعد أن كانت قد حققت العديد من المكاسب نهاية الأسبوع المنصرم واستعادت حينها زمام المبادرة على مليشيا الحوثي التي باغتتهم بأعداد هائلة من مقاتليها بشكل مفاجئ، وواصلت تقدمها رغم كثرة أعداد ضحاياها الذين سقطوا أثناء المواجهات.
وأوضح أن الحوثيين واصلوا خلال اليومين الماضيين زحفهم نحو المواقع والمرتفعات التي كانت تسيطر عليها القوات الحكومية بأعداد مهولة من مقاتليهم، والتي لم تستطع القوات الحكومية إيقاف تقدمهم الذين انتشروا ، خاصة وأن هذه الهجمة الحوثية كانت مباغتة للقوات الحكومية وجاءت في وقت كانت المرحلة تتجه نحو التهدئة وليس نحو التصعيد العسكري.
وأشارت المصادر الى غياب ملحوظ لمقاتلات قوات التحالف العربي بقيادة السعودية عن توفير الغطاء الجوي للقوات الحكومية، أو على الأقل لم يكن متكافئ مع حجم المعركة، في هذه المواجهات المسلحة الشرسة بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي في سلسلة جبال نهم الوعرة وصعبة التضاريس، بالإضافة الى عدم الاستعداد الكافي لهذه المواجهات من قبل القوات الحكومية رغم التعزيزات القبلية لاحقا بالمسلحين القبليين التي وصلت متأخرة للجبهات ولم تستطع تغيير مجريات الأحداث كما كان متوقعا.
ولم يتضح، حتى الآن، مدى التراجع العسكري للقوات الحكومية ومستوى تقدم ميليشيا الحوثي في سلسلة جبال نهم ومفرق الجوف، إثر الصمت الحكومي عما جرى، في حين لم تعلن جماعة الحوثي بشكل رسمي أي انتصارات أو تقدمات عسكرية حتى مساء الأحد.
وكانت مصادر إعلامية عديدة قد تحدثت عن تحقيق الحوثيين مكاسب عسكرية، إثر تراجع قوات الجيش الحكومي من مواقعه في جبهات نهم ومفرق الجوف واشتعال الجبهات القريبة منها في سلسلة جبال هيلان بحدود مأرب وكذا جبهات المجزر في محافظة مأرب.
وذكر موقع “المصدر أونلاين” الإخباري المستقل أن مليشيا جماعة الحوثي سيطرت اليوم الأحد، على مدينة براقش التاريخية ومنطقة الصفراء في منطقة مجزر شمال غربي محافظة مأرب، بعد معارك هي الأعنف ضد القوات الحكومية منذ عام 2016.
وقال إن “معارك عنيفة تدور الآن في منطقة العقبة الواقعة بين محافظتي الجوف ومأرب، حيث يحاول الحوثيون السيطرة على المنطقة بعد ساعات من سيطرتهم على “مفرق الجوف” وهو المثلث الرابط بين محافظات الجوف ومأرب وصنعاء”، في حين تدور معارك عنيفة أخرى بين الجانبين في منطقة المتون، بمحافظة الجوف، حيث تستميت ميليشيا الحوثي السيطرة عليها، فيما تتمسك القوات الحكومية بمواقعها بصلابة.
وجاءت هذه التقدمات الحوثية بعد أن سيطرت ميليشياتها على مقر معسكر اللواء 312 الواقع في جبل فرضة نهم الاستراتيجي، وتمكنت من السيطرة كذلك على جبال يام، بعد أن خسرت القوات الحكومية العديد من مواقعها في منطقة نهم الجبلية.
وكانت مصادر إعلامية يمنية قد نسبت الى المتحدث الرسمي باسم الجيش الحكومي اليمني، العميد ركن عبده مجلي، قوله بعدم صحة الأنباء التي ترددت عن سيطرة مليشيا جماعة الحوثي على مواقع جبهة نهم. وقال إن “الجيش الوطني لا يزال يسطر انتصارات بطولية وما تروج له المليشيا الحوثية من انتصارات تعد اكاذيب باطلة”. مشيرا الى أن قوات الجيش متحكمة بزمام الامور بعد سيطرتها على جبل هيلان وانها عازمة على استكمال تحرير ما تبقي من مواقع في الجوف ومأرب وبقية اليمن”.
وفي سياق متصل، وجهت الحكومة اليمنية، أمس الأحد، نداء إلى المنظمات الإنسانية من أجل التدخل السريع لإغاثة النازحين شرقي العاصمة صنعاء الذين فروا جراء المواجهات. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية ” سبأ”، أن السلطة المحلية لمحافظة صنعاء، التابعة للحكومة، “وجهت نداء انسانياً لكافة المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والمحلية للتدخل السريع للاستجابة الإنسانية السريعة للنازحين من المناطق القريبة من الاشتباكات إلى محافظة مأرب، والنازحين من مخيم الخانق الذي استهدفته مليشيا الحوثي بالقذائف رغم أنه يبعد عن مناطق الاشتباكات بأكثر من 50 كيلو مترا”. وشددت السلطة المحلية بصنعاء ، في اجتماعها برئاسة المحافظ اللواء عبدالقوي شريف، على الحاجة العاجلة للأسر النازحة لخيم الإيواء والمساعدات الغذائية والدوائية، لتخفيف معاناتهم في النزوح. وأدانت ما وصفته بـ”تعمد مليشيا الحوثي استهداف قرى ومنازل المواطنين القريبة من مناطق الصراع واستهداف مخيم الخانق للنازحين بشكل متعمد حيث يضم ما يقارب 1500 أسرة نازحة، رغم بعده عن مناطق الصراع، بهدف تعميق المعاناة الإنسانية للمواطنين”.