أكّد أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، توقيع أكثر من 1250 اتفاقية بين الناشرين خلال أربعة أيام من المعرض، وأشاد بالمشاركة الإيطالية بالمعرض، وقال إنها تجاوزت العشرة ناشرين إيطاليين، وجددت التأكيد على أن المعرض بات الثالث من حجمه على مستوى العالم.
وعن الدورة الحالية الـ35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب والتي تستمر حتى 12 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، قال العامري لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "لقد قسّمنا المعرض لأربعة أقسام، يضم كل منها مجموعة واسعة من التظاهرات الثقافية"، بينها "(البرنامج المهني) الذي تُعقد فيه صفقات بيع وشراء حقوق النشر، ويتضمن إقامة دورة تدريبية لأكثر من 50 ناشراً عربياً، وجلسات نقاشية حول صناعة النشر يُشارك فيها 300 ناشراً من 45 دولة"، أما "القسم الثاني فهو (البرنامج الثقافي) الذي يضم أكثر من 1417 فعالية من مختلف الأنواع الثقافية والفكرية والتعليمية، يحييها 235 ضيفاً".
وتابع "القسم الثالث هو معرض بيع الكتب، الذي استقطب نحو 750 ألف زائر حتى منتصف فترة المعرض، من مختلف الشرائح الفكرية والعمرية، وأخيراً القسم الرابع وهو (مؤتمر المكتبات) الذي يقيم فعاليات وجلسات تهم أمناء المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية والحكومية والخاصة".
وعن دور المعرض الثقافي، قال العامري "نسعى من خلال الحدث وفعاليات أخرى منبثقة عنه ومرافقة له، وأخرى رديفة له، لتثبيت دور الشارقة كمنبر ثقافي متميز على المستوى العالمي، وقد قمنا بزيارات لإيطاليا وبريطانيا وألمانيا وغيرها، لتنفيذ اتفاقيات ترجمة مع عدد من الشركاء في هذه الدول"، وتابع "مشاركاتنا الدولية تشمل معارض الكتب العربية والدولية، وإقامة برامج ثقافية كالندوات والمؤتمرات وورشات العمل والحوارات الثقافية والفكرية، كسفراء للثقافة العربية عموماً، ونُشارك بأكثر من 35 معرضاً حول العالم كل سنة".
وأضاف "تشهد الدورة الحالية مشاركة 1681 دار نشر من 60 دولة، تعرض مليون ونصف مليون عنوان، منها 88 ألف عنوان جديد على مساحة بلغت 25 ألف م2″. وتابع "نقوم بالترويج لمشروع الشارقة الثقافي، ولمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ولمدينة الشارقة للنشر، وهي أول مدينة على مستوى العالم ستكون منطقة حرة بالكامل، لا تفرض أي ضرائب على النشاطات الثقافية، وسيبدأ العمل بها عام 2017 على مساحة أكثر من 25 ألف م2″.
وحول انفتاح المعرض وثقته بالقارئ، قال العامري "نحن نحارب الفكر الظلامي بالفكر المتنوّر، ولهذا لم نقم بمنع أي كتاب، فبالأساس لا توجد لدينا رقابة على الكتب وعلى الفكر، وكل الكتب موجودة بأنواعها، لقناعة منا بأنه حين نمنع كتاباً، نمنح الفكر الظلامي الفرصة للترويج، ونُقدّم دعاية مجانية له، لأن الفضول سيُسيطر حينها على شريحة واسعة من الناس لمعرفة مضمون الكتاب الممنوع، وشرائه وقراءته، ومجرد اطلاع هذه الشريحة على الكتب الظلامية قد يؤدي أحياناً لاعتناق أفكارها غير السليمة، ولذلك لم نمنع أي كتاب"، وأضاف "نحن نحارب الفكر بالفكر".
يُشار إلى أن هيئة الشارقة للكتاب قد تأسست عام 2013 تلبية لحاجة مدينة الثقافة إلى مؤسسة مستقلة تعنى بشؤون الأدب والقراءة والنشر، وتشجيع التعلم المستمر والاستثمار في الصناعات الإبداعية والترجمة ونقل العلوم والمعارض بين الثقافات والشعوب المختلفة، وتدير الهيئة اليوم مجموعة من المشاريع الثقافية الكبرى، من أهمها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومكتبات الشارقة العامة بالإضافة إلى مدينة الشارقة للنشر والمنطقة الحرة الثقافية.