"الخلفاء الملعونون": الكاتبة التونسية هالة وردي "تنتقد الصحابة" وتثير جدلا دينيا وفكريا

ثقافة 21:30 01.08.2019

في كل مرة يصدر فيها كتاب جديد يناقش التاريخ الإسلامي أو ندوة تدعو إلى إعادة قراءة التراث تحدث ضجة واسعة يتجدد معها النقاش حول الحد الفاصل بين التجديف وحرية النقد.

ومجددا أثارت الباحثة التونسية هالة وردي ضجة في عدد من الدول المغاربية على إثر ندوة أعادت فيها طرح أفكارها حول التاريخ المبكر للإسلام وحياة النبي محمد.

"التحرر من سطوة الأسطورة"

وبخلاف السائد، أتهمت وردي خلال ندوة للثقافة الأمازيغية بطنجة من وصفتهم بـ "تيارات رجعية" بتزييف الحقائق وبتجميل فترة الخلافة الأولى، مضيفة أن "الصحابة كانوا أشخاصا عاديين لهم طموحات سياسية دفعتهم إلى التصرف بانتهازية".

كما تساءلت الباحثة التونسية قائلة: "هل وجود الرسول حقيقة أم أسطورة؟". وشددت الباحثة على "ضرورة التحرر من سطوة الأسطورة في تقييم تلك الفترة المبكرة من تاريخ الإسلام".

وأردفت أن هذه الفترة الحرجة من تاريخ الإسلام "شهدت تزييفا، فلم يكن هناك إجماع على اختيار أبي بكر الصديق. كما أن جثمان الرسول ترك لأيام من دون دفن، لأن الصحابة كانوا مشغولين بالنقاش السياسي"، حسب قولها.

وتصريحات وردي ليست بجديدة، إذ سبق أن أثارت الأستاذة الجامعية والباحثة في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية، الجدل بمؤلفين باللغة الفرنسية، الأول حمل اسم "الأيام الأخيرة في حياة محمد" و الثاني بعنوان "الخلفاء الملعونون".

وقبل نحو شهر، فجر كتاب "الخلفاء الملعونون" سجالا محتدما في الأوساط الفكرية التونسية بعد تدخل المؤرخ والباحث هشام جعيط.

ففي مقال نشرته صحفية "الصباح" التونسية، اعتبر جعيط الكتاب "تحايلا وتزويرا للتاريخ" وأكمل واصفا إياه بأنه "رواية تاريخية ذات منحى أيديولوجي لا يمكن قبولها باسم حرية الرأي والتعبير."

ووصفت وردي وقتها انتقادات وتساؤلات جعيط بأنها "غير معللة".

ويتناول الكتاب الذي أصدرته الباحثة التونسية، فترة الخلفاء الراشدين في التاريخ الإسلامي وتتحدث فيه عن "دسائس وتهديدات بالقتل" تقول إنها جرت أثناء "صراع بين الصحابة على السلطة بعد وفاة النبي محمد".

وتطرقت وردي إلى تعامل الصحابة مع الرسول خلال فترة مرضه وعند وفاته قائلة إنهم "منعوه من كتابة وصيته".

وتضيف الكاتبة في حديث إذاعي بأنها استندت إلى مراجع من النصوص الشيعية والسنية وحاولت التوفيق بينها.

ولا تدعي وردي أن البحث في تاريخ الخلفاء ما زال معاصرا ولكنها تمضي بالقول "كتابة التاريخ وإعادة كتابته مسألة لا تنتهي لأنها تجعلنا نتعامل معها كفترة تاريخية ولت ولن تعود وليست كفترة مثال."

وتصف إعادة قراءة تاريخ السنوات الأولى للإسلام بأنها "نوع من المقاومة الفكرية" في ظل بروز حركات متطرفة تحتكر فهما بائسا للتاريخ الإسلامي وتنصب نفسها وصية عليه".

من جهته، لم يجد الأستاذ في جامعة الزيتونة، حميدة نيفر، حرجا في نقد التاريخ الإسلامي بطريقة علمية، لكنه يرى أن وردي لم تستعمل "منهجا علميا في تناول الجوانب التاريخية، كونها ليست متخصصة في هذا العلم فهي أستاذة فرنسية وليست مؤرخة".

ويستطرد: "على سبيل المثال المؤلف اللبناني جورجي زيدان تحدث عن التاريخ الإسلامي لكنه تناوله بأسلوب روائي وهذا الأسلوب مفهوم، إذ أن الهدف منه هو تقريب المعاني التاريخية وتبسيطها مع إدخال الجانب الخيالي".

و يضيف:" مبادرة وردي على أهميتها لم تغير شيئا قد تكون دوافعها علمية لكن ما استعملته من وسائل ومنهجية ومن نصوص ثم من تضخيم يفضي في النهاية أن كتابها ليس عملا علميا حقيقيا. "

ويشرح:" فقد أرادت أن تقوم بعمل في ظاهره أكاديمي وعلمي وفي باطنه سياسي لتفحم خصوما سياسيين (الإسلام السياسي)".

ويتابع :هناك نقد للتاريخ يكون لأسباب موضوعية. وهناك نقد آخر للتاريخ ينتمي إلى مدرسة خاصة تخالف ما هو سائد وتحاول التضخيم منه ليصبح ذو معنى. وهذا النوع الثاني لا علاقة له بالنواحي العلمية، بل الهدف منه إحداث ضجة."

ويختم:" النقد العلمي موضوع أساسي، لكنه مسألة لا يمكن أن يكتفي بها شخص واحد أو اختصاص واحد. وعندما نريد تغيير قناعات مجموعة واسعة تؤمن بعصمة الرسول المؤسس والصحابة فهو عمل جماعي يقتضي تعدد الاختصاصات".

 

هل المسلمون في حاجة إلى غربلة تراثهم؟

انقسم النقاد حول الكتاب بين مشيد يرى فيه قراءة ثورية للتاريخ الإسلامي وناقد يشكك في الأدوات العلمية المعتمدة لهذا المنحى في التعاطي مع التراث.

وعلى مواقع التواصل، اتخذ الجدال منحى آخر فلم يقتصر النقد على المناهج العلمية بل تخطاه ليشمل الجانب الديني والشعبي الرافض لكل محاولة لنزع القداسة عن الرموز المؤسسة في تاريخ الإسلام.

لا أدري كيف تنمو بيننا تلك الطفيليات مثل هالة وردي؟ لتنشر كتابين مليئين بالكره الموجه لأجمل الحقب التاريخية للمسلمين، ولأروع الشخصيات الإسلامية التي طبعت تاريخ الإنسانية ووضعت بصماتها بقوة في تحرير العقول من تبعات العصر الجاهلي المليء بالظلم، والقهر والعبودية.
ألفت هذه التونسية كتابها الأول تحت إسم "آخر أيام محمد"، هكذا محمد "حرفية" وكأنها تتحدث عن مجرد شخص عادي، وعن“موته الغامض” والذي تقول الكاتبة إنه أشبه بـ”ترجيديا شكسبيرية”، كما تشير إلى أن النبي محمد “تعرض لمحاولات اغتيال عدة، وكان لا يثق كثيرا في المحيطين به”. 
لعلها لم تقرأ عن خطبة حجة الوداع، وأن الرسول قال للناس، "لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا", وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان منصورا بالوحي، وكان يضع لائحة بالعشرة المنافقين الذين لا يثق بهم، والبقية من الصحابة يشكلون محل ثقته العمياء وهم من خلفهوه ونشروا الإسلام والعدل في مجتمعات سادتها العبودية والرق وقتل النساء.
بعد هذا الكتاب، أخرجت لنا كتابا ثانيا بعنوان صادم يتسم بكل معاني الوقاحة والكره، "الخلفاء الملعونون" والذي يتحدث عن “التصدعات والخيانة والدسائس والفساد والتهديدات بالقتل بين صحابة الرسول للإنقضاض على السلطة”.
من الأساسي التذكير بأن للكاتبة التونسية الحق في التعبير والنشر، لكن ضمن ضوابط الأمانة التاريخية وإحترام أسس البحث العلمي وقواعده، ودون تطاول ولا فضاضة، لكي لا تدركها لعنة عنوان كتابها الأخير، ولكي تبرهن فعلا عن إحترامها للديمقراطية ولتاريخ أسلافها.

واحتفى قطاع واسع من رواد الموقع الأزرق بشجاعة الكاتبة، بينما عبر آخرون عن استيائهم لنشر هذا الكتاب، ووصفوه بـ "القميء والمشوه."

فعلق إبراهيم بوسطة: "شيء محزن بالنسبة لي لأن الكاتبة لا تريد إعادة قراءة نصوص التراث الإسلامي" كما تدعي "بل هو جزء من حرب فكرية متكاملة الأركان هدفها التعدي على ثوابت المسلمين ... هكذا طرح هو طرح غير علمي ومؤذي ومهين لنا كمسلمين مغاربة".

وسانده في ذلك المدون أحمد بلغيث الذي رأى أن الكتاب يستند على "انطباعات مزاجية وإرث استشراقي استعماري" في إشارة إلى تأثر الكاتبة بالمستشرقين الفرنسيين.

في حين كتب أمين الهاشمي مدافعا عن هالة وردي قائلا إنها "لم تأت بهذا الكلام من فراغ إنما هو موجود في كتب التراث، ومن لديه إطلاع بكتب التاريخ سيعلم بأن كلام هالة مطابق لما هو موجود في الكتب القديمة، لكن من لم يقرأ وليس له اطلاع بتاريخه ويسمع هذا الكلام سيرمي هالة وردي بالزندقة لأن علماء الدين أخفوا الحقيقة".

هالة وردي الهدم الإديولوجي للمقدس بدون معول.

درجة من الإسفاف و التناقض مع منطلقات علمية لبحث أريد له أن يكون تأريخيا لتجده في آخر المطاف إنطباعي مزاجي بل ليتجاوز النصوص التي ينقدها في إعتماداته التأصيلية و العلمية.
الإرث الإستشراقي و الموروث الإستعماري في عداء عقدي مقدس في أبهى تجلياته.
لله درك يا رسول الله أرقتهم حيا و ميتا.
أحمد بلغيث

ودعا أئمة الكاتبة لمناظرة لكي تدافع عن أدواتها العلمية في التأليف، واتهمها البعض باللهث وراء الشهرة.

لأمر خطير جدا، فما الذي بقي من دين المغاربة وهويتهم وثقافتهم وحضارتهم، بعد التشكيك في وجود نبي الهدى، صلى الله عليه وسلم؟

قبل يسير، شكك أحدهم في وجود أبي بكر وعمر. وكنت ذكرت لبعض المقربين، أن الأمر لن يقف عندهما، لأن القوم يمتحون من المستنقع الفكري الفرنسي، الذي يشكك سدنة فكره في وجود المسيح عليه السلام.

إن الرد العلمي يكون على الكلام العلمي، أما التشكيكات الصبيانية، والجرأة المحمومة المرضية على ثوابت الأمة، فلا يمكن الرد عليها علميا، بل الواجب منعها، ومحاسبة القائمين عليها.

فأين وزارة الأوقاف المتخصصة في إيقاف الخطباء، لأدنى فلتة لسان؟
وأين الحكومة التي يرأسها "إسلامي"؟
وأين البرلمان الذي أغلبيته "إسلامية"؟
وأين الجماعات والحركات، والدعاة والعلماء، والمجتمع المدني بأكمله؟
بل أين الأحزاب كلها - إسلامية وغيرها - فالقضية طعن في الإسلام من حيث هو، لا يرتضيه مسلم كائنا من كان!!
إن للصمت الاستعلائي حدودا، إذا تجاوزها صار جبنا يتدثر بلبوس الحكمة، وهوانا يتستر بحجاب التعالي عن استفزازات السفهاء ..
ما الذي بقي بعد هذا؟!
ما الذي بقي؟!!

 

 
 

 

 


علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

كاف يقرر اعتبار اتحاد الجزائر خاسرا 3-صفر بعد أزمة قميص نهضة بركان
18:00 26.04.2024
محام : أرمينيا تمارس استراتيجية التطهير العرقي
17:23 26.04.2024
أمريكا تستعد لسحب قواتها من تشاد والنيجر
17:00 26.04.2024
محام بمحكمة العدل : أرمينيا شردت ملايين الأذربيجانيين
16:31 26.04.2024
فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
جميع الأخبار