التقى نائب رئيس الوزراء لجمهورية أذربيجان ورئيس هيئة الدولة للعمل مع اللاجئين والمشردين الداخليين، ورئيس اللجنة الجمهورية في المعونات الإنسانية الدولية علي حسنوف يوم22 ديسمبر مدير المعهد العالمي للمياه والبيئة والصحة الدكتور نضال سالم الذي يزور بلادنا بدعوة من المؤسسة الأوراسيوية الدولية للصحافة.
كما تفيد يوميات أوراسيا أنه تبادل الجانبان خلال الاجتماع وجهات النظر حول إدراج قضية فرض الحصار على تدفق المياه من خزانة سارسنك في جدول الأعمال للمجلس العالمي وظهور العواقب في الاستفادة من الماء في المناطق المحيطة بها نتيجة لسياسة الاحتلال التي تمارسها أرمينيا وغيرها من المشاكل.
وأشار رئيس لجنة الدولة الى أن المشكلة المتعلقة بخزانة سارسنك من أهم القضايا بالنسبة لبلادنا، مؤكداً على أهمية هذه الزيارة لمدير المعهد العالمى للمياه والبيئة والصحة.
كما اشار نائب رئيس الوزراء و رئيس هيئة الدولة الى أنه تم بناء خزانة سارسنك فى عام 1976 على أساس مبادرة وتوجيهات الزعيم الوطنى حيدر علييف. ويبلغ حجمها الإجمالي 560 مليون متر مكعب. وتوفر الخزانة مياه الري لنحو 000 100 هكتار من الأراضي في 6 مناطق في أذربيجان.
وفي حديثه عن القرار الذي اتخذته الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في 26 يناير/ كانون الثاني 2016 فيما يتعلق بحوض مياه سارسنك قال علي حسنوف: "إن هذا القرار عادل وفي الوقت ذاته صعب للغاية. واتهم الاتحاد البرلماني الدولي في قراره أرمينيا التي تعيق تتعمد منتظم لتدفق المياه من خزانة سارجسانة إلى أذربيجان بمدلول واحد وهذا ما يسمى ب"العدوان البيئي". وينص هذا القرار على أن الإجراءات التي اتخذتها أرمينيا تتناقض تماماً مع قواعد هلسنكي لعام 1966 وقواعد برلين لعام 2004. ويتطلب القرار سحب القوات المسلحة الأرمينية فوراً من الأراضي الأذربيجانية المحتلة. إذا كان الناس مقيدين في استخدام حوض المياه، فهذا تعامل غير إنساني".
وأشار رئيس هيئة الدولة الى أن أعمال الأرمن هذه ليست مفاجئة لنا لافتاً الى أن الاراضى التى تقع فيها الدولة الارمنية اليوم هى الأراضى الاذربيجانية القديمة. في حينها نقلت روسيا القيصرية الأرمن إلى الأراضي الأذربيجانية وأنشئت دولة لهم في أراضينا. وكان يريفان، العاصمة الحالية لأرمينيا إمارة يريفان الأذربيجانيين وكان نسبة الأذربيجانيين ب95% من العدد الإجمالي للسكان في الإمارة في بداية القرن التاسع عشر. ولا يوجد في الوقت الحالي أذربيجاني واحد هناك. تم ترحيل الأذربيجانيين النقيمين في أرمينيا 4 مرات خلال 200 سنة الماضية أي في 1905 و1918 و1948-1952 و1988-1992.
وقال نائب رئيس الوزراء في إشارة الى العدوان العسكري من قبل القوات المسلحة لأرمينيا ضد أذربيجان التي احتلت 20% من أراضينا، بما في ذلك قراباغ الجبلية و7 مناطق محيطة بها، حيث أصبح 1.2 مليون من مواطنينا لاجئين ومشردين داخليين، تم نهب ثرواتنا الوطنية والثقافية وتدمير البنية التحتية بأكملها.
تم لفت الأنظار إلى أنه في عام 1993 أقر مجلس الأمن للأمم المتحدة أربعة قرارات بشأن تحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة وعودة اللاجئين والمشردين إلى ديارهم. وأدانت القرارات التي اتخذتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرهما من المنظمات الدولية المعتبرة السياسة العدوانية التي تنتهجها أرمينيا. وأضاف قائلاً إنه "لا توجد منظمة دولية رسمية في العالم لا تعبر عن موقف من هذا النزاع. ومما يؤسف له أن هذه القرارات لم تنفذ بعد. وقال علي حسنوف إن عملية التفاوض التي تستمر أكثر من 20 عاماً بوساطة مجموعة مينسك لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا لم تسفر عن اي نتيجة.
وفي معرض حديثه عن النتائج التي حققتها أذربيجان في السنوات الأخيرة أشاد علي حسنوف بنظام الإدارة الناجحة للرئيس إلهام علييف الذي هو خير خلف للقائد العظيم حيدر علييف وكذلك عن الإصلاحات الشاملة والإصلاحات والبرامج الاجتماعية والاقتصادية التي أنجزت تحت قيادته بهدف تحقيق التنمية الإقليمية والاندماج السريع إلى النظام الاقتصادي العالمي وعن استراتيجية النفط وإنجازات السياسة الخارجية السليمة والسمعة الدولية لبلدنا والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستقرار الاجتماعي والسياسي في البلاد.
وأشير إلى أن أذربيجان اليوم تقع في صميم الاهتمام العالمي بمعدل التنمية والتسامح وحفظ السلام. وكمثال على التسامح، تولي أذربيجان أهمية كبيرة للحوار بين الثقافات والأديان. وفي أذربيجان، يقيم الممثلون من جميع الجنسيات في سلام وازدهار منذ زمن قديم.
مشيراً إلى أن المعهد الذي يترأسه يعمل أساساً في قضايا الأمن المائي قال الدكتور نضال سالم إن الأمن المائي اليوم تحول إلى قضية سياسية خطيرة جدا.
وفي معرض حديثه عن زيارته لبلادنا والاجتماعات التي عقدت قال الضيف إن الغرض الرئيسي من الزيارة هو وضع استراتيجية بخصوص خزانة سارسنك. مشيراً إلى أنه قام بزيارة الأراضي المحيطة بخزانة سارسنك في إقليم ترتر واجتمع مع السكان هنا وأولى الاهتمام إلى بحث سبل الحل لهذه المشكلة وضرورة تشكيل اللجنة المكونة من الخبراء الدوليين.