عندما تكون أنت المسؤول عن تقديم الرعاية لمريض الزهايمر، فقد تكون أنت أقوى صوت يعبر عن الشخص المقرب لك. اتخذ القرارات التي تضمن كرامة الشخص المقرب لك وراحته.
في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر، يركز مقدمو الرعاية في أغلب الأحيان على الحفاظ على أمان الأشخاص المقربين وراحتهم. ومع ذلك، كلما تطور المرض، قد تواجه أسئلة صعبة عن الاحتضار. متى يحين موعد اختيار الرعاية التلطيفية عوضًا عن رعاية إنقاذ الحياة للشخص المقرب منك؟ متى تؤدي الرعاية الطبية التقليدية إلى إطالة حياة شخص يحتضر؟ سنعرض فيما يلي المساعدة فيما يتعلق بهذه الأمور وأسئلة أخرى عن الاحتضار.
وضع التوجيهات المسبقة
تتم كتابة التوجيهات المسبقة على هيئة تعليمات خاصة بما يفضله الشخص المقرب لك بشأن الرعاية الطبية في مرحلة الاحتضار. في الأحوال المثالية، ناقش تلك التفضيلات في المراحل المبكرة للمرض مع الشخص المقرب لك. ولاحقًا، تأكد من وجود نُسخ مرفقة من التوجيهات المسبقة في التقارير الطبية الخاصة بالشخص المقرب. ويكون ذلك مهمًا إذا انتقل الشخص المقرب لك إلى دار مسنين أو إلى مرفق آخر للرعاية طويلة الأمد أو احتاج إلى الرعاية بالمستشفى أو غرفة طوارئ. فسوف تساعد التوجيهات المسبقة العاملين بالمستشفى في معرفة ما يجب فعله — وما لا يجب فعله — في الحالات الطبية الطارئة.
ركز على الراحة، وليس امتداد الحياة
أثناء تطور ألزهايمر، ربما لن يستطيع الشخص الحبيب إليك توصيل أنه أو أنها يعاني من الألم. ابحث عن دلائل، مثل ارتفاع مفاجئ في السلوك المتذمر أو صعوبة النوم. العلامات الجسدية قد تشمل القرح والتورم والحمى أو البشرة الشاحبة. تحدث مع الفريق الطبي عن ضبط خطة علاج الشخص الحبيب إليك للتأكد من راحته أو راحتها.
في النهاية، قد تحتاج إلى قياس راحة الشخص الحبيب إليك في مقابل منافع الحياة الطويلة. في بعض الأحوال، قد تؤدي الجهود لإطالة الحياة — مثل الغسيل الكلوي، والتغذية بالأنبوب والمضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية — إلى معاناة غير مبررة لأشخاص قد يصلون لنهاية الحياة براحة وهدوء نسبي.
فكّر في اللجوء إلى مأوى رعاية المحتضرين والرعاية التلطيفية
تركز دور رعاية المحتضرين على التعامل مع الألم وتقديم الرعاية التلطيفية في مرحلة الاحتضار. ويتم اللجوء إلى مأوى رعاية المحتضرين عادةً للأشخاص الذين يتوقع الأطباء أن يكون المتبقي لهم في الحياة أقل من ستة أشهر. ولأنه من الصعب توقع الإطار الزمني في المرحلة النهائية لمرض الزهايمر، فإن دور رعاية المحتضرين بوجه عام تعد مكانًا ملائمًا للرعاية عندما يكون الشخص المصاب بمرض الزهايمر:
فقد القدرة على التواصل
لم يعد باستطاعته المشي
يعاني سلس البول والبراز
يعاني من إحدى المضاعفات الطبية المتعلقة بالخرف، مثل الالتهاب الرئوي الشفطي أو العدوى أو فقدان الوزن
يمكن أن تتوفر دور رعاية المحتضرين في أي مكان، بما في ذلك دور رعاية المسنين. إذا عاش الشخص المقرب لك لمدة أطول من ستة أشهر بعد بدء الرعاية في مأوى لرعاية المحتضرين فيمكنك إطالة مدة استفادته من البقاء في أي من هذه الدور. وبالمثل، يمكنك اختيار إيقاف الرعاية في مأوى رعاية المحتضرين في أي وقت.
قد تكون الرعاية التلطيفية التي تهدف إلى تحسين جودة حياة الأشخاص المصابين بأمراض في مراحلها المتقدمة مناسبة أيضًا. وخلافًا للرعاية التي يوفرها مأوى رعاية المحتضرين، فإن الرعاية التلطيفية تتوفر في أي وقت أثناء الإصابة بأمراض خطيرة أو مهددة للحياة. وتُقدم هذه الرعاية التلطيفية بجانب الطرق العلاجية الطبية الأخرى، كما تهدف إلى المساعدة في تخفيف الأعراض وتسكين الألم ومعالجة المخاوف الروحية والنفسية، والحفاظ على كرامة المريض وراحته.
التواصل عبر الحواس
حتى لو كان المقرب لك لا يتعرف عليك أو لا يستطيع التواصل بالكلام، ستظل قادرًا على تقديم الاطمئنان والحب. للحفاظ على التواصل، استخدم حواس المقرب لك:
اللمس. احتضن يد الشخص المقرب لك. قم بتمشيط شعره. قم بتدليك يدي المقرب لك أو ساقيه أو قدميه برفق.
الرائحة. قد تكون رائحة العطر أو الزهرة أو الطعام المفضلين أمرًا مريحًا.
البصر. اعرض على الشخص المقرب لك مقطع فيديو يحتوي على مشاهد للطبيعة وأصوات ناعمة مهدئة. أو اصطحبه لينظر إلى حديقة أو يشاهد الطيور.
السمع. اقرأ بصوت مرتفع، حتى لو كان الشخص المقرب لك لا يستطيع أن يفهم الكلمات. قد تكون نبرة صوتك ونغمته أمرًا مريحًا.
كرامة المريض في مرحلة الاحتضار
إن مساعدة شخص مصاب بمرض الزهايمر خلال السنوات الأخيرة من الحياة تُعد رحلة صعبة. وكلما يتطور المرض، سوف يكون عليك اتخاذ قرارات بالنيابة عن الشخص المقرب لك. ومن بين هذه القرارات المصيرية تلك القرارات التي تؤكد على حقه في الاحترام والكرامة والراحة الجسدية حتى نهاية الحياة.