أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن أن عدد الذين تم نقلهم إلى ليبيا من المقاتلين السوريين “أكثر من 2600 مقاتلاً، وصلوا إلى “معسكر التكبالي، الذي تسيطر عليه عناصر مقاتلة موالية لتركيا”، فيما قال مصدر مقرب من الأخوان المسلمين إن هؤلاء مقتنعون أنهم “يحمون الشرعية في ليبيا”.
وفيما إن كانت عمليات التجنيد مستمرة، قال عبد الرحمن لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد تم افتتاح سبعة مراكز على الأقل في مناطق مختلفة من الشمال السوري، وعقود من يقبل بالقتال في ليبيا تصل إلى ألفي دولار في الشهر، وتجاوز عدد المسجلين للتدريب والقتال في ليبيا إلى أكثر من 2000 عنصر، غالبيتهم من فصائل السلطان مراد وسليمان شاه ولواء المعتصم ولواء صقور الشمال ولواء الحمزات وفيلق الشام الإسلامي ولواء المسرقند، وجميعها يدّعي أنه معارض للنظام السوري، وهو يوالي تركيا، ونسبة غير قليلة من هؤلاء المقاتلين من المكون التركماني”.
ويقاتل هؤلاء إلى جانب حكومة الوفاق في طرابلس، تحت مسمى مؤسسات أمنية تركية، وتقول وسائل إعلام مقربة من النظام السوري إن تركيا تعدهم بتسهيل منحهم الجنسية التركية لاحقاً، لكن لا معلومات مؤكدة حول ذلك من أي طرف.
وعن انتقال بعض هؤلاء المقاتلين إلى أوروبا، قال “تم رصد معلومات تؤكد أن بعض هؤلاء المرتزقة سارعوا لتسجيل أسمائهم ليس لرغبتهم في القتال داخل ليبيا، بل تخطيطاً لاستغلال الرحلات التي تُسيّرها تركيا لنقل المقاتلين إلى هناك للوصول إلى ليبيا ومن ثم العبور منها إلى أوروبا. وتابع “علمنا كذلك بشكل مؤكد بمقتل 28 مسلحاً على الأقل من المرتزقة السوريين في العاصمة الليبية خلال اشتباكات في عدد من محاور طرابلس”.
إلى ذلك، وحول سبب انتقال هؤلاء المقاتلين إلى ليبيا، قال مصدر مقرب من جماعة الإحوان المسلمين السورية مقيم في إسطنبول ويعمل في مركز دراسات إسلامي، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “يعتقد البعض عن قناعة بأن ذلك واجب لحماية الشرعية في ليبيا، وقتالهم هناك له بعد سياسي بنظرهم، بينما يذهب آخرون إلى هناك مفترضين أن ما يقوموا به هو عمل يمكن أن يدّر عليهم مالاً هم بحاجة إليه في الحاضر ويعينهم للمستقبل”.
وقال مصدر من المعارضة السورية المسلحة (الجيش الوطني)، غير مصرّح لها بذكر معلومات، إن أكثر من مائة ممن ذهب للتدريب في معسكرات تمهيداً للقتال خارج سورية انسحبوا نتيجة ضغوط شعبية وأهلية سورية. وأكّد أن عدد الذين رغبوا في القتال خارج سورية لا يتجاوز الألف، انسحب جزء منهم، والباقين ليس مؤكداً انتقالهم إلى ليبيا، وهناك الآن تراجع كبير جداً في أعداد الراغبين في التدريب للقتال خارج سورية”.
ووفق مصادر متابعة للملف، فإنه يتم نقل هؤلاء المقاتلين إلى طرابلس عن طريق طائرات ليبية عبر مطار إسطنبول ومطار صبيحة بمدينة إسطنبول.
وتقول المعارضة السورية إن النظام السوري يُرسل بدوره مرتزقة إلى ليبيا، وأنها رصدت رحلات جوية تنقل مقاتلين مرتزقة من مطارات سورية باتجاه مطار بنغازي، دون أن يتم التأكد من هذه المعلومة من طرف ثالث.