خلال مؤتمر صحفي، كشف رئيس شعبة الموازنة بالمالية الإسرائيلية يوجيف جيردوس، عن تقديرات وزارة المالية بشأن الأضرار الهائلة التي خلفتها هذه الحرب على موازنة الدولة، حسبما نقلت عنه صحيفة "كلكليست" العبرية.
وبين جيردوس أنه في الأسابيع الثلاثة للحرب بلغت الأضرار التي لحقت بالموازنة 30 مليار دولار موزعة على الشكل التالي: 20 مليار شيكل (5 مليارات دولار) كلفة السلاح والحرب، 10 مليارات شيكل (2.5 مليار دولار) لتمويل إخلاء السكان ودعم السلطات المحلية، مشيرا إلى أن هذه التكلفة لا تشمل الأضرار المباشرة التي يتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي بعد العملية التي شنتها حماس. وبحسب غيردوس، فإن نفقات القتال في اليوم الواحد تكلف نحو مليار شيكل (250 مليون دولار)، وسيزداد الإنفاق الإجمالي مع استمرار القتال.
وقدرت المالية أن الأضرار التي لحقت بالناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد تصل إلى نحو 10 مليارات شيكل شهريا (2.5 مليارات دولار)، وهذا يعني أن النمو في إسرائيل سوف يتباطأ بشكل ملحوظ فيما تبقى من العام.
وقال جيردوس إن تكاليف الحرب الحالية على غزة هائلة مقارنة بالجولات القتالية السابقة، ونحن بحاجة لأن نتصرف بمسؤولية، على ما يبدو الحرب ستستمر لفترة طويلة ولا نريد أن نتلقى ضربة مالية واقتصادية أيضا.
من جهته رفع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عجز الموازنة للعام الجاري إلى 4% بدلا من 1.5%، وبنسبة 5% عام 2025. وأضاف سموتريش نحن نبني ميزانية جديدة لعام 2024 وسنقدم سلسلة من الإصلاحات الهيكلية التي تدعم النمو بهدف تعزيز الاقتصاد أثناء القتال، وبالتأكيد بعده. سيكون العجز أكبر، لكنه سيحدث لمرة واحدة، حسب ما نقلت عنه صحيفة ذي ماركر الاقتصادية.
وخفض البنك المركزي الإسرائيلي توقعاته لنمو الاقتصاد الذي يقدر حجمه بنحو 500 مليار دولار من 3% إلى 2.3%. وتوقع عدد من خبراء الاقتصاد أن ينخفض إجمالي الناتج المحلي للدولة العبرية بنحو 15% مقارنة بانخفاض بنحو 0.4% فقط خلال الحرب على غزة في عام 2014، و0.5% خلال الحرب مع لبنان عام 2006.
من جهة أخرى، باتت إسرائيل تواجه نقصًا حادا في عدد العمال، بعد استدعاء مئات الآلاف من مواطنيها للخدمة العسكرية الاحتياطية. وفق ما أفاد المكتب المركزي للإحصاء. وحسب المصدر، فإن 21% من عمال 11% من الشركات المشمولة بالمسح تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية.
وتعرّض قطاع البناء والإنشاءات الذي يعتمد بشكل كبير على العمال الفلسطينيين، لضربة قوية بسبب تقليص السماح للفلسطينيين بدخول إسرائيل من الضفة الغربية المحتلة. كما توقّف العمل في عدد من مواقع الإنشاءات مع بداية الحرب، بينما يجري استئناف العمل فيها ببطء.