من مسؤولي نتروكيم أ.ج، إحدى الشركات التابعة لأميروبا (Ameropa)، الشركة السويسرية العملاقة الناشطة في مجال صناعة الأسمدة، بسبب دفعهما لعمولة كرشوة قدرها 1.5 مليون دولار أمريكي لأحد كبار الشخصيات الليبية في عام 2007، وفقا لما كشف عنه تقرير أذاعه التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية (RTS) مساء يوم الإثنيْن 19 سبتمبر 2016.
هاذان المسؤولان دفعا العمولة بناءً على طلب من الشركة النرويجية الكبيرة المعروفة، يارا (Yara) عبر أحد فروعها في جنيف. وكان الهدف من هذه العملية: الحصول على معاملة تفضيلية لإنشاء مصنع خاص بإنتاج غاز أمونيا في ليبيا عبر تقديم عمولة على وجه غير مشروع لابن شكري غانم، وزير النفط الليبي في عهد معمّر القذافي.
وفي سويسرا، أدان المدّعي العام الفدرالي رئيس شركة أميروبا، أندرياس زيفي، بتهمة التواطؤ لدفع رشوة لموظّف عمومي أجنبي (المادة 322 من القانون السويسري)، وصدر بحقه حكم بدفع غرامة مالية بدل 120 يوما سجنا غير نافذة، لتحويله مليون ونصف المليون دولار لصالح حساب مصرفي في جنيف بإسم شركة وهمية تابعة لمحمّد غانم (إبن الوزير شكري غانم .)
أما المدير السابق لشركة نتروكيم، بيت روبريخت، فقد حكم عليه بدفع غرامة بدل 30 يوما سجنا غير نافذة بتهمة التزوير: وكانت الشركة قد استعادت المبلغ من شركة يارا بواسطة عدة شحنات من الأمونيا.
اتفاق مع المدعي العام
ومنذ أن بدأ العمل في عام 2003 بالأحكام التي تسمح بهذا النوع من المتابعة، يعد هذا القرار نادرا إذا ما استثنيْنا قضيتيْن تخص الأولى الخدمة المالية للبريد السويسري (PostFinance)، وشركة ألستوم. ولم يكتف المدعي العام بإدانة هذيْن المسؤوليْن، بل فرض كذلك على شركة نتروكيم، التي أصبحت لاحقا أورتين أ.ج (Ortin AG) دفع غرامة قدرها 750.000 فرنك سويسري لانعدام وجود آلية فعالة داخلها لمكافحة الفساد.
سويسرا أصبحت أكثر تشددا في مكافحة الفساد
"هذه الآلية الهادفة للإمتثال للقانون، يجري حاليا تعزيزها"، وفق ما صرّح به أندرياس زيفي إلى التلفزيون السويسري الرسمي الناطق بالفرنسية (RTS). وأوضح المدير العام بشركة أميروبا أن الحكم بدفع غرامة تم بإتفاق مع مكتب المدّعي العام الفدرالي. وختم قائلا: "كشركة، لدينا مصلحة بوضع حد لهذه القضية، حتى وإن كانت النتيجة غير مرضية لنا على الإطلاق".
شركة متعددة الجنسيات بعيدة عن الانظار
أنشأت شركة أميروبا (Ameropa) في عام 1948من قبل فليكس زيفي. وهذه الأخيرة شركة عائلية ناشطة في مجال صناعة وبيع الأسمدة، والبذور والحبوب. ويوجد مقرّها الرئيسي في بينّنغن بكانتون بازل، ولها فرع في لوزان.
هذه الشركة النشطة في أزيد من 30 بلدا، توظّف 3000 عامل، ويصل رقم مبيعاتها إلى 6.5 مليار فرنك.