ما تأثير الانسحاب الصيني من تطوير أهم حقل غاز في إيران؟

اقتصاد 11:24 07.10.2019
تتوالى خيبات إيران الاقتصادية واحدة تلو الأخرى، مع تشديد الولايات المتحدة قبضة العقوبات عليها، ليكون آخر صدماتها انسحاب شركة النفط الحكومية الصينية من صفقة تطوير حقل بارس الجنوبي الذي يوفر معظم الغاز الطبيعي الإيراني.
 
وقال وزير النفط الإيراني، بيجان زنغنه، إن شركة النفط الوطنية الصينية (CNBC) "لم تعد طرفا في المشروع"، الذي تصل تكلفته إلى 5 مليارات دولار، في الحقل الأكبر في العالم بجملة احتياطي يبلغ 51 تريليون متر مكعب.
 
وكانت شركة "توتال" الفرنسية، قد انسحبت هي الأخرى من الصفقة في مايو 2018، بسبب العقوبات الأميركية. وتضمنت الخطة الأولية لتطوير الحقل، حفر 20 بئرا ومنصة لرأس البئر، لتصل الطاقة الإنتاجية للمشروع إلى ملياري قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا.
 
وبموجب الشروط الأولية للصفقة، كانت توتال ستحصل على حصة 50.1 بالمائة، مع حصول شركة النفط الوطنية الصينية على 30 المائة، وشركة "بتروبارس" الإيرانية على 19.9 بالمائة.
 
ومع انسحاب "توتال"، استحوذت الشركة الصينية على حصة الشركة الفرنسية، والآن بعد أن وجدت إيران وحدها في الصفقة الضخمة، خرج مسؤولوها بتصريحات مثيرة للسخرية، للتأكيد على أن بلادهم ستطور قطاعا من حقل نفط بارس الجنوبي وحدها.
 
وما جعل هذه التصريحات "مثيرة للسخرية"، هو أن إيران غير قادرة على معالجة وتطوير بنيتها التحتية فيما يتعلق بالنفط والغاز، بحسب الكاتب الاقتصادي المتخصص في الطاقة عماد الرمال.
 
وقال الرمال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "إيران لن تكون قادرة بالطبع على تطوير الحقل بمفردها، فعلى مدار 40 عاما لم تستطع أن تطور حقول البنية التحتية للغاز والنفط، فمن المعروف أنها تواجه مشكلة كبيرة في هذا المجال".
 
واستطرد في شرحه قائلا: "نرى أن إيران لديها وفرة من الغاز في جنوب البلاد، لكن بسبب رداءة بنيتها التحتية فإنها غير قادرة على توفير الغاز في شمال البلاد".
 
وأضاف: "لهذا فإن غاز الشمال يتم استيراده من تركمانستان، وهذا أمر غريب جدا فهي ثالث أكبر دولة في احتياطي الغاز لكنها تستورده أيضا. هذا دليل على أن لديها بنية تحتية مهترئة وهي غير قادرة على تطويرها على مدار 40 عاما، فكيف لها الآن أن تطور حقلا ضخما كهذا بمفردها؟".
 
أزمة في اقتصاد متأزم أصلا
وجاءت خطوة الانسحاب الصيني من تطوير حقل بارس الجنوبي، لتزيد الطين بلة، فاقتصاد إيران يختنق أساسا تحت وطأة قضايا الفساد وسرقة ثروات الشعب من مسؤوليها فضلا عن العقوبات الأميركية، والآن فإن إنتاجها من النفط والغاز قد يتأثر أيضا.
 
فبعد انسحابها من الاتفاق النووي في الثامن من مايو 2018، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران تمنعتها من بيع نفطها في الخارج، مما أدى لشل اقتصاد البلاد.
 
وفي أواخر سبتمبر الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على شركات شحن صينية، قالت إنها تنقل النفط الخام الإيراني.
 
ومنذ ذلك الحين، بدأت إيران في خرق شروط الاتفاق، وشنت سلسلة هجمات في الشرق الأوسط، حتى وصلت التوترات إلى ذروتها في 14 سبتمبر، عندما استهدف هجوم مواقع نفطية سعودية مهمة.
 
وبينما أعلن المتمردون الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، أظهرت التحقيقات أن "الهجوم كان بلا شك تحت رعاية إيران".
 
وإن كانت تلك الهجمات تدل على شيء، فهي تدل على أن إيران تتخبط وتصارع لالتقاط أنفاسها خلال سباحتها المستمرة عكس التيار، كما أنها تؤكد أن اقتصادها المترنح يزداد تأزما، بحسب المحللين.
 
وفي هذا السياق، قال الخبير في الشأن الإيراني هاني سليمان لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن انسحاب شركة النفط الوطنية الصينية "يشكل نقطة تحول مهمة وضربة إضافية للاقتصاد الإيراني، خاصة في هذا التوقيت الصعب، نظرا لنجاح الضغوط التي تمارسها واشنطن من خلال العقوبات، والقيود التي تفرضها على الشركات العاملة في طهران".
 
وذكّر سليمان بالنتائج الكارثية التي ترتبت على انسحاب توتال في السابق من الاتفاق، إذ أدى ذلك إلى هبوط صادرات المكثفات الغازية إلى "شبه الصفر"، بعدما كانت تنتج طهران حوالي 17 مليون طن مكثفات غازية بقيمة 7 مليار دولار، وتحديدا في الفترة بين أبريل 2017 حتى أبريل 2018، بإجمالي 650 ألف برميل يوميا يستهلك منها محليا 400-450 ألف برميل.
 
وأضاف أن قطاع النفط تأثر وتقلصت صادراته بنسبة 80 بالمئة مع القيود المفروضة، ومع رفع الإعفاءات على الدول الـ8 المستثناة من العقوبات بعد ذلك.
 
وتابع: "شكل هذا مأزقا كبيرا خاصة مع وصول العقوبات إلى قطاع البتروكيماويات والمعادن –الذي يشكل 10 بالمئة من الصادرات- المرتبطة بقطاع النفط، مما جعل وزير النفط يرفع الدعم عن بعض المشتقات والبنزين، ويضع نظام للحصص أثر بشكل مباشر على المواطن الإيراني وزاد الأسعار بشكل كبير".
 
ورغم مساهمة القطاعات الاقتصادية من خارج المحروقات بحوالي 110 مليار دولار، إلا أنها تأثرت هي الأخرى بشكل كبير خاصة أنها تضم صناعات بتروكيماوية وأنواع مرتبطة بشكل غير مباشر تضررت هي الأخرى، بحسب سليمان.
 
هل تلجأ لقطر؟
وبعد تاريخ من التحالفات الخفية والعلنية التي دارت بين إيران وقطر لإدارة النزاعات لصالحهما في المنطقة، أبرزها دعم الجماعات الإرهابية، جاء انسحاب الشركة الصينية، ربما تلجأ طهران إلى الدوحة في الحقول المشتركة.
 
ويقول سليمان: "يعتبر توقيع شركة بتروبارس المحلية عقدا لتطوير حقل بلال للغاز المشترك مع قطر بقيمة 440 مليون دولار، وخطة حفر 8 آبار وإنشاء وتركيب منصة بطاقة 500 مليون قدم مكعب من الغاز الغني، علاوة على مد سلسلة أنابيب بحرية بمسافة 20 كلم، فرصة للخروج من مأزق العقوبات الصعب بمساعدة الدوحة، إلى جانب إمكانية الاستثمار في حقل بارس الجنوبي".
 
لكن لن يستطيع النظام الإيراني الذهاب بعيدا في ظل شبكة قوية من العقوبات، ومع تحولات المواقف المساندة له، بحسب سليمان.
 
"فحالة التعنت الإيرانية دفعت شركاء الأمس للتخلي عن طهران، خاصة في ظل رغبة تلك الدول في الحفاظ على مصالحها مع واشنطن، التي تتعدى المصالح الضيقة مع طهران".

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
جميع الأخبار